حسين علي غالب : الشيطان و الديناصور - قصة قصيرة

 الحمد الله لقد انتهى الطبيب من فحصي.

 أشعر بالفرح فالابتسامة لم تفارق وجه الطبيب منذ أن رأني و هذا يشعرني بالارتياح بأن الصداع الذي اعاني منه ليس مخيفا.
يبدأ الطبيب التحدث بهاتفه بصوتا منخفض ..!
ينهي الطبيب حديثه و يخبرني بأن أخذ الدواء لصداعي من موظف الاستقبال ..؟
تصيبني الحيرة فما دخل موظف الاستقبال في عيادة الطبيب بدواء الصداع الخاص بي ..!
أخرج من غرفة الطبيب فأجد موظف الاستقبال يبتسم لي و بيده حبوب دوائية فيقول لي: خذ هذه خمسة حبوب دوائية تناول منها كل يوم حبة واحدة فقط و أن زاد الصداع خذ حبتين فقط لا غير.
تزداد حيرتي فلم أمر في حياتي بمثل هذا الموقف الغريب ..؟
خمسة حبوب دوائية غير مغلفة بأي شيء ..؟
يحرك موظف الاستقبال رأسه لي و الابتسامة ما زالت مرسومة على وجهه.
أمد يدي في جيبي و إذ يقول لي موظف الاستقبال: أعطيني فقط خمسة الالاف دينار فكل حبة يبلغ ثمنها ألف دينار.
أعطي موظف الاستقبال المبلغ الذي اراده و أضع الحبوب الدوائية في جيبي و أعود مسرعا للبيت.
 
يعود الصداع لي و كأن هناك مطرقة تضرب على رأسي فأمد يدي إلى بنطالي و أخرج حبة الدواء و ابتلعها على الفور.
أجلس على الأريكة و أغمض عيناي لفترة قصيرة.
أفتح عيناي ببطء شديد و إذ أجد السواد يحيط بي و أصوات مخيفة لا أعرف من أين تصدر ..؟
أين أنا ..؟
ما هذا السواد الذي يحيط بي ..!
أبدا بالصراخ بأعلى صوتي و لكن ليس هناك أي مجيب.
و فجأة يظهر لي شيطان ينفث النار من فمه فيزداد صراخي قوتا و التفت في المكان و الخوف و الهلع يكاد يقتلني.
يختفي الشيطان المخيف من أمامي و فجأة يظهر لي ديناصور ضخم للغاية فأقفز من مكاني و أنا مستمر بالصراخ.
ينظر الديناصور لي و يفتح فمه و يتقدم بإتجاهي لكي يلتهمني و أنا لا حول لي ولا قوة.
يختفي الديناصور من أمامي كما حدث معي منذ قليل مع الشيطان المخيف.
عاد السواد يحيط بي من كل مكان ..!
أبدا سماع صوت أمي فتدخل الفرحة في قلبي.
يبدا السواد المحيط بي بالتلاشي ببطء شديد.
أجد نفسي مستلقي على سرير أبيض و أمي و أبي يبكون بشدة.
أن ما حدث لي لا يمكنني نسيانه فلقد تبين بأن عيادة الطبيب التي ذهبت لها ليست بعيادة و أن الطبيب ليس ألا تاجر حبوب هلوسة و أن موظف الاستقبال ليس إلا أحد معاونيه و أنا بسبب جهلي وقعت كضحية بين أيديهم.
حسين علي غالب 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.