Rêwî girpirî : إلى عقلاء السياسة الكوردية

2013-06-01

مثلٌ كوردي قرأتهُ منذ فترة ولم يغب عن بالي منذ تلك اللحظة خاصة ونحن نمر بوقتٍ باتت هذهِ المقولة خير ما يمكن الإستشهاد بهِ في الظروف المؤلمة التي يعيشها  شعبنا الكوردي من شتات ونفور سياسي وتفرقة،

والمثل يقول:  çû ye talanê  hestiwa  didê  hev

ومعناه : ذهب ليغزو     فصار يلم العظام

ويقال هذا المثل أو هذهِ المقولة عن الشخص الذي لايجيد تحصيل حقوقه وليس بكفءٍ لها،

تمر على الثورة السورية أكثر من 26 شهراً ولازال الدم السوري ينزف على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أي حراك أو أي مجهود لوقف هذا السيل من الدم، والضحية هم الابرياء والفقراء والشعب المغلوب على أمره من النسوة والأطفال والشيوخ، والبنية التحتية للدولة السورية.

نحنُ الكورد كنا ولازلنا جزءاً من الثورة السورية والحراك الشعبي والنضالي ضد الدكتاتورية الأسدية في الوطن، ولا يستطيع أي شخص أو أي جهة وقوة سياسية في المعارضة السورية وخارجها إتهامنا بالتقصير وعدم المشاركة في الثورة لأننا كنا من الاوائل الذين طالبوا بإسقاط النظام وعامودا الحرّة شاهدةُ عيان إلى يومنا هذا على كل ذلك، إذاً لا خلاف على ذلك على الأقل من جهتنا لأننا ندرك ما لدينا وما قدمناه للثورة السورية..

وكي لا نبتعد عن موضوعنا ومقولتنا الكوردية وسبب ذكرها هنا لابد أن نرجع للقوة الكوردية والأحزاب السياسية وما قدمتهُ لشعبنا ولشارعنا الكوردي، لأنهم اليوم كذاك الغازي يلمون العظام ويتركون الغزو ولينطبق عليهم مثلٌ آخر (وكأنك يا عبيد ماغزيت)

منذ البداية وأحزابنا الكوردية مرتبكة ومتلعثمة في خطاباتها وبياناتها التي أدت إلى نفور الشارع الكوردي منهم ومن سياساتهم الخاطئة والتي كانت في غير محلها ووقتها ولا تستجيب لمتطلبات الشارع والشباب الثوري الذين كانوا يهتفون ومنذ اليوم الأول بتوحيد الشارع الكوردي كقوة سياسية في الثورة السورية وليكونوا ذات وجود فعال وقوي على الساحة الثورية..

وفي ظل كل ذلك كانت أحزابنا في تراجع ملحوظ وسريع وفي شتات دائم وتنافر سياسي وفكري وحتى نضالي ولم يقدموا أي شيء لشعبنا الكوردي سوى العداء الحزبي وشرخ عظيم بين جميع القوة السياسية وكان تأثير ذلك على الشباب وعلى الشارع كبيراً جداً،

وبدأ الفقر والجوع والخوف يعم أرجاء المنطقة الكوردية في كوردستان الغربية ولم يعد الشعب يطيق العيش في الوطن فهاجر منهم من هاجر والتجأ آخرون وبالآلاف لكوردستان الجنوبية ليعيشوا حياة أكثر مأساوية في خيم مهترئة وبيوت صغيرة لايوجد فيها حتى أبسط مكونات المعيشة الإنسانية، رغم كل ما قدمتهُ حكومة الإقليم وشعب كوردستان من مساعدات ومتطلبات سكنية ومعيشية..

كل ذلك لم يغيّر من سياسة أحزابنا وقوانا الكوردية تجاه القضية والشعب الكوردي، لا بل زادتهم نفوراً من بعضهم البعض فكانت النتيجة بعداً فكرياً وسياسياً لا تقارب فيه ولا حتى محاولة لكسر هذا الحاجز الذي أصبح كسد ذو القرنين يفصل بين الجميع ويفتح كوّة كبيرة يصعب سدّها أو تجاوزها ويجعل الجلوس على طاولة الحوار مستحيلاً وكل حزب يعطي لنفسه الشرعية على القيادة ولا يستطيع أحدهم تقبل الآخر ولو بمنظور وطني..

والسؤال هنا متى سوف يتم ترتيب البيت الكوردي ولم شمل جميع القوة السياسية وتجاوز المضمون الفكري العقيم والشائع لدى أحزابنا وقياداتها والقدرة على تغيير منطقي حضاري يمنح شارعنا الكوردي الرغبة في الإلتفاف حولهم فيعكس ذلك على الحراك الوطني الكوردي ليتبلور كل ذلك في خدمة القضية والحقوق الكوردية في سوريا المستقبل..؟

وهل أحزابنا وسياسينا وقادتنا ومثقفونا جاهزون للمطالبة بحقوقهم على غرار ما هم عليه من جاهزية في التنافر على بعضهم، ومن أجل تنظيم العلاقات الكوردية الكوردية لتوحيد الصف والوقوف في وجه كل من تسوّل لهُ نفسه لإقصاء الكورد وتنحيتهم من الحراك الثوري السوري أو بمطالبهم الكوردية المشروعة..؟

إذاً نحن أمام دوامة سياسية ولابد أن نتجاوزها ليكون تأثير سلوكنا القومي على الشارع أصيلاً بعيداً عن العنف السياسي المعروف، فالسياسة بكل مجالاتها تعني إتخاذ القرارات الصائبة وفي الوقت الصحيح واقتناص الفرصة السانحة وعدم ضياعها لإنجاز ما نسعى إليه..

ولابد أن يتقدم العقلاء منا ويصنعوا أمجاداً جديدة في الشارع الكوردي لتوحيد الصف وخرق هذا الإنقسام الحاصل وإصلاح الشرخ الذي أتعب كاهل الحراك الكوردي، وليتنازل أحدهم ولو على حساب مكانته القيادية لأن الوطن أهم من المناصب فالوطن باقٍ والكرسي ذاهب والقائد راحل لا مجال في ذلك، الوطن بأمس الحاجة إلينا في هذهِ الأيام العصيبة فلندع عنجهيتنا السلطوية وحصارها الدائم للشارع لنفوز بحركتنا السياسية وننقلها من العدم إلى الوجود لتمكين الحراك من المطالبة بحقوقنا السياسية والقومية الشرعية لكورد كوردستان الغربية..

عاشت كوردستان وعاشت الوحدة والتآلف الكوردي

والحرية والأمن والسلام لكوردستان عامة و روج آفا خاصة..

Rêwî girpirî

01/06/2013

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.