قيادي الأحزاب مجرد سياسيين، وعلى كاهل الشباب القضية

2013-05-28

افتتاحية مجلة بى ت (pêt)
بقلم: عدنان الاحمد
الثورات لا يخوض غمارها إلا الشباب ومحال نجاح ثورة بغير شبيبة تنطلق الى الهدف دون الميل يمنة او يسرة ضد نظاما أشعل النار في الهشيم منذ قرابة خمس عقود ، مدوين بصراخهم ليسمع العالم كلمة الحرية، الكرامة، المساواة .

ولا يخفى على احدا اليوم دور الشباب الكورد ذو الانفتاح الفكري القومي على الحالة الوطنية الديمقراطية تتدحرج نحو التبلد واليأس ومحاولات الثوريين للمضي في ثورتهم السلمية حتى أسقاط النظام تترنح تحت حوافر الأحزاب السياسية والمهيمنين حتى اللحظة على ما تبقى من مؤتمرات الشباب .
أقصاء القوى الشبابية ومستقلين ومثقفين والتنسيقيات الفاعلة على الأرض حولت كوردستان الغربية ساحة صراع اقليمي يلتهمها الشرهون نتيجة هيمنة وغباء الاحزاب الكوردية المنقسمين بين المجلسين -مجلس الوطني الكوردي ومجلس غرب كوردستان (كل مجلس بمنحى ايديولوجي مختلف). والمجلس الذي يقود الآن المناطق الكوردية باسم الهيئة العليا دون مشاركة المجلس الاخر (الانفراد في القرار) والذي قام بأول عملية نوعية وهي تحويل المباني الحكومية الى سجون والتي عادة ما تكون من نصيب المواطن الكوردي، متبعا بذلك سياسة كم الأفواه وهذا ما يهدد بنيان المؤسسة الديمقراطية الذي يحلم بها الشباب .-ومجلس الوطني الكوردي المتقوقع على ذاته والمتشرذم فيما بينهم نتيجة ميلهم الى الفردية والنزعة السلطوية،  وهو ما يعطى صفتهم الاساسية بأنهم مجرد سياسيين وليسوا من المتمتعين بروح المسئولية تجاه قضية امة ترزح تحت نير الظلم والاستعباد منذ امد طويل .
 الشباب هم اصحاب القضية وسيدفعون الثمن اللازم لنيل الحرية مهما غلت التضحيات ضد نظام لم يتورع عن ارتكاب كل أنواع الجرائم بحق الوطن من ذبح الاطفال والشيوخ والنساء وحرقهم، كما فعل في تل حداد وبانياس والبيضا وغيرها من المدن والقرى على امتداد الوطن .
خلاصة القول : تفاقم الخلاف الحاصل في البيت الكوردي وازدياد حدة النزاع بين المجلسين هو نتاج انقسامهم بين الشمال والجنوب الذين يرو في كوردستان الغربية كعكة يجب التهامها، فاستمرار انحيازهم الاقليمي سيزيد الخلافات عمقاً وعقماً، وسيكون الكورد المناهضين الاوائل ضد النظام المستبد أخر المستفيدين بعد سقوطه، فرغم ممارستكم الدكتاتورية ضد الشباب وأخطائكم وسيئاتكم مازال لكم بصيصا من الأمل لتتوحدوا وتقفوا بجانب الشباب في الثورة السورية، الذي سيختم عصر ملئه الديكتاتورية، ويفتح عصر جديد يسوده الديموقراطية .
k.pet2013@hotmail.com

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.