آلان محمد بيري : هيا إلى الجهاد

2013-04-23

 مكة و يهودها و جيوش المسلمين تخرجُ إلى غزواتها التاريخية (أحداً و بدرَ و الخندق) و تلتقي أعداء الأمةٍ و الله و أعداء الدين و البعد الأيديولوجي في نظر قاداتهم من الصحابة و سادةُ القومِ و سُراتُه .

 
هذه هي أفضل الصور المكررة من العالم القديم في قرننا هذا القرن الواحد و العشرين , فما زلنا نسمع كلماتٍ من مثل (الجهاد , نحن مجاهدين و قد جئنا تلبيةً لنصرة كلمة الله و رسوله الكريم .....الله أكبر.....الله أكبر) في كل تلك المعارك التي تدور رحاها بين كتائب و ألوية الجيش السوري الحر و فرق الجيش النظامي بقيادته المشاكسة المشتركةِ الحكيمة و التي ترتبطُ بأكثر جهةٍ خارجيةٍ لها منافذ دخلها و دعمها اللوجستي و المعنوي .
 
هذه هي سوريا اليوم يا سادتي ...كل يومٍ هنالك كرنفالٌ لمشاهد الموت والدمار ..كل يومٍ تُقامُ مهرجاناتُ البؤس و الجوع و المرض و العوز و العذاب ....كل يومٍ تُدكُ المساجدُ و الكنائسُ و المنازل و أبواب الرزق بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة منها و الخفيفة على يد ميليشيات بشار الأسد و الذي بات ينظرُ للعراك في سوريا اليوم على إنه تحدٍ و نزالُ قوى ...و حلبةُ الثيرانِ هذه (سوريا) قد احتشدت بالرؤوس الكبيرة و وتبدءُ اللعبة السياسية على طاولات مجلس الأمن الدولي و الأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي او بالأحرى الاتحاد المسيحي و أخيراً ما يسمى بالجامعة العربية و التي لو كانت عبارةً عن مجلسٍ لقرية بحيث تدير شؤونها و شؤون أهلها لكان أفضل لها و لكان أمينها العام "مختار القرية" السيد الدكتور نبيل العربي قد احتفظ بماء وجهه و محتفظاً بنجاحه و نجاحَ أقرانه من مثل أصحاب المزارع "حمد بن جاسم" و "آل مكتوم" و " سعود" في تربية دوابهم بالنفط و المال المستورد الطازج من بنوك الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية .
 
في حلبة مصارعة الثيران هذه(سوريا) كلُ يومٍ تُحطمُ و تُهمشُ رؤوسٌ و رؤوس و تصرعُ رؤوسٌ رؤوس , فالأمريكان ينطحون الروس و هكذا إلى أن تهدئ النفوس و يُعقد أجتماعٌ آخر لمناقشة آخر التطورات و ما وصلت إليه الأحداث لا بشأن السوريين و معاناتهم و القتل المتعمَّد الذي يتعرضون إليه بشكلٍ يومي بل بينهما و كيف حُسِمَتْ قضية تقاسم الحصص و مناطق الاستثمار الاقتصادي و النفوذ الاستراتيجي ...العسكري .
 
أما الداخل السوري فهو الآخر المسكين منهمكٌ بالحرب الأهلية و الاقتتال اليومي الدائر و المعارضة أيضاً من جهتها تعمل كمحطةٍ للأنباء تُذيعُ ما يجري في سوريا أولاً بأول من مصادرها التقليدية المعروفة تلك " القنوات الإخبارية العربية و وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنيت و شهودُ عيانهم اللذين يتقاضونَ رواتبهم الشهرية كل رأس شهر أما من الأمانة العامة للائتلاف أو من مراسليها .....عفواً من أعضائها " .
 
أمسٌ و يوم غد أرتكب النظام الوحشي الأسدي مجزرةً و سوف يرتكبها ثانيةً في إحدى المدن أو القرى السورية و لكن هل يا ترى "بشار الأسد" و أسياده يقتلون بهدف القتل أم لاعتبارات آخرى و ما قتلهم هذا للسوريين رجالاً و نساءً و أطفالا و تدميرهم لمدنهم و قراهم سوى وسيلة للوصول إلى ما هم يكافحون من أجله اليوم .
 
و المعارضة المسلحة المدعومة بتعليمات أسيادهم في الائتلاف هل دخلت الحرب لتسلُمِ السلطة و مقاليد الحكم بعد سقوط نظام بشار الأسد أم دخلوها ليشعلوا النار في أرواح السوريين و يفروا من بعدها هاربين (الجهادُ ينتهي....و طبعاً الجنة تنتظرهم) و المقيمين في فنادقهم اللذين يتمنون لو تكون سوريا المستقبل مثلها لكي يستطيعُ يوماً من العودة إليها يثرثرون على شبكات التلفزة و يثرثرون .
 
 و لكن ربما كان في كلامنا هذا بعض الإزعاج و استيقظوا من نومهم الهادئ في أرقى هوتيلات تركيا و قطر و باريس و لندن و نيويورك و واشنطن , إذاً المقيمين في منفاهم المشردين كما اللاجئين السوريين في لبنان و الأردن و تركيا و كوردستان العراق و مصر يعانون الجوع و القهر و العذاب ...آملين أن تنتصر الثورةُ ..الثورة السورية العذراء ليعودوا إلى وطنهم المشترك ... و الذي لو انتصرت فيها المعارضة لكانت مصيبة و إذا ما بقيا النظامُ قائماً لكانت المصيبة و الفجيعةُ أكبر  .
 
 
 
آلان محمد بيري
 
   كوردستان – هولير
 
     23/4/2013


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.