خالد ديريك : سوريون بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الارهاب‎

2013-04-14

بعد نهاية حرب العالمية الثانية حصل معظم دول العالم على أستقلالها بموجب ميثاق الأمم الممتحدة ومن بينها الدول العربية وذلك بحسب التقسيمات الأستعمارية في ذلك حقبة من زمن وكما بقى بعض الشعوب بدون الدولة تجمعهم حتى يومنا هذا كالشعب الكوردي والفلسطيني

بعد تخلص الشعوب العربية والمنطقة من نير الأستعمار والأنتداب تأملوا خيرا في العيش بالحرية والكرامة لكن سرعان ما بدأ عهد الديكتاتوريات في أكثر من دولة عربية وكان أشرسهم وأشهرهم في البداية, النظام العراقي بقيادة صدام حسين اللذي أحرق الأخضر واليابس ضد شعوب العراقية وبالأخص الشعب الكوردي في كوردستان العراق كما أن الأنظمة العربية أخرى تمسكوا وتشبثوا بالحكم كالتشبث والتجذب المغناطيس للحديد من المحيط إلى الخليج العربي من بينهم هنا نظام عفلقي بعثي في سورية بقيادة حافظ الأسد ومن بعده أبنه بشار الأسد,والأب اللذي حول سورية من من جمهورية الأنقلابات إلى مملكة الصمت فحكم سورية باليد من النار والحديد ومن بعده أبنه أيضا اللذي جاء في نفس نسخة وسكتوا كل صوت الحق وزجوا ألاف من السياسيين والمثقفين والأبرياء في السجون والزنزانات هذا ما عدا من عمليات السلب والنهب للأموال والثروات الوطنية بدون رقيب وعتيد وأنتشار الفساد في كل هياكل الدولة من رأس الهرم إلى أصغر الموظف هكذا بقيت سورية مملكة صامتة ولا يسمع منها إلى صوت الأوامر والمراسيم والقوانين الرئاسية الجائرة بحق الشعب اللذي لا حول له ولا قوة وكلها لتقوية الحكم بدون حكم وعند بدء ما يسمى ربيع العربي من تونس وصلت رياح الثورات والتغيير إلى أرض الشام مهد ومركز أنطلاق الأنبياء والرسل والحضارات فخرجت شعوب السورية بمختلف مكوناتها وتلاوينها إلى الميادين والساحات للمطالبة بحقوقهم المشروعة المنهوبة نحو نصف القرن فقابلها وحضنها الدولة بالرصاص الحي هكذا تطورت الأمور حتى وصلنا إلى يومنا هذا وما نشاهده من الدمار والخراب في كل زاوية من الوطن هنا يكمن التطابق :شعوب المنطقة كما كان يأمل بعد حرب العالمية الثانية التخلص من الأستعمار والعيش بالحرية والكرامة وحكم نفسه بنفسه,أيضا عند تغييرالديكتاتوريات تتأمل الشعوب المنطقة في العيش بالحرية والسلام والأمان وممارسة الديمقراطية بعيدا عن العنف لكن دخل تسمية أخرى على الخط بعد أحداث أيلول عام 2001 في أمريكا وهو ما يسمى بالتنظيم القاعدة (الارهاب)وهو يتألف من مجموعات إسلامية أصولية متشددة ومتطرفة ويؤمنون بالعنف لتحقيق هدفهم في بناء خلافة إسلامية في العالم الإسلامي رأينا بعد سقوط نظام عراقي كيف دخل مجموعات الإرهابية إليها وكيف تحول العراق إلى أكبر بؤرة للأرهاب وكيف تحول بعدها إلى حرب الطائفية بين السنة والشيعة وما تزال تعاني العراق من الارهاب وعدم الأستقرار فالوضع السوري دخل الارهاب على الخط وبقوة وبعلنية بالرغم وجود النظام على الحكم مقارنة مع العراق اللذي دخل بعد سقوط النظام صدام حسين أعلنت مجموعات إسلامية متطرفة اللتي تقاتل في سورية بأنها مرتبطة بالقاعدة وبايعت أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري واللتي تهدف لبناء خلافة اسلامية في الشام والعارق مع فرعها الأخر في الجانب العراقي وهم الان يبسطون سيطرتهم على أماكن واسعة في المناطق ما يسمى المحررة وخاصة في شمال سوري بدأو عمليا بتنفيذ شريعتهم في تلك الأماكن التي هي بعيدة عن شريعة اسلامية السمحاء بالإضافة, إعلانهم هذا هي بمثابة جائزة كبيرة للنظام اللذي طالما كان يدعي طويلا بأنه يحارب مجموعات تكفيرية وارهابية وهذا سيعزز من موقفه والغرب سيعيدون النظر في الدعم للمعارضة وبالتأكيد هذا اعلان وهذه ممارسات من قبل فرع القاعدة في سورية ستجلب السلبية للمعارضة وسيزيد من عمر النظام وسيعقد قضية السورية وكما سيزيد القتل والدمار لأنها بمثابة ضوء الأخضر لممارسة النظام مزيد من القتل هذا ما عدا أن الشعب السوري بأغلبيته يدين العلمانية فهو شعب مختلط من سريان وعلوية وكورد ودروز وعرب فهل بعد حكم الديكتاتورية سيحكم سورية الارهاب كما حصل من قبل عند خروج الأستعمار واستلام ديكتاتورية الحكم ؟ هل سيعيد التاريخ الظلم نفسه ولكن تحت تسمية مختلفة؟ الأيام والشهور وربما السنين القادمة هي كفيلة بأن تجاوب.........

بقلم خالد ديريك


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.