خالد ديريك : ليس كل ما يقوله الأسد يكون كذبا وبهتانا.

2013-04-08

في رأي المعارضة السورية كل ما يقوله ويصرح به النظام ليس إلا أكاذيب وافتراءات اللتي أصبح مكشوفة للناس عامة وخاصة عن طريق أعلامه المبتور وغير المهني. النظام منذ تسلمه الحكم استخدم كل الهيئات الإعلامية والتعليمية والدينية والسياسية وحتى الأقتصادية والأجتماعية ناطقا له. أعلام النظام منذ تسلمه السلطة كان للتمجيد والتخليد للقائد وحياته وللبعث ومنظوراته ولمنجزاتهما .

وبنفس الخط هناك ما يسميه المعارضة بشيوخ السلطة أو رجال الدين المخضوعين لسياسات النظام اللذين كانوا يلقون الخطب والترنيمات في المساجد والكنائس وهم يمجدون القائد بأن لا مثيل له وشبه أسطورة وأفكار ومنطلقات حزب البعث معجزة ودستور البعث ليس من بعده دستور وإلخ,وأيضا قيام بالمسيرات الجماهيرية بمناسبة وبدون مناسبة لتحية القائد والبعث وبشكل الزامي . وناهيك عن التدخلات في شؤون الأقتصاد والمواصلات والأتـصالات وما كان يعانيه جميع القطاعات من الركود بسبب فساد السلطة المنتشرة في كل مكان. ليس غريبا بعد قيام الثورة السورية ان يجند النظام كل ما بناه من الفساد والتفرقة لخدمة نظامه الأن بجميع المجالات وكافة الاتجاهات ,ونتيجة ما عاناه الشعب السوري على يد النظام السوري فأي شيء ينطقه حتى ولو كان صحيحا لا يصدقه الشعب السوري فهو فاقد المصداقية والمهنية عند أغلبية السوريين. هوفي الحقيقة ليس كل ما يقوله نظام الأسد كذبا وبهتانا فهناك بعض الحقائق قالها عند بدء الثورة بشكل سلمي, النظام حاول أن ينهيها بالعنف أزداد الطين بللة فخرجت الناس بألاف في مختلف المحافظات وبدوره استمر النظام في عنجهيته وهكذا استمر الوضع , وكان يقول يوجد مقاتلون الأجانب والمندسين بين صفوف المتظاهرين والجيش الحر اللذي هو يسميه (الجماعات الإرهابية ) وقد عرض أكثر من فيديو وصور مؤلمة عن ما فعلته الجماعات المتشددة بحق المؤيدين للنظام من الجنود والمدنيين وتمثيل بجثثهم فقلنا إعلامه كاذب يفتري ويلفق,لكننا صدقنا ذلك في مرحلة مؤخرة عندما رأينا كم أن الوضع السوري متأزم وأصبح مركزا للصراعات الإقليمية والدولية , وأصبح لكل دولة وجهة أو مجموعة مسلحة في سورية لتنفيذ رغباته وتحقيق مصالحه على مدى المنظور والبعيد . وقال الأسد في الإعلام مؤخرا بإن نهاية نظامه يعني عدم الأستقرار في المنطقة وحتى في مناطق البعيدة ولعقود وهذا أيضا فيها شيء من الصحة فهو لن يترك حجر على حجر قبل رحيله وسيدخل كل ما تبقى من سمومه وشروره لإستمرار لهيب الفتنة إلى العقود القادمة وتبقى سورية غير مستقرة , وإن رحل النظام فإن جماعات المتشددة سيدخل سورية إلى دوامة العنف وأتون حرب طائفية ستمدد إلى الدول الجوار وربما تأثيراتها يصل إلى مختلف أنحاء العالم. إذأعلينا ان نفرق بين الجيش الحر اللذي له غايات النبيلة وبين تلك الجماعات المتطرفة والمتشددة كما أن لكل جهة سياسية للمعارضة السورية اتجاهات وارتباطات خارجية فكيف سنجمع بين المعارضة السياسية ذات توجهات المختلفة والمعارضة العسكرية أخرى ذات مجموعات المتفرقة والمخترقة إقليميا ودوليا في النهاية إن استمر النظام في دمويته والمعارضة في تنفيذ الاتجاهات الخارجية والجماعات المتشددة لتنفيذ ايديولوجيته ذات الأفق الضيق حقا ستصبح سورية أكبر بؤرة للتوتر في العالم وعلى مدى البعيد وسيعبر حدود الإقليمية والدولية وهذه بعض الحقائق قالها الاسد.....بقلم خالد ديريك



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.