حوار خاص لصحيفة روناهي مع أحمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا

2013-04-07

أحمد سليمان لصحيفة روناهي : أخطر ما يهددنا في هذه المرحلة هو ضرب التفاهم والتنسيق الذي يمثله اتفاقية هولير والهيئة الكردية العليا المنبثقة عنها بحجة عدم التطبيق والتنفيذ الجيد

أجرت صحيفتنا حواراُ خاصاً مع السيد أحمد سليمان الناطق باسم الهيئة الكردية العليا وعضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا , وهذا نص الحوار .

 

- نرحب بك في صحيفتنا روناهي، لو بدأنا من الوضع الكردي كيف تقيم احتفالات الشعب الكردي بنوروز 2013، وخاصة النداء التاريخي الذي وجهه السيد عبد الله أوجلان عبر المحتفلين في آمد؟

- جاءت احتفالات شعبنا الكردي بعيد نوروز هذا العام معبرة عن إرادة التحرير والانعتاق لديه , وفي ظل ثورة تعيشها سوريا منذ أكثر من عامين , ولا شك ان رسالة القائد الكردي عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من سجنه الى الشعب الكردي في شمال كردستان أضافت تعبيراً تاريخياً على مجرى الأحداث في المنطقة وفي حال تجاوب الدولة التركية معها ستؤثر على الأحداث بشكل إيجابي وخاصة لصالح  القضية الكردية  ليس في تركيا وحسب بل في جميع اجزاء كردستان.

– هناك العديد من أبناء شعبنا يتساءل عن بطء وضعف دور الهيئة الكردية العليا في لعب الدور المنوط بها محلياً وخارجياً وخاصة على الصعيد الدبلوماسي، إلى ما تعزو أسباب هذا التلكؤ والضعف؟

 - يعود البطء والضعف في أداء الهيئة الكردية العليا الى طبيعة علاقات المجلسين الكرديين والتي تشكلت الهيئة منهما وهي بكل أسف في أضعف حالاتها , وبالتالي عمل الهيئة لن يكون أفضل مما هو عليه وفي جميع المجالات.

 – كيف تقيّم التجربة الكردية في غربي كردستان في بناء المؤسسات الوطنية الكردية، وأين تضعها في سياق التدهور الحاصل للبنى التحتية والمؤسسات والإدارات التابعة للدولة في باقي مناطق سوريا؟

 - من الصعب تقييم تجربة الإدارة في المناطق الكردية في هذه المرحلة , خاصة إن المنطقة لا تزال تعيش حالات مختلفة من مدينة إلى أخرى . ولكن بتقديري إن التصدي لملء الفراغ الإداري والأمني والخدمي في المناطق الكردية حين حصول الفراغ أمر إيجابي ومهم  , والنجاح في توفير الأمن في هذه المرحلة يعد من أولى التحديات وباعتقادي إن هناك جهد كبير وملفت في هذا المجال نأمل أن نتوفق في إنجاز المطلوب وفق الممكن .

– هناك من يريد أن يضع العصي في دواليب الهيئة الكردية العليا ليضرب التنسيق الكردي – الكردي، برأيك على ماذا يراهن هؤلاء، وما هي الحجج التي يدافعون عنها؟

 - أخطر ما يهددنا في هذه المرحلة هو ضرب التفاهم والتنسيق الذي يساعد في بناء القرار الكردي الموحد والذي يمثله اتفاقية هولير والهيئة الكردية العليا المنبثقة عنها بحجة عدم التطبيق والتنفيذ الجيد بالرغم من أهمية هذا الجانب أي ضرورة الالتزام ببنود الاتفاقية وتنفيذها , ولكن و بدلاً عن البحث في آليات تنفيذها يحاول البعض استغلال التجاوزات والنواقص الموجودة للنيل والانقلاب على الاتفاقية بذاتها وهناك جهات مختلفة متضررة من هذه الهيئة خاصة بعد نيلها الكثير من التأييد سواء على صعيد الشعب الكردي او على الصعيد الدولي ولا شك أن تلك الجهات المتضررة تلتقي في ضرب هذه الاتفاقية وإفشالها .

– في تجربة سري كانيه أظهرت المجاميع المسلحة قبح الذهنية والمشاريع الوهمية التي تدور في خلدها، برأيك ما هي الدروس المستقاة من هذه التجربة كردياً وسورياً؟

 - سري كانيه شكلت منعطفاً مهماً في المنطقة , أولاً- أكدت على قدرة الكرد في الدفاع عن مناطقهم , وثانياً -على حقيقة العلاقات التاريخية المتينة فيما بين أبناء المنطقة من الكرد والعرب والسريان والآشوريين والججان وغيرهم . وثالثاً - إن الاستهداف الإقليمي وبعض القوى المحسوبة على المعارضة السورية للوجود الكردي وإقرار حقوقه القومية حقيقة وليس وهماً . ورابعاً - وهو الأهم , فرغم التضحيات والنضال البطولي من قبل قوات الحماية الشعبية وأبناء رأس العين فأن الذي حقق النصر هو حماية أولئك المناضلين بقرار كردي عام وموقف سياسي موحد بالتصدي لأي متربص بشعبنا في وجوده وحقوقه العادلة .

– الهيئة الكردية العليا والائتلاف الوطني السوري صادقا على الاتفاق الميداني الذي وقع بين وحدات الدفاع الشعبي(YPG) والجيش السوري الحر، هل تستطيع (كمتحدث باسم الهيئة) أن تطمئن شعبنا الكردي أن تجربة سري كانيه لن تتكرر ثانية، وستنعم المناطق الكردية بالأمن والسلم الأهليين؟

 - إن الاتفاق الذي حصل في سري كانيه مهم يجب تنفيذ بنوده وخاصة على صعيد تمكين جميع مكونات سري كانيه من إدارة مدينتهم لأن ذلك يعد نموذج يحتذى به في بقية المناطق في حال نجاح التجربة والتي لا تزال غير متحققة في الواقع العملي . ومن جهة أخرى إن الاتفاق يؤكد على أن الحوار والتفاهم هو السبيل الأوحد في حل المشاكل الوطنية . ولكن حول طمأنة الشعب الكردي أتمنى ألا يتكرر ما حصل في سري كانيه , ولكن ونتيجة الظروف المعقدة في سوريا وضمنا مناطقنا الكردية فأن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات , وفي هذا المجال أريد التأكيد على أن وحدة الكردي والتفاهم مع بقية المكونات هو السبيل الأول والأخير في تفويت الفرصة على كل محاولة لدخول مناطقنا وزعزعة السلم الاهلي فيها .

 - كيف تقيّم الثورة السورية بعد دخولها عامها الثالث، وأين تقف من أهدافها التي انطلقت من أجلها في الحرية والكرامة؟

 - الثورة السورية ومنذ انطلاقتها عبرت عن رغبة السوريين في تغيير يشمل جميع مجالات الحياة وفي مقدمتها الانتقال إلى حياة ديمقراطية , وطالب المتظاهرون السلميون بالحرية والكرامة , لكن و بالرغم من تعقيد المسار العام للثورة السورية وتحولها الى ثورة مسلحة والتي أضعفت من قوتها الجماهيرية وقلصت من مساحة المشاركة فيها , فأنه لا تزال آمال السوريين في إنجاز الثورة نحو دولة ديمقراطية تعددية لكل السوريين دون تمييز قائمة , ولا أعتقد أن الشعب السوري سيتراجع عن أهداف ثورته مهما كانت التضحيات .

 – المعارضة السورية وبمختلف تلويناتها، هل عكست آمال وطموحات الشعب السوري، أم ما زالت الهوة ساحقة بينها وبين الحراك الجماهيري في الشارع، وخاصة بعد تشكيل الحكومة المؤقتة، وهل تعولون على هذه الحكومة التي يرأسها كردي الأصل؟

- المعارضة السورية لم ترتقي الى تضحيات السوريين لأسباب مختلفة , أولها - ان النظام ونتيجة لسياساته القمعية ورفضه لأي معارضة سياسية وخلو الحياة السياسية في البلاد من أحزاب سياسية مؤثرة في الشارع ,  وثانياً - انقسام المعارضة بين الداخل والخارج و الرهان على قوى إقليمية ودولية والوقوع في تجاذباتها المتناقضة وفقاً لمصالح تلك القوى في سوريا  , وثالثاً  -  ان تلك القوى لا تملك أية جذور في العمق الوطني وتجربتها السياسية ضعيفة. كل تلك الأسباب إضافة الى عسكرة الثورة أضعفت من إمكانيات قوى المعارضة في أن تتبوأ مسؤولياتها في قيادة الثورة السورية وعدم قدرتها في اعتماد رؤية سياسية وطنية تطمئن جميع السوريين ولا تزال هذه الحالة قائمة. وأعتقد أن بناء حكومة في المنفى لن تستطيع إنقاذ المعارضة من إشكالاتها الحقيقية بغض النظر عن رئيسها.  أما كردياً فإن اختيار رئيس كردي لا يعني حل القضية الكردية رغم إيجابية الظاهرة لمستقبل سوريا.

 – كما تعلم أن الثورة انزلقت إلى المربع العنفي منذ فترة طويلة، والكل يحمّل مسؤوليته على النظام، ألا تتفق مع من يقول أن المعارضة المسلحة تتحمل جزءاً من مسؤولية دفع البلاد والثورة إلى العسكرة، وهناك أنباء عن اقتتال ما بين الجيش الحر وما تسمى بجبهة النصرة، أين تضع هذا الاقتتال من المسار الثوري العام؟

 - نحن في الحركة الكردية ومنذ بدايات الثورة السورية أكدنا على ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة , ونبهنا الى أن الثورة ستتعقد في حال تحولها الى ثورة مسلحة , ولكن النظام وخدمة لاستمراره وإضعافا للثورة أصر على دفع الأمور نحو العسكرة من خلال ممارسته لأقصى درجات العنف والدمار والقتل, ولكن بعض قوى المعارضة طالبت ومنذ البداية بالمواجهة المسلحة مع النظام , كما ان جهات اقليمية وربما دولية أيضا دفعت الأمور نحو العنف , وبالنتيجة تحولت الثورة الى ثورة مسلحة , والأخطر أن المعارضة المسلحة تعيش بدورها الانقسام الحاصل في المعارضة السياسية وهي تنقسم في توجهاتها السياسية والفكرية والثقافية , وباتت في أغلبها إسلامية الطابع ومن مختلف الألوان حتى أكثرها تطرفاً . وأما حدوث صدامات داخلية بين صفوف المعارضة متوقع وبتقديري سوف يتسع وخاصة بعد إسقاط النظام .

 – ما هي الكلمة التي توجهها إلى شعبنا عبر روناهي لينأى بنفسه عن الفتن والقلاقل التي يحاول البعض اختلاقها في مناطق غربي كردستان؟

 - أتوجه أولاً- إلى المعارضة السورية السياسية وكذلك المسلحة منها إلى ضرورة العمل الجدي لتوحيد قواها على رؤية وبرنامج وطني نحو بناء دولة ديمقراطية تعددية لكل أبنائها , وبذلك سوف تساهم في الحد من الأزمة السورية ودفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه السوريين. وفي ظل هذا الوضع المتفاقم في البلاد والتدخلات الاقليمية والدولية , فأن المناطق الكردية والتي لازالت استثناء من حيث السلم الأهلي القائم وإدارتها في معظمها من قبل أبنائها , والذي يتعرض لتهديدات بالنيل من سلامته وأمنه ووجوده , فأن الطريق الوحيد لإفشال أي استهداف هو في تفاهم واتفاق قواه السياسية وفي المقدمة منها المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان , وذلك عبر اتفاق هولير وتفعيل مؤسساته بدءا من الهيئة الكردية العليا الممثل عن وحدة القرار الكردي وبقية لجانه الأمنية والخدمية والأهم اللجنة التخصصية.

مع جزيل شكري لإتاحتكم الفرصة لي في التعبير عن الرأي مهما كان مختلفا مع جريدتكم , متمنيا لكم الموفقية والنجاح , خدمة لشعبكم وقضيته العادلة وبلدكم سوريا.



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.