نوروز رمز الثبات على طريق الحرية

2013-03-24

رغم كل المؤامرات الكبرى على كفاح الأمة الكوردية في سبيل الحرية والحياة، فإنها تستحق ما قدمت من أجله الغالي والنفيس، وضحت في سبيله بدماء الملايين من أبنائها وبناتها عبر التاريخ في ثورات متتالية، تكالبت عليها قوى الأشرار والمجرمين، أعداء الكورد وكوردستان، في مختلف العهود والعصور.

ولذلك فإن الاحتفال كل عام بقدوم نوروز هو تمجيد بنضالات هذه الأمة منذ أن هوى كاوا الحداد بمطرقته على جبين الطاغية أزدهاك، قبل  2713 سنة، ليعلن بذلك عن "اليوم الجديد" الذي اختلف عما سبقه من أيام العبودية والظلم. كما أنه تمجيد لأولئك الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حرية وكرامة الإنسان، وبخاصة في الوطن الكوردي قرناً بعد قرن، وعصراً بعد عصر .
اليوم يحتفل الكورد في خضم الثورة السورية الكبرى كجزء لايتجزأون منها، وفي كوردستان النابضة بالحياة في مختلف أنحائها، حيث الكفاح التحرري للأمة الكوردية في أوج عظمته، بل في العالم أجمع يحتفلون، أحراراً أو في ظل الاضطهاد الذي لايتلاءم مع روح العصر الحديث ويعبر عن تخلف أعدائهم على سلم الحضارة الإنسانية، فلابد لنا من تقديم أسمى آيات التبريك والاحترام بهذه المناسبة للأمهات اللواتي ولدن أولئك الشهداء الميامين، الذين قاتلوا من أجل الحرية في كل مكانٍ من العالم، وفي كوردستان خاصة، وكذلك لابد لنا من أن ننحي بتقدير وإجلال للقادة الكورد الأبطال الذين صعدوا المشانق في سائر أنحاء كوردستان، دون أن يتزعزع إيمانهم بحق أمتهم في الحرية والحياة.
وبهذه المناسبة الهامة جداً في تاريخ أمتنا المظلومة، نتوجه بالتحية إلى ثوار سوريا المؤمنين بالحرية وبالسلام والتعايش والتآخي والعدالة وبضرورة أن يحصل كل ذي حقٍ على حقه في سوريا المستقبل، وندين ونستنكر كل الأعمال الاجرامية والارهابية من أي طرف كان، في الوقت الذي نؤيد وندعم الكفاح المسلح للشعب السوري في سبيل إنقاذ بلاده من الدكتاتورية وحكم العائلة الاسدية والاستبداد الفئوي الضيق. ونعلن بأننا في المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا، الذي يناضل من أجل سوريا اتحادية (فيدرالية) وديموقراطية حرة، نرفض اقصاء أي مجموعة قومية او مذهبية أو طائفية أودينية، أو تسلطها دون الفئات الأخرى، ومنها المكون الكوردي، ونطالب بضمان حقوق الجميع، أفراداً وجماعات، في ظل دستورٍ جديد بكل معنى الكلمة، وفي مقدمتها حق شعبنا الكوردي في إدارة نفسه بنفسه فيدرالياً، ضمن سوريا موحدة ومستقرة سياسياً واجتماعياً.
إننا نريد الأمن والاستقرار والسلام الوطني في سوريا، ولذا لايمكن أن نكون ضد السلام في الدول المجاورة، لأن مسألة السلام واحدة في كل مكانٍ من العالم، ولكننا نرفض أن تكون الدعوات تحت يافطة السلام استهتاراً بكل تضحيات الشعب الكوردي الذي لايطالب إلا بما هو حق شرعي ودولي وإنساني له أسوة بشعوب العالم الأخرى. وعليه فإننا مع السلام بين الترك والكورد كشعبين متجاورين على أساس الاحترام المتبادل والحقوق المشتركة المتساوية في نظر الدستور المأمول في تركيا، لا أن تصبح المساعي تحت ستار السلام ذبحاً للقضية القومية التركية، على مذبح الطورانية الفاشية التركية.
وفي هذه المناسبة الرائعة ندعو أطراف الحركة الوطنية الكوردية إلى تحقيق الأمن الداخلي ورفض الإكراه السياسي فيما بين فصائلها، والتخلي عن انتهاج سياسة العنف ضد الآخرين، كما ندعو إلى اقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بين حركتنا السياسية وكل المطالبين بالتغيير الذي لابد منه في سوريا.
* عاش نوروز رمز الكفاح من أجل الحرية
* الخزي والعار للطغاة والمستبدين وكل المتآمرين على حرية الشعوب
 
المجلس الوطني الكردستاني – سوريا
 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.