قراءة في الثورة السورية برؤية حركة التغيير الديمقراطي الكردي في سوريا

اعداد : سيامند إبراهيم . يوسف جمال 

في قاعة الشهيد ادريس البارزاني ( دار التآخي) في قامشلو ألقى الأستاذ سلمان خليل محاضرة تحت عنوان قراءة في مسار الثورة السورية حسب رؤية حركة التغيير الديمقراطي الكردي السوري, وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد والثورة السورية,
بدأ الأستاذ سلمان محاضرته إلى ألقاء الضوء على مسار الثورة السورية التي بدأت من درعا وامتدت إلى القامشلي, :وقال :" إنها تعتبر ثورة عظيمة, لأنها ثارت على أكثر الأنظمة قمعاً ودموية... ثم توقف المحاضر فأرجع الأسباب والعقبات التي حالت دون تحقيق أهدافها إلى عوامل داخلية وخارجية :
وهناك أسباب داخلية متعددة منها:
دور الجيش النظامي ورأى حسب مفهوم الشعب الذي ظن بأن الجيش السوري سيقف مع الثورة كما حدث في مصر, لكن خاب أمل الشعب فيه, واستخدم جميع صنوف القمع والإرهاب.
ومر على دور الطبقة البرجوازية وبين أن الأنظمة الشمولية مثل سوريا يكون أصحاب رؤوس الأموال مرتبطين بالسلطة الحاكمة, وبين أن هذه الطبقة وقفت مع السلطة لأنها تفتقر إلى الاستقلال 
الذاتي وهي برجوازية غير منتجة.. وحلب كانت خير مثال حيث لم تنخرط في الثورة إلا مؤخراً وفي أحيائها الفقيرة. ا
الطبقة الوسطى: ورأى أن تجارب المجتمعات بأن القوى الأساسية الحاملة للتغيير هي الطبقة الوسطى (مثقفين, العاملين في المؤسسات الحكومية, أصحاب الأعمال التجارية) وهي ترغب في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل أكبر, والحد من احتكار السلطة, لكن في سوريا فهي كانت ذو دور غير فعال , ولم تشارك في الثورة بشكل حقيقي وفعال..
دور القوى السياسية المعارضة: ورأى أن القوى السياسية وبعد إدراكها أن الشعب السوري بدأ بالثورة وخرج إلى الشارع وسيستمر حتى تحقيق أهدافه واستطاعت هذه القوى من أن تستميل فئات من الحراك الثوري وأن تمرر أجندتها التي قد يتعارض منها مع أهداف الثورة الأساسية, وبذلك تم أدلجة فئات واسعة من الثورة دينياً أو قومياً أو طائفياً..ورأى أن المعارضة لم تدرك بعد أو لا تريد أن تدرك أنها ستنتقل من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي, وهذا لا يحتاج إلى إسقاط النظام وتغييره, وإنما يحتاج إلى إعادة تأهيل فكرها وبرامجها وممارستها لتلائم مع قيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان, وحل القضايا الأساسية في سوريا وكقضية الأقليات العرقية, أو دينية (الكلدو أشور) أو القضية الكردية في سوريا وضرورة حلها حلاً ديمقراطياً.
عسكرة الثورة وتحولها من ثورة سلمية إلى مسلحة:
ورأى أن عسكرة الثورة كان نتيجة حتمية لسلوك النظام في استخدام النظام للقمع والقتل المفرط, فتطلب هذا انشقاق العسكريين الشرفاء من الجيش النظامي
عدم مشاركة عدد من المكونات القومية والدينية في الثورة بشكل واسع
ورأى أن اشتعال الثورة بدً من درعا حتى قامشلو لكن بعض المكونات كالدروز, والعلويين والمسيحيين, وغيرهم بقوا على الحياد, وشاركت بعض نخبهم السياسية وشخصياتها التي لا تمثل سوى أنفسها.
وثم عرج على العامل الخارجي ورأى أن تصريحات الإعلامية لقادة الدول الكبيرة والإقليمية إلى جانب الثورة في البداية ومع تصاعد الخط البياني للثورة, والتصريحات الرنانة التي قال لن نقبل بحماة ثانية وغيرها, فكلها كانت شعارات غير داعمة للثورة, وتبين أن الكل يبحثون عن مصالح بلادهم للحصول ع ى المورد الأمير من خيرات هذه البلدان التي تعاني من الاستبداد.
ثم استعرض المشهد الحالي في سوريا, وانتقل إلى السبب الثاني والدول الغربية لا تريد حسماً ونصراً عسكرياً لصالح المعارضة للعديد من الأسباب, منها تدمير البنية التحتية للدولة وتحولها إلى دولة فاشلة..
ثالثاً حول هذه النقطة فقد رأى
أن مستقبل سوريا هو في استمرار الثورة المسلحة والصراع المسلح وهو طريق مكلف وباهظ, وسيدفع الشعب المزيد من القتل والتدمير , وقد يشتعل الوضع الإقليمي برمته, ورأى أنه حتى انتصر الشعب والجيش الحر , لكنها لا تستطيع إقامة نظام ديمقراطي زو أتى بالعديد من الأمثلة كالثورة البلشفية وغيرها.
الطريق الثاني (الحل السياسي) ورأى أنه قد لايكون الحل الأفضل والأكثر عدالة لكنه يعتبر الأكثر ملائمة للوضع السوري في ظل تعقيدات المشهد الدولي وغياب دوره الايجابي على الساحة السورية, ورأى أنه من الصعوبة بمكان حسم الأمر عسكرياً من قبل الجيش الحر وجيش النظام , ومع ازدياد استعمال الأسلحة الفتاكة في دك المدن وقتل الأبرياء, ومع تنامي صعود التيار الجهادي الإسلامي الجهادي في صفوف كتائب الجيش الحر, فهنا يأخذ القرار السياسي والمبادرة في التسوية في هذه اللحظة التاريخية أهمية قصوى, أي في ظل ميزان 
القوى الغير محسوم, ولابد من البدء بالتوصل إلى حلول وسطية و عقد الصفقات تضمن للمعارضة الانتقال السلمي للسلطة برعاية وضمانات دولية عبر قرار ملزم لمجلس الأمن, ويتضمن تنحي الأسد.
وفي نهاية المحاضرة كانت في هناك الكثير من المداخلات والنقاشات التي أبدت رأيها في الحلول السياسية وغيرها


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.