الأنانية الواعية...كمدخل لفهم الذات والحياة..

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لوقت طويل ظللت اقرأ لأقلام الآخرين الواعية وكانت تربكني قدرة كل واحد منهم على التحدّث عن أفكاره وقناعاته بكل هذه الثقة بدون أن يربكه وجود أشخاص آخرين لهم من الوعي مالايقلّ عنه ورؤية أخرى مختلفة للحياة قد تكون أكثر صحّة منه،فلم أشارك أبداً في المنتديات بين الأقلام الواعية،اكتفيت بالقراءة لكل شخص،أردت أن انظر للحياة من زاوية كل واحد منهم،وكنت أرتبك كل مرة عندما اقرأ لشخص آخر،وأتسائل:أين الحقيقة إذاً ؟ عند أي واحد منهم ؟وكنت أستشعر بأن هناك أنانيّة ما عند كل شخص اقرأ له مهما أبدى من طيبة وذوق ولطف مادام واعياً،مالاأنتبه له أن كل الناس أنانيّون في الحقيقة،ولكن هناك أنانيّة “غير واعية” مضرّة ، متعلّقة بالغرائز . وهناك أنانيّة واعية،وهي من كانت تربكني،لإنها ضخمة،ومنفتحة على الذات والحياة بكل تناقضاتها وتجاربها،لاأنكر هناك أشخاص مثاليّون،يتمسكّون بمثاليّتهم لوقتٍ طويل،ولكن عند أول اختبار قاسٍ يسقطون،لإنهم أنكروا ذلك الجانب الأناني فيهم،أنكروا جوانبهم الضعيفة والغرائزية تماماً،وهناك من يتمسّك بجانبه الحقير لإنه لايستطيع تجاوز واحتواء غرائزه السيئة وهؤلاء أشرّ خلق الله في نظري وأغلبهم من المجرمين،وهناك أوطان تغذّي هذا الجانب القبيح الأناني في الإنسان مثل وطني!،وفي النهاية الأنانيّة ليست قبيحة كما سيوضّح الإقتباس التالي،لكنها وبكل أسف هي شيء نعايشه رغماً عنّا ولانستطيع تجاوزه في أمور كثيره .

” أنا مثلاً قد تحررت منذ مدة طويلة من كل رابطة ومن كل واجب فما أشعر بواجب الا حين يحمل الي منفعة من المنافع . طبعاً ، أنت لا تستطيع أن تواجه الأمور على هذا النحو، لأن هناك قيوداً تشل قدميك انك تحكم على الامور من ناحية المثل الأعلى ، من ناحية الفضيلة وأنا مستعد لأن أسلم بكل ماتقول ، ولكن ما حيلتي وانا مقتنع بأن الأنانية العميقة هي أساس جميع الفضائل الانسانية وأن فضيلة عمل من الأعمال هي على قدر ما ينطوي عليه من أنانية ”