خالد ديريك : هل سيترك رؤوساء الأحزاب الكوردية مناصبهم طوعا

2013-03-02

 كيف يمكن للحزب أو التنظيم أن يقود المجتمع وأن يخطوا خطوات الإيجابية والجادة والسليمة نحو بناء حزب المنظم والنشط أو مجتمع المتقدم والمزدهر بمختلف المجالات دون التغيير في بنية هذا الحزب ليؤثر على ذاك المجتمع , جميع الناس ينتقد الديكتاتوريات سواء من البعيد أو القريب لا بل الشعوب يقومون بالتمرد المسلح عندما تسنح لهم الفرصة والثورات العربية دليل قريب على هذه,

ومن بين تلك الثورات الثورة السورية اللتي وجدت حيلته في تحقيق الحريته عن طريق السلاح بعدما سدت النظام كل الأفق والأبواب للأنتقال السلمي الديمقراطي , وطبعا هي نتيجة طبيعية لعقود من الظلم والأذلال والتراكمات فلا بد أن يحدث رد فعل طبيعي في الوقت أو الزمن ما , أما عن الحركة الكوردية السورية فلا تختلف الأفكار بعض قيادي الأحزاب وسياسيها عن الأفكار الأنظمة الديكتاتورية من الناحية غريزة التملك والسلطة والثروة وعدم التخلي عن كرسي حكمهم العتيد لأحد كان على رغم أنهم ينتخبون ديمقراطيا حسب زعمهم من قبل مؤيديهم الكثر وعلى رغم إن برامج معظم الأحزاب الكوردية فيها الكثير من الديمقراطية والحرية وكما أيضا هناك التشابه الكبير بين دساتيرهم الحزبية إلا إنهم عاجزون تحقيق عزل أو حجب الثقة عن رئيس الحزب ما وأيضا عاجزون عن تحقيق أي الأندماج أو الوحدة الحقيقية بينهم بالعكس هم نشطون للعمليات الأنشقاقاقات ومهاجمة وأتهام البعض لأسباب يتعلق بالفئوية والحزبوية بعيدا عن روح الوحدوية , نعلم منذ عام 1957 وحتى الأن أنشقت العشرات الأحزاب عن بعضها البعض وكل الحزب يبقى رئيسه زعيما مطلقا حتى يأخذ الله وسبحانه وتعالى أمانته , هناك رؤوساء الأحزاب الكوردية موجودة على سدة الحكم منذ تأسيس الحركة الكوردية وأيضا كلما حدث ويحدث الشق الجديد يبقى زعيم الحزب ملكا حتى الموت , إذ أ ثقافة (الأنا )هي المرض والمصيبة المستمرة في الضلوع والصفوف الحركة الكوردية السورية , وها هو رياح التغيير تلف عليهم من كل الجهة وهم مازالوا في سباتهم ومتمسكون بعروشهم ولا يفتحون المجال أمام الجيل الشاب الثائر والمثقفين والمرأة , ينسون أو يتناسون ما إذا نجحت الثورة السورية بأن رياح التغيير ستطال عليهم , ثورة الشباب الكوردي لتغيير قيادات الأنظمة العتيدة اللتي لا يمكن أن تتطور وأن يواكب العصر وأن يحقق أي نوع من التقدم الحقيقي للمجتمع الكوردي أو أي نوع من الوحدة والتنسيق الحقيقيين , فإذا ما بقي هؤلاء زعماء الأحزاب على كراسيهم العتيدة بعد الثورة , هناك 3 ثلاث الأحتمالات قد يحدث حسب رأيي المتواضع ,1 أولا: استمرار هؤلاء في حكمهم وبالتالي تشكيل ميليشيات الحزبية المتنازعة المتصارعة وبدلا أن يكونوا أمل الشعب الكوردي في تحقيق حقوقهم وأمالهم فسيصبحون سببا لمأساة الجديدة والكبيرة جدا ويكونوا قد أرجعوا الشعب الكوردي ا لعشرات السنوات إلى الوراء , 2 ثانيا: هو بدء ثورة الكوردية السلمية على هؤلاء الزعماء حتى يتنحى الجميع جانيا. 3 ثالثا :. وهو الأهم والأكثر حضاريا ودليل على المدى الوعي القومي والوطني والديمقراطي والإنساني ألا وهو أن يقوم هؤلاء الزعماء الأكارم إلى تقديم أستقالاتهم أو ألا يستقدموا على الترشيح للدورات المقبلة , وهكذ يكونون قدموا أكبر خدمة لشعبهم وفتحوا المجال أمام الكفاءات وبذلك قد يصبح الرجل المناسب في المكان المناسب , نحن هنا لا نشبه زعماء الأحزاب الكوردية برؤوساء الأنظمة الديكتاتورية الدموية والكثير من الزعماء لهم تاريخ مشرف وخدموا قضية الكوردية بكل الأمانة والعدالة , ولكن مهما يكون الحاكم عادلا لا يجوز له الأستمرار والتشبث بالحكم لأن مع مرور الوقت وبعد أستملاك القوة والسيطرة والمال يتحول إلى ديكتاتور , ومن يخدم شعبه يستطيع أن يخدم في كل المكان طالما هو مؤمن بقضيته وبأفكار الحرية والديمقراطية ......بقلم خالد ديريك ................

 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.