حوار بين مفَكر ومريد...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 5 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

المفَكر: إلى أين؟
المريد: إلى هناك
 
المفَكر: وكيف الذهاب إلى هناك؟
المريد: لا كيف فلا طريق. ما عنيته كان هنا
 
المفَكر: لكنك قلت هناك
المريد: قد كنت أخاطب العقل فيك
 
المفَكر: وحينما قلت هنا؟
المريد: تواصلت مع الروح فيك
 
المفَكر: هل من شيءٍ هناك أو هنا كما تقول..
المريد: كل شيء فيه موجود..من الأزل وإلى الأبد. لا حدود
 
المفَكر: كل ما أطلبه وأتمناه وأهواه..
المريد: لا شيء مما تطلبه موجود.. قد عنيت أن ما من شيءٍ فيه موجود. عقلك محدود
 
المفَكر: لكنك أخبرتني بوجود كل شيء
المريد: خاطبتُ العقل الذي فيك
 
المفَكر: إلى متى ستخاطب عقلي هكذا فتضلني؟
المريد: إلى أن تتوقف عن التساؤل بعقلك فلا أجد لك جواباً يعينني
 
المفَكر: وهل من سبيل لأطرح سؤالاً لم يسأله عقلي؟
المريد: لا… لذا لن تسألني
 
المفَكر: إن لم أسألك كيف سأعرف وكيف لك بالحقيقة تعلمني؟ كيف ستجيبني؟
المريد: لن تسألني ولن أجيبك.. وبالحقيقة لن أعلمك. الإجابات ليست أكثر من لعبتي
 
المفَكر: أتسخَر مني؟
المريد: أسخر من عقلك الذي ما زال يسأل. أما أنت فأريدك أن تغني
 
المفَكر: قد أحرجتني. لم أفكر بأغنية بعد. وعلى أية حال كيف أغني أمامك؟ هذا جنون لا يصدر مني
المريد: قد أحرجت عقلك. ولا تفكر بأغنية وإلا لن تكون أغنيتك. بل غني لله حتى تصبح مجنوناً مثلي
 
المفَكر: وما علاقة الجنون بالحقيقة؟
المريد: من جديد ها أنت تسأل. تنفس بعمق وسرعة.. راقبه كيف يدخل ويخرج. لمن يدخل وإلى أين يخرج. غني وارقص واصرخ بشدة… كن هادراً عاصفاً دون راحة. أفرغ ما بداخلك بصدق.. بقوة. وبعد كل هذا.. فجأة توقف. توقف وشاهد. توقف واشعر صمتاً في باحة كيانك. توقف ولامس فناءً وسط صفاء حالك. خذ وقتَك في مراحل جنونك هذه.
 
المفَكر: لكنك لم تخبرني ما علاقة هذا بالحقيقة
المريد: قد منحتك طريقة
 
المفَكر: وبها سوف أصل للحقيقة؟
المريد: لا يزال يسألني عن الحقيقة
 
المفَكر: الناس أجمع يسألون عنها
المريد: لذا ولا واحدٍ منهم قد عرفها أو سمع خبراً منها
 
المفَكر: لكن… لكن… المثقفون والمتفلسفون ودارسوا المذاهب والشرائع والباحثون….
المريد: جميعهم لم تمس شفاههم رشفة من كأس الجنون
 
المفَكر: جميعهم لا يعرفون؟
المريد: جميعهم من العقل سألوا.. من العقل بدؤوا. جميعهم لم يصلوا كما هو بادٍ عليك
 
المفَكر: لن أصل؟
المريد: من جديد؟
 
المفَكر: ماذا؟
المريد: أنت تسأل من جديد. إلى أين ستصل؟ أنت هناك. أنت هنا. إنما يصعب عليك أن تخلع عنك عقلك
 
المفَكر: لكنك قد لمحت لي بأن جميعهم لم يصلوا.. إذاً أنا لن أصل
المريد: قد كنت أخاطب العقل فيك
 
المفَكر: لماذا تخاطبه طالما تدعوني إلى هجره؟
المريد: لأنك لم تهجره بعد

المفَكر: وحين أهجره؟
المريد: عندها لن أخاطبك أبداً
 
المفَكر: لماذا؟
المريد: حينها سأتواصل مع الروح فيك