جريدة آزادي تحاور الكاتب روني علي

2013-02-16

 أية مقاومة لا يمكن لها أن تستمر إذا لم تستند إلى وحدة الأهداف والرؤية

الكاتب روني علي لجريدة آزادي – الحرية  : وجدت الثورة نفسها بين أكثر من كماشة، النظام من جهة ومصالح القوى الإقليمية والدولية من جهة أخرى .
 
أجرت جريدة آزادي – الحرية حواراً صحفياً مع الكاتب روني علي حول آخر مستجدات الوضع الكوردي الراهن وهذا نص الحوار :
1- أصبح من الواضح ان الثورة السورية قد تم اختراقها من قبل جهات إقليمية ودولية كثيرة ومنها تركيا ودول الخليج والغرب وحتى التنظيمات المتطرفة المقربة من تنظيم القاعدة أوجدت موطئ قدم لها في البلاد . ما تعليقك على هذا الأمر ؟ وهل لهذه الاختراقات آثار سلبية أم إيجابية على الثورة والوضع السوري بشكل عام ؟
-بداية أود أن أشير أن الثورة السورية لم يتم اختراقها، وإنما المدعين بأنهم حاملي لواء الثورة قد سلموا أنفسهم إلى الجهات التي ذكرتها وعند أول شرارة، ثم أن هذه الجهات هي التي مولت واستضافت وساهمت ومارست وضغطت، حتى تكون لها اليد الطولى في أي حراك من شأنه أن يغير في معادلة الداخل السوري فيما إذا أرادت أن تنحو صوب خيارات ليست في صالح القوى الإقليمية، وكتحصيل حاصل وجدت الثورة نفسها بين أكثر من كماشة، النظام من جهة ومصالح القوى الإقليمية والدولية – المتصارعة على الأولوية في الاحتواء – من جهة أخرى ..
أما بخصوص التنظيمات المتطرفة، أعتقد أنها تستند إلى حامل ثقافوي / مجتمعي متوارث في بيئة الإسلام السياسي عموما، وسوريا ليست بمنأى عن هكذا بيئة .. وبالتأكيد فإن كل ذلك سيلقي بظلاله على مستقبل البلد، لا بد سيدفع به إلى وضع لا يمكن أن يكون للاستقرار فيه موطئ قدم ..
 
2- يتعرض المنطقة الكوردية عبر بوابة سري كانيه لغارات وهجمات من مجموعات مسلحة مرتبطة وممولة من تركيا ويشارك فيها مجموعات قبلية ( نواف البشير وجماعته من البقارة ) ومجموعات متطرفة ( جبهة النصرة , لواء الأمة , غرباء الشام .... ) ومجموعات قادمة من إدلب إضافة إلى مجموعات كوردية صغيرة وكلها تحت اسم جبهة تحرير الجزيرة والفرات . ولكن القوات الكوردية تمنعهم من التقدم وتكبدهم خسائر كبيرة وتجبرهم بين الحين والآخر على طلب الهدنة . برأيك هل يستطيع مجموعات مرتزقة ممولة من الخارج إسقاط إرادة شعب تعداده أكثر من ثلاثة ملايين يعيشون على أرضهم التاريخية منذ آلاف السنين ؟
-ما ذكرته من المكونات والمجموعات هي جزء من الثورة السورية، أو لنقل متسلقي الثورة بعد أن اتخذت المنحى العسكري .. وباعتقادي أن تقييمنا للحراك السوري منذ بدايته لم يكن منطقيا، فقد استسلمنا للغة العاطفة والمشاعر، وكان تفاعلنا مع الأحداث من منطلق الرغبة والدافع، بمعنى لم نقم بعملية تحليل منطقي للخارطة السياسية في المنطقة وتوازنات القوة فيها، أي لم نأخذ بعين الاعتبار الموقع الجيوسياسي لسوريا، والتي يستمد النظام قوته منها وليس من ترسانته العسكرية، لذلك بات الكل "المعارض" أسير أجندات تستهدف سوريا – الدولة – وليس النظام، ويدفع المواطن ضريبة الاحتقانات فيها، وهذا الأمر سيلقي بظلاله على مستقبل البلد وسيخلق فيه من التشوهات ما لم نكن نتمناه ولا نهدف إليها ..
أما عن إرادة الشعب الكردي، وإذا ما تجاوزنا الجانب العاطفي، أعتقد أن المعادلة الدولية أكبر بكثير من مشاعرنا القومية وحتى من "الظاهرة الصوتية" التي نطلقها بين الحين والآخر، تأثراً بالثقافة التي نهلناها من النزعات القوموية في المنطقة، والتي تنحاز إلى منطق القوة وقوة الرابطة القومية ومن الإرادة التي لا تستكين .. إلخ، فالشعوب إذا ما استندت إلى الجانب العاطفي وحده ولم تنحاز إلى الحكمة، وإذا ما اتخذت قواها الفاعلة من نبض الشارع وهيجانها بوصلتها في التفاعل مع الأحداث، سوف تجد نفسها في مواجهة كوارث وهي تتصارع بين نفسها وعلى نفسها فيما إذا كانت مستهدفة من الخارج، ولنا في تجارب غالبية شعوب الشرق أدلة في هذا المضمار .
 
3- ماذا تقول للشعب الكوردي ممثلاً بأحزابه وشبابه ونخبه الثقافية على ضوء ما تشهده مدينة سري كانيه من مقاومة بطولية من قبل أبناء الكورد ؟
-لست في الموقع الذي يؤهلني لأن أسدي النصائح، لكنني– ومن غيرتي على بلدي وأبناء شعبي – أتوجه إلى العقل الكردي الذي بدأ التمزق والتشتت ينخر في أوصاله، حذارِ من المسرحيات الهزيلة، والحذر الأكبر من الأجندات التي تفعل فعلها بهدف ضرب مرتكزات الوحدة الوطنية وكذلك الرابطة القومية، كون الأزمة في سوريا تحمل في الكثير من جوانبها إدارة الصراع بالنيابة عن الأجندات، الدولية منها والإقليمية، وما كنا ننشده عن الثورة والحرية بات يخبو رويدا رويدا بفعل الارتماء في أحضان المشاريع التي تستهدف الإرادة الوطنية، وعلى الكردي الذي يعلن النفير العام ويعمل على شحن العاطفة القومية، عليه أن يدرك بأن المناطق الكردية كلها سرييه كانيية – مع كل التقدير والانحناء لتضحيات أهلها - وأن أية مقاومة لا يمكن لها أن تستمر إذا لم تستند إلى وحدة الأهداف والرؤية، وعليه فالكردي الذي يرى أن ما يجري في سرييه كانييه استهداف للحالة القومية، عليه أن يعمل على ترسيخ أواصر الوحدة في هذه الحالة بدلا من تمزيقها وتشتيتها ..
 
*جريدة آزادي – الحرية / جريدة سياسية مستقلة يصدرها الناشط الإعلامي دلشاد مراد.
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.