عماد يوسف : هل حقاً لدينا ميليشيات كردية ؟؟

2013-01-19

إشارة الى  الخبر المنشور على صفحة موقع كوليلك بعنوان :
 النظام يكثف من غاراته الجوية ويحشد لمعركة حاسمة في داريا - الخميس ١٧ كانون الثاني/يناير ٢٠١٣
http://kulilk.com/portal/node/31266
جاء فيه : (( طائرات النظام تشن أكثر من 30 غارة جوية وترتكب مجازر جماعية و قصف جوي غير مسبوق على داريا والنظام يحشد قواته لاقتحامها و تواصل الاشتباكات بين الثوار وميلشيات كردية لليوم الثاني على التوالي ... ))

و قد علق أحد الاخوة المشاركين على المنشور في صفحة الموقع على الفيسبوك قائلا ً :
(( حلوة كتير هاي ثوار وميليشيات كردية ؛ كأن ناقلين الخبر من إذاعة افغانية اذا اسم الصفحة (كوليلك) وهيك ؛ نحنا مع الرأي الآخربس مو لدرجة نظلم نفسنا ؛ نواف البقاري صارثوار ونحن ابن لادن مافينا نقول غير شكرا على الحيادية ؛ ( مضحك مبكي ) ..)) https://www.facebook.com/kulilkcom/posts/122464064589931
لم استغرب ابداً من التهجم على الموقع في نشر الخبر من مصدره كما هو لأن العديد من الكورد تقودهم مشاعرهم الكوردية البريئة أو يغرر بهم في عدم سماع الرأي الآخر أو سماع أي نقد موجه لأي فصيل كردي مهما أخطأ و يصور كل من يخالفهم في الرأي بأنه ارهابي و سلفي او عميل لتركيا و ما شابهها من التهم كي تلجم الأفواه التي تحاول تصحيح المسار الكوردي و تهمس للرأي العام في عدم اتباع الخطأ و لغة التصعيد
و قد تقصيت معنى كلمة الميليشيا فوجدتها تعني : أي قوة أو جماعة مسلحة غير حكومية مكوّنة من رجال ونساء مسلّحين هدفها مناصرة الدولة في حال وقوع أزمة أو حرب , وغالباً ما تكون أهداف اعضاء المليشيا مادية بحتة ، فالحرب عندها وسيلة عيش وكسب ، والحياة السلمية عندها موت حقيقي، ولهذا فهي تكره السلم وتبحث عن المناطق المشتعلة التي تمثل مواردها المادية ..
و لو أتينا على الواقع الكردي و اردنا اسقاط هذا التعريف على بعض الفصائل الكردية التي تنشط هنا و هناك و جعلت من نفسها بديلا ً عن النظام بل و أظهرت تفاهماً و تعاوناً معه من خلال الحواجز المشتركة او القريبة من بعضها و معايشتهما الودية في المناطق الكردية و قيام النظام بتأمين غطاء سياسي لهم و منح الكثير من الامتيازات الخدمية و الامنية و الاقتصادية و حتى العسكرية لهم , وقد فشلت تلك القوى الكردية أن تقنع أحداً من المعارضة الكردية منها و العربية  أنها تعمل لإسقاط النظام ايضا ًفبالرغم من اعلانها تحرير بعض المناطق فقد ظهر زيف تلك الادعاءات مبكراً بوجود الافرع الامنية و العسكرية كما هي في تلك المناطق .. لذا و الحال هذه و بهذه الرؤية التي ينظر بها الآخرون الى تلك القوات الكردية كان لزاماً أن يصفوها بالميليشيات الكردية حسب تقديرهم ..
انا اول من يندد بدخول أي قوة تحت أي مسمى للمناطق الكردية عربية كانت او كردية إلا بالتنسيق مع بعضها و يكون هدفها الاول هو اسقاط نظام الأسد لا ارهاب السكان الآمنين , و لي مع أشقائي الكورد كل الحق في أن نقلق من دخول أي مسلح لبلادنا مدفوع من هنا و هناك هدفه النيل من الكورد و سلب حقوقهم و اضعاف شوكتهم , و مع ذلك لست مع أخطاء أي فصيل كردي لا يقبل التشاركية مع الآخر الكردي فضلا عن التنسيق مع الأعراق و الطوائف الأخرى للوصول ببلادنا الى بر الأمان و حل كل المعضلات بلغة العقل و المنطق لا بصوت الرصاص ..
إن ترتيب البيت الكوردي الداخلي أولى بكثير من تصعيد الأزمات و حملة الاتهامات الجوفاء التي تقصف كالهاون بين الاطراف المتنازعة على النفوذ , و على العقلاء أن يدركوا أن الاحتقان لا يجدي نفعاً بل يزيد من التوتر و عدم الاستقرار و ألا يحولوا الصراع الى كردي عربي و الذي بدأ البعض بالنداء اليه لكسب العاطفة القومية لصالحه و غسل أخطائه بدماء شعبنا .....

عماد
19 / 1 / 2013

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.