الأديبة والناشطة الكوردية كريمة رشكو: شغفي بالقراءة إنما جاء لحبي و شغفي لكتابة قضايا المجتمع ولاسيما المجتمعات المظلومة

2013-01-16

حاورها: نصر حاجي خدر
أديبة وناشطة شبابية ونسائية سوريا، تكتب بإحساس شعري رقيق وجميل تحمل بين ثنايا النص نبض الحياة لشعب يتوق للحياة والعيش الكريم، من يقرا لها في أول الأمر يقف مدهوشا لغزارة الفكر وعمق التجربة والإتقان الفني في التلاعب بالكلمات من اجل هدف هو القاري بصورة عامة أنها الكاتبة
والأديبة(كريمة رشكو)،

بالإضافة إلى هم الكتابة والأدب لديها أنشطة
سياسية واجتماعية شبابية تخدم من خلالها مجتمعها المهمش وتحاول ان تنقله
من العتمة للضوء ومن السواد للبياض ليغدوا في مصاف الأمم التواقة للحرية
 والعيش الكريم انه الشعب الكوردي السوري.

* عرفنا عنك بأنك تقرأين كثيرا، ما الجدل بين غزارة القراءة وقلة الكتابة لديك؟
ـ لكل شيء في الحياة مصدر وبالنسبة لي القراءة هي مصدر ثقافة الفرد
والمجتمعات وجزء مهم لتقدم الشعوب. وللقراءة دور كبير في تأسيس الحضارات
 وبناء المجتمعات كي تواجه الحياة وصعوباتها بسهولة، القراءة مخزون ومصدر
لتوفير المعلومات وتزويد الفرد بالمعارف والعلوم والمصدر الأول للأفكار
والبحوث والإبداعات- طبعا - لا انفي أهمية الكتابة، فالكتابة المبدعة هي
مولودة القراءة الغزيرة بالتالي القراءة والكتابة أمران لابد منهما،
 وكثرة القراءة تزود الفرد بالأفكار وتدفعه للكتابة والتحرر من القيود.
شغفي بالقراءة إنما جاء لحبي و شغفي لكتابة قضايا المجتمع ولاسيما
المجتمعات المظلومة بإبداع وبأفكار تقنع القارئ.

* قرائنا لك قصائد مكتوبة بالشعر العمودي فقط، لماذا لم تكتبين بالأنماط
 الشعرية الأخرى، هل له علاقة بالحداثة أم له صفة أخرى لديك؟
- أنا اكتب قصيدة النثر, أجد نفسي أكثر إبداعا في هذا النمط من القصائد
فأرسم لوحات من القصائد ضمن قصيدة واحدة وأتفنن بالألوان حسب الموقف
وأعتمد على نبرات صوتي عند كتابتي هذا النمط من الشعر.

 * أكثر ما يستهوي كريمة رشكو في الحياة للكتابة عنه؟
- أكثر ما ياستهويني للكتابة عنه هي قضايا مجتمعي بشكل عام. اكتب عن كل
القضايا التي يعاني منها شعبي ولكن أتطرق للكتابة عن المرأة والطفل و
القضايا التي تظلمهما وتحد من تقدمهما وعيشهما بسلام فالمرأة هي حاملة
 لرسالة الحياة والرقي بالمجتمعات فأكتب عن كل ما يدور حول هذه الرسالة
واكتب عن كل من يعيق هذا الرسول من إتمام رسالته، والأطفال هم ثمرة
الحياة وعلينا ان نحافظ بشتى الوسائل عليها و نقدم للعالم ما يعانيه
الأطفال في مجتمعنا و نكتب سبلا وطرقا تدعم المرأة والطفولة في مجتمعنا.

 * رغم قلة النتاج الأدبي النسوي للكورد في سوريا وهيمنة المجتمع ألذكوري
على كل مفاصل الحياة ومنها الثقافية والأدبية، كيف استطاعت كريمة رشكو ان
تجد لنفسها موط قدم في عالم الأدب؟
- لا أدري  تماما إن كنت تقصد الأدب النسوي الذي لا أؤمن به، فأنا اقصد
 الأدب الذي تكتبه المرأة كالأدب الذي يكتبه الرجل، و يصبان معاً في خانة
الأدب الإنساني .. أرى ان تطور المشهد الثقافي النسوي الكوردي في السنوات
الأخيرة أكثر من ذي قبل، مع تطور المستوى الثقافي و الأدبي للنسوة في
كوردستان الذي رافق فترة ما بعد انتفاضة 12 من آذار في قامشلو، و ازدياد
 الوعي الثقافي الذي رافق الانفتاح السياسي و الثقافي في كوردستان على
خارجه و تعامله مع معطيات الثقافة خارج حدود كوردستان، الآن توجد في
كوردستان سوريا أعداد كبيرة من الأديبات و الصحفيات و الكاتبات و
الشاعرات قياساً بفترة ما قبل الانتفاضة 12 من آذار، حيث أن عدد النسوة
 الناشطات في المجال الثقافي في مدينة قامشلو-  مكان ولادتي- كانت ضئيلة و
الآن و بفضل الحركة النسوية في مختلف المجالات هناك تحرك آخر نحو نيل
المزيد من الحقوق الثقافية والإنسانية، و هذا دليل آخر على ازدهار الوعي
الثقافي و ارتفاع درجة الوعي بالهوية الثقافية الكوردية بين النساء
 الكورديات و الذي يقاس من خلاله درجة رقي وتقدم المجتمع نفسه.

* هل استطاعت كريمة رشكو ان تجد ذاتها من خلال إشعارها ونتاجاتها الأدبية؟
ـ نعم استطعت لنوع ما ان اعبر عن ذاتي, فما اكتبه إنما يعبر عن مدى
اهتمامي بالمجتمع الذي أعيش فيه و المعاناة التي يعيشها أبناء وطني فأرسل
 رسالة لكل من يهمه الأمر من خلال كتاباتي.

* يرزح المجتمع الكوردي تحت الظلم والتهميش في ظل الأنظمة الرجعية في
المنطقة، إلى أي مدى استطاعت المثقفات الكورديات لتعريف العالم بهذا
الظلم ومن خلال كتاباتهن في شتى المجالات؟
 - لا شك ان المرأة قدمت الكثير في هذا المجال وتسعى ان تأخذ مكانتها في
هذه المجتمعات بالرغم من وضع العراقيل أمامها سوى ان كانت سياسية أو
ثقافية أو اجتماعية, ولذلك تمكنت المرأة الكردية من إثبات حضورها في
المجتمع الكردي دورها ومكانتها عبر مواقفها السياسية والكتابية والنضالية
 ...

* يعاني المجتمع بصورة عامة من مشاكل اجتماعية عديدة، ما مدى تأثير هذه
المشاكل على المجتمع الكوردي في سوريا؟
- ان المجتمع السوري منذ ولادته كان مجتمعا خليطا يعيش معاً في السراء
والضراء وقد مرت عليه ثقافات متعددة وكان يمسك بالجيد ويترك الرديء ولكن
 القوى الكبرى أرادت ان تخرق صفوف هذه الشعوب بواسطة أنظمة فاسدة تخرجت من
تلك البلدان وأرغمت عبر مؤسساتها التي تنتج شياطين الفساد مما سهلت
القضاء على الأفكار النيرة وكان نصيب الكرد مضاعفا من هذه السياسات فمن
أين نأتي بالأنبياء على فراعنتنا في زمن يرجع إلى الأزمان الغابرة.

 * أنت كناشطة سياسية وثقافية، كيف تقراين مستقبل التيار الديمقراطي في
سوريا، والكوردي على وجه الخصوص؟
- الشعوبية هي المرحلة الأولى من الصحوة السياسية للجماهير. "الديمقراطية
يجب أن تتطور من الأنظمة الاستبدادية لانتفاضات شعبية ضد الطغاة من اجل
 الديمقراطيات الوليدة. فإن نقطة النهاية لمجتمع معين تعتمد على تاريخها
ويمكن أن تكون ملكية دستورية مثل الأردن وبريطانيا، أو الديمقراطية
الكاملة. وهي الديمقراطية المتقدمة، ام لدينا الديمقراطية لا تزال تتطور
من الديمقراطية التمثيلية الأصلي محدودة إلى حد ما في المجتمع السورية
 بشكل عام والكوردي بشكل خاص، لان الديمقراطية عملية بناء.

* قبل الثورة، لم يكن مسموحا للكورد ولا لغيرهم ان يؤسسوا جمعياتهم
ومنظماتهم في سوريا، هل تعتقدين بان المجتمع المدني سيكون له دور فعال في
توجيه المجتمع نحو الحرية والديمقراطية ومشاركة للمرأة أوسع في الحياة
 السياسية والثقافية؟
ـ لنبدأ أولا بتعريف المجتمع المدني الذي هو  "مجموعة من التنظيمات
التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأفراد والدولة، وهدفها هو
تقديم خدمات للمواطنين أو تحقيق مصالحهم أو ممارسة أنشطة إنسانية
 مختلفة"، ولعل من أهم مقومات تلك المؤسسات أنها تقوم على الفعل الإرادي
الحر التطوعي وأنها لا تسعى للوصول إلى السلطة وأنها تتواجد في شكل
منظمات و يوجد بها تنوع في الاتجاهات والتيارات المختلفة، لا وجود
لديمقراطية بدون تطور المجتمع المدني  بجميع أشكاله سواء كان نقابات أو
 تجمعات مهنية أو جمعيات, والتي تكون الرابط بين المجتمع و النظام, و
تتطورها يصاحب تطور الثقافة السياسية لدى الناس, حيث أن هذه المؤسسات هي
المحرك الأساسي لها. المرأة أصبحت شريكة الرجل في ميادين عدة، فلم يعد
دورها يقتصر على كونها ( زوجة/ أم) بل قامت بأدوار كثيرة وأثبتت أنها
 شريكة في هذا الوطن مع الرجل و أعطت نتائج مذهلة في قيمتها و نفعيتها.

    كريمة رشكو في سطور
-       من مواليد مدينة قامشلو - سوريا
-        لا تحمل الجنسية السورية ( مكتوم القيد ) – مكتومة
-       ممنوع من السفر خارج القطر .
 -       الإقامة الحالية : سوريا – محافظة الحسكة - قامشلو
-       خريجة كلية الأدب قسم اللغة الانكليزية – جامعة دمشق – 2008
-       حاصلة على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية  بامتياز.
-       ناشطة سياسية واجتماعية وثقافية .
 -       تجيد اللغات الثلاث ( عربي - كوردي – انكليزي ) كتابة ومحادثة
-        Kurdish‎‏ - ‏‎Arabic‎‏ - ‏‎English‎‏
-       تعمل في حقل الترجمة  .
-       تكتب قصائد نثرية .
-       تكتب مقالات سياسية وفكرية لها علاقة بحقوق الكورد في سوريا .
 -       تكتب في قضايا كثيرة جلها مرتبط بشأن الإنسان والإنسانية في محافظة
الحسكة كـ ( الهجرة – العنوسة –  العنف ضد المرأة  وقضية المكتومين -
بالإضافة إلى مواضيع تمس كينونة المرأة الشرقية - المجتمع الكردي
تحديداً.
 -       تنشر كتاباتها في النت والصحف المحلية .
-       مسؤولة الرقابة والتفتيش في تيار المستقبل الكوردي في سوريا ( سابقاً)
-       عضو جمعية (روني ) للمرأة الكوردية في سوريا التي ترأسها الأستاذة رجاء
رشكو( حالياً) ومقرها الرئيسي ( القامشلي )
 -       لديها مجموعة شعرية - قيد الطبع
-       كريمة رشكو مستقلة حزبيا ولكنها تمارس الفعل السياسي برؤية امرأة
مستقلة إيديولوجيا , فهي تقدم رؤيتها السياسية من خلال الكتابة والحوارات
 والندوات الدائرة في المشهد السياسي الكردي في سوريا .
 -       كريمة رشكو تقرأ كثيراً وتكتب قليلا



شكرا لموقع كوليلك واشكر شكر

شكرا لموقع كوليلك
واشكر شكر الجزيل للكاتبة والمفكرة الكردية كريمة رشو على الافكار التي يقدمها للمجتمع الكوردي عامة
كما اتمنى ان احظي بأفكارها وثقافتها
اتمنا لك النجاح والتقدم والاستمرار في الكتابه

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.