جان كورد : الكورد والعمل المشترك

2013-01-04

يعلم الجميع بأن لا أحد يستطيع تحقيق أهداف الشعب الكوردي بقوى وطاقات جماعته أو عشيرته أو حزبه دون طاقات الآخرين، ولذا لايمكن الهروب أو التهرب من واجب تجميع القوى المختلفة والمتنافسة المتواجدة على الساحة الوطنية على أمل امتلاك أسباب القوة وبناء ما يلزم من أعمدة البناء الضرورية لانجاز  المهام التي تقع  على عاتق الحركة السياسية...

ولكن لايمكن في الوقت ذاته تجميع المتناقضات أو المتناقضين في الأفكار الأساسية المتعلقة بالقضية الوطنية وأسس العمل الوطني المشترك وغض النظر عن تلك التناقضات واعتبارها غير موجودة أصلاً، هذه الأسس التي بدونها لايمكن الحديث عن المشاريع المشتركة أصلاً... وهذا هو السبب الأهم في فشل ما قام به الكورد السوريون حتى اليوم من أعمال سياسية مشتركة، رغم محاولاتهم المستمرة لوأد خلافاتهم وتوحيد صفوفهم وترتيب بيتهم المتداعي من كل جوانبه وأنحائه، فالعمل المشترك له أسس وشروط وظروف وركائز، ولايكفي لذلك مجرد قول بعضهم في الملمات:"عفا الله عما سلف. تعالوا لنعمل معاً بعد الآن!!!"
جماعتان سياسيتان، تفترقان عن بعضهما بعضاً بذريعة أن سبب الانشقاق هو وقوع هذا الزعيم أو ذاك في جريمة "الخيانة الحزبية" وهي أشنع وأبشع في نظر الحزبيين من "الخيانة الزوجية" ضمن العائلة الواحدة. وتتوالى الاتهامات المتبادلة بين الطرفين ويأخذ الانشقاق أبعاداً خطيرة في الشارع السياسي، حتى تتحول الجماعتان إلى حزبين متنافسين، يخوضان ضد بعضهما البعض حرب "داعس والغبراء" سياسياً وإعلامياً، وفجأة يسمع الشارع الكوردي أنباءً عن قيام تحالفٍ سياسي أو جبهة سياسية بين هذين الحزبين، وكأن شيئاً تعارضياً لم يكن بينهما، وتعود مياه العلاقات بينهما إلى جريان طبيعي وسلس، إلى أن يظهر منشق جديد في التحالف أو الجبهة، وينفرط العقد بين "المتحابين في الله وفي القضية" وتبدأ الحرب الكلامية "الأحمدسعيدية" التي تقود إلى خصومات جادة، مبررة مرة أخرى بتهم خطيرة....و...و...
في هكذا وضع يشعر الشارع الكوردي بأنه انخدع بشعارات "العمل المشترك!" و"الحرص على الوحدة القومية!!" ويسارع الشعب في الابتعاد عن الحزبين بعد أن كان فتوره السياسي عنهما قبل تلك المحاولة الوحدوية المضنية بطيئاً وتدريجياً، وذلك لأن القضية العادلة له هي التي تتلقى اللكمات والصفعات والنتائج السلبية قبل الحركة ورموزها. ومع ذلك يبدو المشهد في هذه الحالة  في درجاتٍ غير مرعبة من البؤس والاحباط بين الشعب الكوردي.
أما إذا كانت لدينا أحزاب تتداعى إلى الاتحاد الشكلي والتقارب المخادع وبناء مؤسسة قومية عليا تكون بمثابة قناعٍ لها، وكانت قبل ذلك في حالة مزرية من عدم الاعتراف ببعضها البعض، وتنصب لقادة منها الأفخاخ لاصطيادهم، بهدف ممارسة الضغوط المختلفة عليهم، أو أن بعضها يجد نفسه طليعة لشعبه ويرى الآخرين توابع لاحول ولاقوة لهم، وكلما سعوا لتبديد تلك الصورة الخاطئة تم اشهار السيوف أمام عيونهم، وقضي على من اعتبروه خطراً عليهم ثم مشوا في جنازته، أو أن سواهم لايزال مقاتلاً أو شبيحاً وفياً للنظام وحربه ليست على قاتل أطفال سوريا وانما على أعدائه في خارج سوريا، فإن مجرد التفكير والمحاولة لكسب الشعب الكوردي يعتبر إلهاءً للناس ومضيعة للوقت وهروباً نحو الأمام, فهنا يوجد تناقض أساسي و"ضحك على الذقون" و"استغباء للشعب" الذي يعلم إلى أين تجري الساقية. فمثل هذا العمل ليس عملاً مشتركاً من حيث المضمون والهدف، وإنما إخفاء جمرات النار المتقدة تحت بساطٍ قشيب، سرعان ما تلتهمها النار التي لم تطفىء بعد.
فهل مارست أحزابنا المتفقة على "العمل المشترك" أي نقدٍ ذاتي لنفسها وسياساتها التي انتهجتها ضد بعضها البعض قبل إقدامها على توقيع ما تعزم العمل بموجبه بشراكة وتآخٍ قومي ووطني، وهل غيرت بعض الأحزاب نظراتها إلى الأعداء والأصدقاء بمجرد الشروع في "العمل المشترك!"، وهل بدأ بعضها باعتبار نفسه مجرد تنظيم سياسي من تنظيمات الشعب الكوردي، ولم يستمرفي اعتبار نفسه "مختار الضيغة" و"قبضاي الحارة!"... ؟ مادامت محاولات التقارب لم تبدأ بأي نقد ذاتي يتلمسه الشعب الكوردي ولم يتخل بعضهم عن ممارسة سياسته التي سبقت مشروع العمل المشترك، وبخاصة حيال ما يجري من أحداث فظيعة ورهيبة على الساحة الوطنية السورية، فأنا لا أرى أي أمل في هذا المشروع، بل أجده واهياً ومؤقتاً وغير قادر على وضع اللبنات الضرورية للحياة السياسبة المشتركة بين الشعب الكوردي، وهو مشروع في خدمة الطرف القوي على حساب الطرف الضعيف، ولايشكل خطوة حقيقية باتجاه الاتحاد الكوردي الضروري، وستكون لانتكاسته آثار سلبية ونتائج ضارة لشعبنا الكوردي وقضيته العادلة...
هذا هو رأيي الشخصي على كل حال ولربما يكون هناك متفائلون يعتقدون بأن آمالهم في الاتحاد والتقارب الوطني الكوردي قد تحققت... والمستقبل سيظهر ما هو صائب وما هو خاطىء...
 
Carekê li Bloga me jî binêrin:
http://cankurd.wordpress.com
Ji comerdiya xwe, me agahdar bikin, heger hûn heznakin nameyên me ji we re bên
 Silavek ji dil  / Grüsse / BESTS/ Salamat
Têldest: (+49) 163 869 81 59,  
Cankurd -



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.