افتتاحية جريدة هردم : متى ستنتهي الثورة السورية ..؟ وما دور الكورد فيها ..؟

2013-01-03

بداية لابد أن نقرأ قراءة سياسية صحيحة لوضع الثورة السورية حتى نجزم إلى أين ستتجه هذه الثورة ومتى ستنتهي .. وهل لمصلحة جميع مكونات المجتمع السوري أم لمصلحة فئة معينة ؟ فمن المعروف في تاريخ سوريا الحديث ومنذ اغتصاب النظام البعثي العنصري السلطة في سوريا ظهر تيارين في المجتمع السوري في مواجهة النظام المافوي :

التيار الإسلاموي العنصري هدفهم اغتصاب السلطة وبالنظرة الشمولية وتحويل سوريا إلى دولة خلافة إسلامية كي ينهبوا هذه المرة باسم الدين واستغلاله ويتهموا كل مواطن بالعلمانية أو بالكفر ومن يخالفهم يطبق عليهم قوانين الشريعة الإسلامية .. وكل مواطن خارج عن دائرة القومية العروبية والإسلام متهم بالكفر .. وباسم الدين يفعلون ما يشاءون كالإبادات الجماعية وفرض الأتاوى وغيرها .. حتى يستمروا في السلطة عقود من الزمن كما سبقهم النظام البعثي العنصري باسم الأمة العروبية والمقاومة ضد الاحتلال .. لكن هذا التيار الإسلاموي فشل في عام 1982 نتيجة التنوع في المجتمع السوري من حيث القوميات والأديان والأثينيات والمذاهب ... إلخ
التيار القومي تمثله القومية الكوردية فمنذ لحظة اغتصاب النظام البعثي العنصري السلطة في سوريا فهم في المواجهة معه لأن كل محاولات النظام المافوي هو صهر القومية الكوردية في بوتقة القومية العروبية .. بالإضافة إلى أن الكورد لهم أبعاد كوردستانية كي يلملموا جراحاتهم الماضية المقسمة ضمن دولة كوردستان كبرى أسوة بباقي الأمم .. لكن استمر الكورد بنظرة عاطفية دون قراءة صحيحة للواقع السياسي والإقليمي .. ووصلت ذروتها في 12 آذار 2004 في انتفاضة غربي كوردستان ما يسمى / انتفاضة قامشلو / نتيجة دخول أمريكا إلى العراق ووصول شعبنا الكوردي إلى حقهم بإقليم كوردستان العراق .. وأيضاً فشل المكون الكوردي نتيجة تفكك التنظيمات السياسية ودخول أجندات الغير الكورد بين هذه التنظيمات الضعيفة بالإضافة إلى مطالب غير واضحة الملامح والرؤية والموقف غير موحد وهناك ظروف إقليمية ودولية غير ملائمة ...
فمن هذه المقدمة القصيرة استنتجنا أن التاريخ يعيد نفسه .. بدأت الثورة السورية نتيجة كبت الحريات والاحتقان الاجتماعي والفقر والمجاعة والفساد والمحسوبيات واغتصاب السلطة وتحويل سوريا إلى مزرعة مالك وكل مواطن فيها متهم إما محسوب على هذا التيار أو على هذا التيار التقسيمي حسب رأي العنصري العروبي .. بالإضافة إلى إشعال شرارة الثورات في العالم العربي ما يسمى بـ " الربيع العربي " بدءاً من تونس وانتهاءاً في ليبيا فكان لابد أن تصل شرارتها إلى سوريا لكن وحشية النظام الدموي فجر كل مكنونات الشعب لمواجهة آلة القتل بصدور عارية فكان شعارهم موحد (واحد واحد الشعب السوري واحد) لكن بعد فترة قصيرة ظهر التيار الإسلاموي ورفض كل المكونات من المجتمع السوري وتمسك بالفكرة الشمولية وظناً منهم أن الثورة انتصرت وحاولوا إبعاد باقي المكونات من المشاركة في الثورة .. فمن هنا ظهر تيارين كورديين تيار تمثله تنظيمات سياسية ضعيفة واعتمادهم على القوى الكوردستانية خارج إقليم كوردستان سوريا وتيار اعتمد على النظام القاتل في دمشق .. بالإضافة إلى تيارين إسلاموي وكوردي وظهور تيار آخر يمثله الشعب عامة بعيد عن كل التيارات السياسية والقومية فهذا التيار يرفض كل التنظيمات السياسية من النظام والمعارضة ..
إذاً بإمكاننا أن نجزم بأن المعارضة ثلاثية الأبعاد فئة إسلاموي ترفض كل المكونات الأخرى .. وفئة التنظيمات السياسية الكوردية يحاولون ان يكسبوا المال من هنا وهناك ولو على حساب ضياع القضية .. وهناك فئة من عامة الشعب الكوردي يحاولون أن يكسبوا حقوقهم كاملة بإقليم كوردستاني .. لكن في هذه الحالة خلقت فئة ثالثة من جميع مكونات المجتمع السوري وهم فئة من عامة الشعب ومن كافة القوميات فهم الطبقة الفقيرة والضائعة بين كافة التيارات وفئات المجتمع يرفضون الحالات السياسية فهدفهم وحدة سوريا وتأمين الوضع المعيشي للمواطنين .. بالإضافة إلى تلاعب القوى الخارجية في الثورة السورية هدفهم تأمين مصالحهم في سوريا بعد إسقاط النظام ... فكل هذه الصراعات والتلاعبات والتيارات أخرجت الثورة من مسارها الحقيقي لإسقاط النظام وبناء دولة ديمقراطية تعددية .. وبالعكس تماماً تتجه إلى خلق حالة من الفوضى وفي طريقها إلى حرب أهلية لن تنتهي صراعاتها إلا بتقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة وضعيفة كي تكون لقمة صائغة أمام الدولة العبرية والغرب .. أما بالنسبة لدور الكورد في هذه الثورة ..؟ بكل تأكيد فاشلة في طريقها إلى الفشل نتيجة تفكك التنظيمات السياسية الضعيفة واعتمادهم على القوى الخارجية فهم ليسوا لمصلحة غربي كوردستان حتى يحققوا مطالب الشعب الكوردي في هذا الجزء  ..  

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.