اكراد سورية و حلم التغير: الابتعاد عن الثورة ، او البحت عن الهوية القومية ...!!!

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 08/12/2012

اكراد سورية و حلم التغير: الابتعاد عن الثورة ، او البحت عن الهوية القومية ...!!!
يعيش الكرد في سورية مرحلة صراح بين مقومات الوطن السوري من ناحية وبين التركيبة الكردية من ناحية اخرى ،ربما شعار الهوية القومية هو الطاغي على مواقف القادة السياسيين الكرد ، لكن الجغرافيا هي التي اضحت تفرض نفسها على مواقف الكرد السياسية وليس التاريخ ، وهنا يحاول القادة الكرد تحويل الانظار نحو قضيتهم التاريخية من اجل التعاطف معهم بظل التغيرات التي فرضتها ثورات الربيع العربي والانتصار التاريخي للأكراد في كردستان العراق ،فالشمال المستقل يحلم بتكوين دولة كردية مستقلة ، وفي هذا الاطار ، شكلت الثورة السورية منعطفا خطيرا انعكس في مواقف الكرد المؤيدة للاستقلال، والاخرى التي تجد نفسها انها مكون اساس من مكونات الثورة السورية ضد سيطرة الحزب الشمولي ونظامه اي النظام السوري . وقع الاكراد في فخ النظام السوري الذي سلم المناطق الشمالية السورية لحليفه حزب الاتحاد الكردستاني السوري( الوجهة الاخرى لحزب العمال الكردستاني التركي)، والذي يشكل القوة العسكرية الكبرى المقاتلة والتي تعمل لمصلحة النظام السوري ، ما اعطاه فرصة تاريخية ليكون هذا الحزب الاقوى في كردستان السورية الجهة الغربية لكردستان العراق، لقد ربط الحزب مصيره بالنظام السوري وسوف يحمل الكرد اكلاف معركة قادمة مع الثوار والجيش الحر الذي يقاتل ضد نظام الاسد .
الاستقلال فرصة تاريخية كردية :
القوميين الاكراد الذين يرون اليوم فرصتهم التاريخية للتخلص من جور وظلم الانظمة العربية وبناء دولتهم المستقلة على حساب سورية والعراق حاليا واكمالها مستقبليا ضد تركيا وايران ، فالأصوات الكردية المتطرفة اليوم تعلو و تطالب حكومة كوردستان العراق بدعم كردستان الجنوب بالأموال والعتاد للقتال ضد الجيش السوري الحر من اجل الاستقلال الكردي والمحافظة عليه باي ثمن .
لكن الاطراف الكردية الاخرى التي تطالب بالبقاء في سورية والحصول على مكتسبات سياسية وانسانية كانت قد حرمت منها من قبل النظام السوري وليس من الشعب السوري ،فالنظام هو من منع دفن الاموات والبكاء عليهم باللغة الكردية ومنع الزفاف والفرحة باللغة الكردية ومنع الجنسيات للشعب الكردي ،النظام هو من منع تدريس اللغة الكردية في المدارس والجامعات والتعرف على الحضارة الكردية التي هي جزء لا يتجزأ من الحضارات الشرقية التي ورتت منها الحضارة واللغة العربية الكثير. كان واضحا عندما يعلو صوت الاغنية العربية والموسيقى العربية في المطاعم الكردية يتجاوب معها الأكراد ، ولكن عندما تعلو
الاغنية والموسيقى الكردية في المطاعم لا يتجاوب معها العربي(على سبيل المثال). وهنا تظهر الهوة ما بين التاريخ والجغرافيا التي لم يكن للشعب العربي دورا في صناعته، فالشعب العربي يعلم بان قادة الاكراد قادته التاريخيون لان صالح الدين ويوسف العظمة هما اكراد كما هو عبد الباسط سيدا ولافا خالد ومشعل التمو، فالشعب السوري الذي لا يقبل بان يكون العربي رئيسه بسبب ظلمه، ويقبل بان يكون عبد الباسط سيدا ممثله في المجلس الوطني ليس لأنه كرديا او عربيا بل لأنه مواطن ومناضل سوري .
الحرب السورية الكردية والكردية الكردية:
لقد دخل حزب الاتحاد الكردستاني في لعبة الاتفاقات والتحالفات تحت شعار بناء الاستقلال الكردي، وهذا ما ترجمته المعارك الدامية الاولى في" حلب في حي الاشرفية الحلبي " الشهر الماضي بين مقاتلي الكردستاني والجيش الحر، لتمتد المعارك لاحقا الى مناطق تعايش اخرى مشتركة بين المكون الكردي والعربي، لتهدد الشعب الكردي وادخاله في صراع قومي ليس اوانه ، فالمعركة ان حصلت ستكون فاتحة لصراع اكبر، ومعركة الحسكة التي يحاول الحر السيطرة من خلالها على سورية الشمالية، واخراج جيش النظام ،بالمقابل الكردستاني يجهز نفسه للدخول في مواجهة مباشرة مع "الحر" تحت شعار منع المتطرفين الاسلاميين من دخول مناطق الحسكة الكردية. فالحزب نصب نفسه مسؤولا عن مناطق سورية التي يجب ان تتحرر من نظام الاسد تدريجا ،فالكردستاني الذي يحالف نظام الاسد ويمارس اعمالا
عسكرية تدعم حزب العمال الكردستاني في حربه ضد تركيا يعرض الاكراد لا عباء كلفة حملة عسكرية تركية قد تشن ضدهم في أي وقت ممكن ،لان المواجهات اليومية والخطف المتبادل بين حزب الاتحاد والاحزاب الكردية الاخرى كحزب "البارتي" و"ازادي" وتيار المستقبل وتنسيقيات الحراك الثوري "الخ ...كل ذلك تدل على تأزم العلاقات الكردية- الكردية.
يفرض الهيمنة على الاكراد:
الكردستاني يفرض معادلة على هذه الاحزاب الكردية تقوم على ان :" البقاء للأقوى" لكونه يحاو تقليص دورهم وجرهم الى مواجهة معه بالسلاح وابعادهم عن الثورة السورية ومساندتهم للقوى الثورية السورية وادخالهم في حرب المزايدة الشعبية والتطرف القومي على كسب الصوت الكردي . فالحزب الدكتاتوري القادم يختزل المشاركة الكردية ويبعد لجان التنسيقيات الكردية عن الواجهة من اجل الاحتفاظ بدوره الريادي الوحيد في المنطقة لكي يتمكن من لعب أي دور.
"يرى معارضون سوريون أكراد بانهم يتهمون نظام الأسد بمحاولة تأليب الأكراد وخاصة الأحزاب الانفصالية على الجيش الحر وتسليحهم للدخول في صراع مسلح معه لإنهاك قواه، مقابل بعض الامتيازات والمكاسب الخاصة والشخصية. وهذا ما يدفع بالكثير من المحللين السياسيين الى الخوف من اشتعال حرب اهلية كردية – كردية قادمة في مناطق التواجد الكردي على ضوء اعمال وتصرفات الحزب الاتحاد الكردستاني .
نخاف الا يتكرر سيناريو الشعب الشيشاني مع الشعب الكردي في سورية فالشيشان عام 1941-1943 دفعوا ثمن وقوفهم الى جانب هتلر آنذاك ، مما دفع بستالين الى تحميلهم الثمن وتهجيرهم الى كافة انحاء دول الاتحاد السوفياتي عام 1945.على الرغم من ان العقيد في الجيش الاحمر الذي مع دخل مع سريته الى ساحة برلين كان من القومية الشيشانية.