القانون الاخلاق...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

على قبره في كينغسبرع نقشت واحدة من اشهر مقولاته وكأنها
وصيته على هذه الارض للبشر
" شيئان لا ينيان يملآن قلبي بالاعجاب والاحترام ويزداد فكري
تعلقاً بهما وتطبيقاً لهما:السماء المضاءه بالنجوم فوق رأسي
والقانون الاخلاقي في داخلي..

هذه وصية فيلسوف في معنى الحياة لامانويل كانت
رغم انه تلقى
تربية قاسية وشديدة الايمان فشكلت العامل الحاسم في تربيته

علمني ...

سماؤك المرصعة بالنجوم هي المعرفة وما تستطيع ان تعرفه
والقانون الاخلاقي بداخلك هو من يحدد لك ماذا عليك ان تفعل..
فطرتك وضميرك وارادتك وما تمليه عليك الجهات والمؤثرات الخارجية
تفرض عليك ماذا تفعل وكيف تتصرف.. وكيف تكون علاقتك بالله
وعلاقتك بالآخر والمحيطين من حولك

فــ أنت محكوم بأن تكون حراً...

أضئ نجوم نفسك وافتح طرقها وسبلها وعارض اهواءها, كن الساكن
الاول لها والسائل باستمرار... ابصرها بمرآتك واسترشد بقلبك وادرك بصيرته
اسأل عن حياتك لا يهم ان تعرف من تكون المهم ان توجد

المعرفه عند كانت...

يرى كانت ان التجربة هي منطلق اي معرفة انسانية وهذه التجربة تعني اتصال
حواسنا بالاشياء التي لن نعرف منها الا ظاهرها ..فعقلنا يمتلك قدرات تحدد كل تجاربنا الحسية
وان الفضاء والزمن هما الاشكال الاولى للاحساس البشري فهما يسبقان تصورنا للاشياء
وحكمنا المسبق يكون في دائرتهما وهذا التصور فطري فينا
وان فهم الانسان يتناول كل حدث في اطار علاقة السبب بالنتيجة
اننا لا نستطيع ان نمتلك اي يقين حول حقيقة طبيعة العالم بذاته
ما نستطيعه فقط هو معرفة كيف العالم بالنسبة لي اي بالنسبة لنا نحن البشر
فالمعرفة الانسانية لها حدود دقيقة تفرض بعض الحدود فنحن اجزاء صغيره في الكون
ولا يمكننا التوصل الى معرفة هذا الكل
فاغمض عينيك لترى اكثر واغلق اذنيك لتسمع اكثر
واحني رأسك اكثر لتكون اكثر احتراماً
فمعرفة الخالق لا تكون الا بالتأمل والصمت
ونحن كلنا اذان وعيون وافواه ونسينا
ان لنا قلوبا وعقولا فترانا نتكلم
ولا نسمع وان سمعنا لا نفهم وان فهمنا
اخذنا الغرور باننا قد عرفنا كل شيء
وادعينا الالوهية والحقيقة اننا لسنا كذلك
لانك بهذا تنكرت لانسانية الانسان
وعقل الانسان ووجدان الانسان
وان تجردت منهم من انت اذن..

النجوم في السماء وصوت الضمير في اعماقي
وهما اسمان لمعنى واحد هو الله..

القانون الاخلاق هو الضمير في اعماقنا وفطرتنا التي جبلنا عليها
هو طبيعتنا النفسية

هو قانون ذاتوي نابع من الفرد ذاته ولا يمتلكه ويتقبله من مصدر خارجي
وهو موجود في اعماق كل انسان.. والاخلاق لها علاقة بالعقل ونابعة
من الايمان والقلب والروح والعاطفة البشرية
فالعقل يحتوي على مبادئ الاخلاق اي يقصد بها الاخلاق الانسانية
التي بالاساس تنبع من الانسان وتتوجه للانسان وغايتها هو الانسان ذاته
اخلاق صعب التلاعب بها ايديولوجياً ونفعياً وتحقيقاً لرغبات واهواء فردية
فهو يتحمل الرهان في ضبط العلاقات الانسانية بين البشر هذه العلاقات
التي طالما تلاعب بها الانسان باسم الاخلاق من اجل غايات واهداف
ومآرب نفعية وبذيئة للبشر

كيف لك ان لا تخترق قانونك..

لا تفعل للاخرين ما لا تريد ان يفعله الاخرون لك ..فتصرف وكأنك
تتعامل مع البشرية كلها ممثلة بشخصك وشخص سواك دائماً
وعامله كانسان كهدف كغايةلا كوسيلة
فلا يجوز لك ولا من حقك ان تستعمل الاخرين لتحقيق مصالح نفعيه ذاتيه
فكل انسان هو غاية بذاته وليس لك الحق في ان تستعمل نفسك
وسيله للحصول على شيء فانت قبل كل شيء قد سرقت نفسك
وسلبت انسانيتك وتعديت على انسانية الاخر

فالتعامل مع الانسان على انه وسيلة اذن
هو خرق للقانون الاخلاقي بداخلك
وهو استغلال للناس بعضها البعض
وهذا فعل لا اخلاقي

قال عليه الصلاة والسلام : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

اي ان شريعة الله تهدف الى تحقيق أخلاقية الإنسان ..

وبهذا المعنى فأن الدين قانون الأخلاق
وعليه فأن القانون غاية الإنسان للحياة بطمأنينه وسلام وحب وعطاء

وهو وسيلة يريدهااا الإنسان العادل ليحقق ثورة الإنسان

على الإنسان وعلى ذات الإنسان

الانسان الذي يعرف الحق ويشدو اليه
فاعرف الحق لتعرف رجاله

انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا