العاهرة
أقبلت سائرةً بخطىً متناغمةً تراتلت أصدائها في جنبات ذاك الشارع من ذاك الحي
والوشاح المزركش ينهمر مطراً مع شلال الشعر المنسدل على الجنبين ليفيض تلالاً وودياناً
ربيعٌ يتمايل بثباتٍ ورزانٍ , وسحرٌ راح يسلب النظر من العيون الهائمة على الرصيف
عيونٌ تطالع أعالي التلال , وعيونٌ تنقب مجاهل الوديان , وعيونٌ احتارت أين تريد الرحيل
ذاك لمح حذائه الممزق , وذاك لم تحمله بطنه الكبيرة على اعتلاء صهوة الجواد , وذاك خائب الرجاء أحمق
استرسلت الإيقاعات صعوداً فصعوداً , فهبوطاً فهبوطاً , إلى أن انجلى السحر عن الحي وتلاشت السمفونية البكماء من الآذان الصماء
عندها تحركت الريح لتنفض الغبار عن السكارى
دخلت الجميلة المنسية دارها تطعم أيتامها الجوعى حلواً انتشلته من مرارة اللعنة
بينما بقيت الرسوم المتحجرة تتهامس في سيرها الفضيل :( تباً لها ... العاهرة ...)
سلمت أناملك ...
..................................****............................................
كن ما شئت .... و لكن كن صادقاً .