خدر خلات بحزاني : (حراميون) علنيون.. ولصوص متخفيون..!!

2012-10-22

في خطوة جريئة لم تخطر على بال مخترع الديمقراطية، ولم تشد انتباه روبن هود، اقدمت مجموعة من الناشطين على تاسيس تجمع (حراميون)..

 انا لا امزح ولا ادعي على احدهم، بل هو تقرير صحفي منشور في وسائل الاعلام العراقية، ويقول الاخوة (الحراميون) انهم يعتزمون "خوض الانتخابات القادمة بدون شعارات رنانة"..
من شعاراتهم "بعيدا عن المصداقية" و "نسرق الجميع لنضمن حياة افضل".. ويطمحون الى الاستيلاء على احدى الوزارات التي تدر اموالا ضخمة "النفط مثلا".. بل ان احد القائمين على التجمع قال "ان شروط الانتماء ستكون ضمن اليات اعتمدت في النظام الداخلي، اهمها ان يكون حريفا في ان يتبنى اقامة مؤسسة خاضعة للرشاوى واهدار المال العام"..!
رغم انني لا اعرف الفرق بين كلمتي لصوص و (حراميون)، ولا يمكنني ان استخدم كلمة لصوص في موضوعي هذا، لانني اخشى ان اقع في جملة من الاخطاء اللغوية عند استخدام مفردة (حراميون) التي قد ارفعها عند النصب او انصبها عند الرفع.. لكن المهم هو "النصب" وتحقيق المكاسب، وعليه ساستخدم كلمة (حراميون) بهذا الشكل، ولتكن دعاية مجانية لهم، فهم في كل الاحوال (حراميون) ولا اطمح بالحصول على شيء منهم.. هذا اذا لم يرفعوا ضدي دعوى قضائية واعتبروا مقالي هذا شتيمة لهم..
لكن هل يجوز للحرامي ان يذهب للشرطة لرفع دعوى قضائية..؟ المسالة معقدة، لكن لا باس نحن في العراق، الذي قد يكون فيه مدير مركز الشرطة ينتمي الى (حراميون) وسيستقبل الدعوى ويرسل مفرزة شرطة الى داري، لكنني سادفع "كم فلس" لقائد المفرزة كي يدعي انهم لم يعثروا عليّ، لانني اعقد ان بعض افراد الشرطة ينتمون الى تجمع حراميون..
سيضطر تجمع حراميون الى نشر شكواهم ضدي في بعض الصحف، وسيدفعوا مبلغا محددا لقاء ذلك، نصفه سيذهب لجيب رئيس التحرير وربعه لجيب المسؤول المالي، والباقي سيذهب لخزينة الجريدة الخاوية..
سيقوم الاف القراء بتقديم معلومات عني لالقاء القبض علي مقابل مبلغ مالي او لانهم منتمون لتجمع حراميون بدون ان يدرون، او ربما انهم كذلك ويتسترون..
ساتصل باحد المسؤولين الحزبيين الذين تربطني به علاقة جيدة، والذي يعرف جيدا انني اغض النظر عن اخطاءه واخطاء جماعته واتجنب الكتابة عنهم لانهم يدعونني لمشاركتهم في بعض الولائم الدسمة، لكن ذلك المسؤول طلب مني مبلغا من المال لتغطية مصاريف تنقلاته ومكالماته واجور المطاعم اثناء لقاءاته بوفد عن تجمع حراميون لاقناعهم بالعدول عن تقديمي للقضاء.. وهنا اكتشفت ان ذلك المسؤول الحزبي ينتمي الى تجمع حراميون رغم انه يتقلد مسؤولية رفيعة في حزب اخر..!!
 اتصل بي احد (الحراميون) وقال "الحكومة تصيد الارنب بالعربانة" فالى متى ستبقى متخفيا؟
 قلت له: الارانب الكثيرة والحكومة باعت كل العربانات..
قال: واين ثمن العربانات؟
قلت له: اكلته البزونة (اي القطة)..
قال: ممتاز.. انت تصلح ان تكون في تجمعنا بل انت خامة رائعة لحرامي مرموق.. سنعفو عنك لقاء اعلان انتماؤك لتجمعنا ذو الاهداف النبيلة والشريفة..
 وهنا تذكرتُ نبيلة عبيد وشريفة فاضل، ولم اتذكر اي لص يحمل اسم نبيل او شريف..
المهم.. حصل اتفاق سري بيننا وانتميت اليهم، شرط ان لا يذكروا ذلك لوسائل الاعلام، ومن جانبي تعهدت بالعمل لخدمتهم اعلاميا بدون ان اكشف انني في تجمع (حراميون) كما ارجو من قراء هذا المقال (او الذين تبقوا معي لحد الان في القراءة) ان لا يكشفوا هذا السر لاحد..
وعندما وصلني المنهاج الداخلي لتجمع حراميون، وقراته جيدا وجدت انهم حراميون جادون ومحترمون ولا يكذبون مثل الاخرين.. ورايت انهم عازمون على سرقة كل ما يقع تحت ايديهم، وسيكون لهم حصة في كل الصفقات و الاستثمارات والمزايدات والمناقصات والمشاريع والبلاليع.
ورغم انهم لم يخصصوا حصة للمواطنين من سرقاتهم المشروعة والمكشوفة، الا انني واثق انهم سيحصلون على نتيجة ممتازة في الانتخابات القادمة بسبب وجود ميول حرامية عند قطاع كبير من المواطنين وميول اكبر عند المسؤولين الذين يؤدون مهمة الحراميون على اكمل وجه..
 لكن لابد ان اعترف ان تجمع حراميون لن يكون "بيضة القبان" في الانتخابات القادمة، وذلك لان احدهم سرق تلك البيضة وباعها لاحدى دول الجوار.

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.