أينما كنتم فعلى الدرب أنتم ...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 5 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

وتمر أيام حملت بين يديها عبير الحنان… إحساس البراءة… لهو الأطفال… حلم الربيع… لحظات لا تكاد تذكرها السنون
وتبقى ذكراها مطوية في كتاب الذكريات يعود إليها صاحبها ليقلب أوراقها حين يوحشه الزمان.. فيفر إليها كالمجنون
لماذا تهرول سعادة النفس على مسرح الأيام لحظات..
أم أنه العقل لا يقدر ما حال السكينة والإطمئنان والحنان الآن.. أو لا يصدقه.. فينشغل بأمر غيره وهو في أحضانه… فلا يعود ليذكره سوى على أنه لحظات… فيعود باكياً على ما فات..
نعم أيها العقل… تسلب القلب نعيم راحته على صدر لحظته الدافىء الحنون
تشغله وتؤرقه بأن هل سيدوم اللقاء والحال والأيام العذاب فلا هو يحياها في لحظتها ولا اللقاء والأحوال والأيام تدوم
نعم أيها العقل… تخشى السعادة تخشى الراحة تخشى الإستسلام للحنين والحنان
طبعك الإنتظار مهما طال وهوايتك البكاء على ما فات والتحسر هرباً من حاضر تراه مجرد آفات
لكنك معجب سري بهذه الآفات
لأن للبؤس والشقاء أهمية وسط غيرك من العقول
فكما يحيا غيرك تريد أن تحيا
يهديك الوجود أشف وأرق النسيمات
فتفكر بالآتي عواصف ورعود تتطاير معها لحظاتك ذكريات
لا أنت تحيا هنا ولا أنت تطول هناك
وبين خيالين تخشى من عذوبة أحدهما وتطارد شبح ثانيهما لم تطل هذا ولا ذاك
وصاحبك الإنسان تتقاذفه أمواج الدنيا بين هذا الشاطىء وذاك
خوفك تسرب لصاحبك فلم يحيا لحظته ولم يأتي غده الذي طال انتظاره
في اضطراب تحيا وصاحبك يحيا
وصاحبك الذي استمع لك وأصغى.. لم ينعم بدفء لحظته وها هو يتراءى له في أفق خياله برد مستقبله
لم يحيا الدفء فأضحى خيالاً وخاف من خيال البرد فأمسى يومه خيالاً
في الخيال طالما الإنسان يحيا العقل فهو في الخيال
في اضطرابٍ لا يعرف راحة ولا نفس مستكينة
في اضطرابٍ لا طال جنة الأرض ولم يفهم جنة السماء
وبين هنا وهناك خلق جحيمه وركن إليه
أغمض عينيه وأسلم نفسه إليه
لكن استسلامه هذا لكن إغماض عينيه كان وسيلة ليدخل نفسه وحده وينظر لعالمه الأكبر
يا لجمال مفارقات الوجود
عالمه الأكبر المفقود … اضطرابه وجحيمه أوصلَه إليه
نعم…
بداية الدرب معاناة وأوهام
وبعدها تستكين الأمور حين يسلم الإنسان ويتوقف عن كل صراع مجنون حين يجد الجدوى قد هربت من الصراع والمحاولات وكل تصرف وفنون
حينها يهدأ داخله فيرى وعندما يرى يفهم وعندما يفهم يعلم وحينما يعلم لن يتكلم
لن يعود أحد من الداخل ليتكلم
لذا فأينا كنتم
في اضطراب … في يأس … في خوف … في معاناة
إنها إشارات اجلسوا واهدؤوا وانظروا إليها وافهموا أينما كنتم فعلى الدرب أنتم