عماد يوسف : حوار مع الناشطة الشبابية و النسائية كريمة رشكو

2012-10-08

حاورها : عماد يوسف

(( الهيمنة الذكورية في الحياة السياسية منعت المرأة الكردية من أن تمارس دورها الفاعل ))
(( إفراغ الشارع الكردي من الشباب يجعل المرأة في حالة من الانعزال والخوف من المجهول ))
كريمة رشكو  من مواليد قامشلو , خريجة كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية ناشطة كردية سياسية و اجتماعية و ثقافية , تكتب قصائد نثرية و مقالات تخص حقوق الكرد في سوريا , تكرس حياتها لقضيتها وشعبها المظلوم ,
تمد يدها لكل من ينادي بحرية سورية وتبقى أبدا مع شباب الثورة لإنهاء الاستبداد و اسقاط نظام بشار الاسد , المشجعة على المصالحة الوطنية أبدا , امرأة تريد ان تصنع للمرأة مكاناً في المجتمع الذكوري بامتياز ..
عضوة في جمعية روني للمرأة الكردية التي ترأسها الأستاذة رجاء رشكو , و مسؤولة مكتب الرقابة في تيار المستقبل سابقا , تعترف بكل جرأة بأنها تلميذة من تلامذة عميد الشهداء مشعل تمو ..
كان لنا معها الحوار التالي .........
 
-  كريمة من أولى الفتيات المشاركات في الثورة السورية و الى الآن
هل لك ان تذكري لنا الصعوبات التي تواجهها المرأة الكردية الثائرة المعارضة للنظام ؟
 
المرأة الكردية شاركت في الثورة في أولى أيام اشعالها ولم تمكث في البيت مكتوفة اليدين
حقيقة واجهتنا مشاكل وصعوبات ذاتها التي واجهت نسوة قبلنا وهي العادات والتقاليد التي تقف أمام مشاركة المرأة في ميادين الحرية مع الرجل , ازدواجية التفكير عند الرجال الممارسو السياسة المشجعون لمشاركة المرأة حبرا على الورق ولكن فعلياً هم أول من يقمعونها , كذلك العائلة التي هي مؤسسة ذكورية ترفض خروج المرأة للمطالبة بحرية شعبها مع الرجل ولكن رغم ذلك لم نتردد يوما بمشاركة الثورة وسنبقى مستمرون حتى اسقاط النظام
 
- الظروف القاسية حكمت على الانسان الكردي بالتهميش و العمل في الظلام و كانت للمرأة الكردية النصيب الأكبر من الظلم و الاجحاف بحقوقها
اليوم و مع نشوء المراكز الثقافية و النسوية .. ما مدى تفاعل المرأة الكردية معها ؟؟
 
نعم , المرأة كانت لها النصيب الاكبر من الظلم ولا تزال
المرأة كانت دائما تحاول الخروج من قوقعة الظلم المرسومة بيد المجتمع الذكوري والآن وبنشوء المراكز الثقافية اظهرت المرأة نشاطها بشكل أقوى واكبر , فكل يوم تقيم الجمعيات النسائية , مثل جمعية روني وشاويشكا وآفرين محاضرات وندوات لرقي المرأة وتشجيعها على إبداء دورها الفعلي في المجتمع
 
–  رأينا المرأة الكردية في أعلى مراكز الريادة و صنع القرار الكردي في المجالس الكردية و هيئاتها ..
هل لك أن تذكري لنا دور المرأة في الحياة السياسية في المجتمع الكردي ..؟
و ما تطلعاتكم المستقبلية في التمثيل النسائي فيها ..؟
 
الحقيقة عكسية فالهيمنة الذكورية في الحياة السياسية منعت المرأة الكردية من ان تمارس دورها الفاعل في الحياة السياسية حيث نلاحظ وخلال عشرات السنين من الحياة السياسية وبلوغ الاحزاب الكردية العشرين حزباً أنه لم تكن للمرأة الكردية أي حالة في قيادة أي هرمية موجودة كما حرمت من إعطاء أي دور فاعل في المجلس الوطني الكردي لكننا نلاحظ أن المرأة في منظومات مجتمع غربي كوردستان نالت قسطاً لا بأس به من المساواة مع الرجل
أن ما نصبو اليه و بوحي ايماننا الصادق بالمرأة الكردية و ما تمتلكه من قدرات أن تكون إلى جانب الرجل في الحياة السياسية و أن تعطى حق القيادة بحيث لا تقل نسبة مشاركتها عن النصف شريكة مع الرجل في كل شيء
 
 
–  دائماً كان ينظر الى مجتمعنا أنه مجتمع ذكوري يهضم للمرأة حقوقها و إنسانيتها , و اليوم مع أولى بوادر فجر الحرية و إنشاء الجمعيات النسائية كجمعية روني للمرأة الكردية التي تنشطين فيها ..
كيف ترين دور المرأة الكردية في المجتمع .. ؟
و إلى أي مدى استقلت بشخصيتها و عملها و قرارها ..؟
 
المرأة ما زالت تناضل لتنال قسطاً من حقها المهضوم في آتون هيمنة الذكر , حاولت وبكل جهد ان تسهم في الحراك الثوري والشبابي و السياسي لكنها ما زالت تواجه العراقيل وليس الذكر دائما صاحب الهيمنة ومحاولة السيطرة فأحيانا تتحول بعض النساء الى أداة طيعة بيد الذكر تسانده في سيطرته
 
– لظاهرة النزوح الكبيرة من الشباب الكردي إلى إقليم كردستان تأثير خطير على مجتمعنا ..
فما تأثير ذلك على المرأة و الفتاة الكردية ..؟
 
ظاهرة النزوح ظاهرة خطرة على المجتمع بأكمله ويأخذ طابعا خاصا على المرأة والفتاة الكردية ... ظاهرة العنوسة تتفاقم نتيجة هذا الوباء الخطير الذي يحل بنا وأيضا إفراغ الشارع الكردي من الشباب يجعل المرأة في حالة من الانعزال والخوف من المجهول المظلم القادم
 
– كريمة رشكو من بين مجموعة من الشباب و الصبايا الكرد الذين دأبوا على تعليم اللغة الكردية في مختلف المراكز الثقافية و المكاتب الحزبية بعد حرماننا من تعليمها لعقود من الزمن ..
فما هي الصعوبات التي تواجهكم .. و ما مدى تفاعل الناس معها ؟
 
بعد عقود من الحرمان لتدريس اللغة الكردية لابد أن تواجهنا الكثير من المشاكل وخاصة في ظل عدم وجود كادر أكاديمي للغة الكردية وعدم وجود مراجع معدة بطريقة علمية ومنهجية فضلا أن المناهج القادمة من الأجزاء الاخرى لكوردستان لا تتوافق بصورة كاملة معنا والإقبال الجماهيري غزير كون شعبنا متعطش للغته الأم وخاصة الفئة الشبابية وهي الأهم
 
– قيل : في كل دول العالم تعاني المرأة اكثر من الرجل ..بنسب متباينة من الشمال الى الجنوب
الا في سوريا ..فهم متساويين في المعاناة ..
هل لك أن توضحي لنا كيف وحدت الثورة الفجوة القائمة بين الرجل و المرأة من خلال اشتراكهما في المعاناة ..؟
 
نعم لقد وحدت الثورة المعاناة بين الجنسين فانعدمت الهيمنىة الذكورية , لاقت المرأة السجون و التعذيب والقتل والتصفية والاغتصاب و كانت شريكة للرجل تناضل معه و تشاركه التظاهر
 
–  ما هي تصوراتكم لسورية المستقبل .. و دور المرأة السورية و الكردية في بنائه ..
 
دولة مؤسسات حقيقية تكون حقوق المواطنة كاملة و تضمن الحقوق الكاملة دستوريا لكافة الاطياف والقوميات والاجناس
وتتمتع المرأة بكامل حقوقها الى جانب الرجل,وتكون للمرأة السورية عامة والكردية خاصة دورٌ رائد في النهوض بالمجتمع وتعميق دور مؤسسات المجتمع المدني فيه .....
 
نشر الحوار في العدد الخامس من جريدة بينوسا نو التي تصدرها رابطة الكتاب و الصحفيين الكرد في سوريا
 
كريمة رشكو