فارس محمد : يومياتي مع الأبواق سيكولوجيا المؤيد

2012-09-11

بحكم عملي فإني أقضي وقتا" لا بأس به مع أشخاص من زمرة  أولئك المؤيدين لنظام الحكم الحالي أو من الموالين له , الكثير منا ينظر إلى تلك الفئة نظرة إحتقار أو حقد إلا إنني أنظر إليهم نظرة إشفاق لما أجد من سذاجتهم أو جهلهم أو عدم فهمهم للأمور

كما يجب أو لأمور أخرى تتعلق بالتي أوصلتهم إلى أن يؤيدو نظام نافس وتفوق بوحشيته وهمجيته وطغيانه جميع الأنظمة الظالمة على مر العصور , فالمسألة باتت أكبر من التأييد أو الموالاة بل غدت مسألة تعدي على الانسانية الموجودة داخل كل إنسان .

إن عملية التأييد لم تكن ولادة زمن قريب بل هي من عمر هذا النظام الفاسد الذي حكم منذ أربعة عقود  والذي قام بعملية تشريط كبيرة  مورست على شعب كامل لعدة عقود والسلوك الشرطي هي عملية تدريب مقصودة تمارس على الإنسان بغية قولبته في إتجاه معين من خلال غرس تصرفات وتوجهات مفصلة وتحريم أخرى , وكذلك غرس نظرة معينة  للشخص عن نفسه وعن العالم تترسخ تلك النظرة عنده حتى تصبح طبيعية .

وهناك أمر آخر وهي عملية إسمها التماهي بالمعتدي فاللإنسان العديد من الأساليب عندما يكون مقهورا" أو مغلوبا" على أمره وهذا ينطبق على الشعب السوري فهو من الشعوب المقهورة منذ تولي هذا النظام لزمام السلطة فعندما يكون الإنسان مقهورا" فإنه يلجأ إلىجملة من الأساليب الدفاعية ومنها التماهي بالمعتدي وهي آلية يلجأ الإنسان إليها وهي التقرب من المعتدي في بادئ الأمر ومن ثم الذوبان فيه وبذلك يمكنه هذا الشئ الإبتعاد عن جماعته والتقرب من المعتدي بحيث يصبح هو المعتدي يفكر تفكيره ويستعمل نفس أدواته وهذه الآلية يستعملها الأطفال أيضا" فالطفل الذي يخشى اللص يلعب دور اللص محاولا" بث الرعب في نفس الطفل الأصغر وبذلك يسيطر على خوفه .

أما لماذا لا يتأثر المؤيد بكل هذه المشاهد من القتل اليومي ولماذا لا يتعاطف مع الضحية ولا تحركه قيمه وإنسانيته فيتعلق الأم بالنظرة التي ينظر بها وهي التشيئ وهي تبخيس قيمة الإنسان إلى أن يتحول إلى شئ فيحل محل الإعتراف بإنسانيته إنهيار لقيمه وبالتالي فقدان هذه الإنسانية ويتحول الآخر في هذه الحالة إلى مجرد أداة أو رمز يفقد خصوصيته أو إستقلاليته كليا" ويفقد إنسانيته فيتحول إلى رمز الشر الذي يجب إبادته .

هناك أمر آخر وهي عملية الإستبرار أو الشرعنة ومن خلال الإستبرار يقوم بتبرير عدوان المعتدي على المعتدى عليه من خلال تأثيم ووضع اللوم على المعتدى عليه وتحميله مسؤولية المأزق الذاتي عندها يصبح هو المذنب وهو مصدر الخطر والتهديد ومصدر العلة .

في النهاية ما أريد قوله أنها مسألة أيام أو أشهر من عمر هذا النظام المتهالك الساقط لا محالة ، فالذي نحن بحاجته هو العودة إلى العقل والمنطق وعدم الإنجرار إلى الإنتقام والقتل وتصفية الحسابات وكما يقول المثل ليس من الحكمة أن  تعض كلبا" قام بعضك .يأأااااااا