محاضرة للدكتور فاروق اسماعيل : اهتمامنا بالتاريخ ليس للمفاخرة, وبيان الأعرق والأفضل

في محاضرة للدكتور فاروق إسماعيل عن آثار تل ليلان بمدينة تربه سبي, عرف د. فاروق جمعية سوبارتو التي تعني بالتاريخ والتراث الكُردي, فهي حسب ما جاء في كلام الدكتور إنها جمعية ثقافية تأسست, لتلعب بدوره مدني في هذه المرحلة التي تمر بها بلدنا سوريا, فالتمادي في استخدام العنف, والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري, لتصل أعداد الشهداء إلى الآلاف.

هنا ننحني إجلالاً لتضحياتهم من أجل سورية المستقبل.
تابع الدكتور حديثه معتذراً من الحضور, ليخرج ويتحدث عن الآثار, والثورة لا تزال مستمرة, فالثورة برأيي الدكتور هي ساحةُ فعلٍ من سلوك ومعرفة وثقافة, وعلى الكُرد التمسك بالثورة, فمسألة التمازج العرقي لم يكن يوماً مشكلة ومدعاة للخلاف والاقتتال, فمصالح الحكام كانت ولا تزال تثير النزاعات والحروب.
بدأ الدكتور بالحديث عن تل ليلان التابع لمدينة تربه سبي, بحضور المثقفين والمهتمين بالشأن التاريخي, إضافةً لأهل قرية ليلان؛ حيث اكتظت القاعة بالحضور, والمحاضرة هي أولى المحاضرات الثقافية في تربه سبي.
قسم د. فاروق تاريخ التل الأثري للقرية إلى ثلاثة مراحل متحدثاً عن تفاصيل تلك المراحل وحكامها والشعوب التي استوطنت فيها:
-    ليلان3 (3300-2700 ق.م)
         (2700- ق.م2500)
-    ليلان2 (2500- 1900ق.م)
-    ليلان1 (1900- 1726 ق.م), وهذه المرحلة كانت تنتمي إليها معظم المكتشفات, وازداد فيها الاستيطان.
تحدث المحاضر عن المكتشفات التي عثر عليها من قبل البعثات الثرية, بالتنقيب الدقيق والمجهد, وقد عمل الدكتور مع تلك البعثات الأثرية في موقع تل ليلان, وعرض تلك المكتشفات على الشاشة للحضور من الرسائل والفخاريات والمقابر والتماثيل والمخططات المتعلقة بالموقع, وأشار إلى أن التنقيب الأثري يحتاج إلى كافة الاختصاصات من علماء البيئة والجيولوجيين ومختصي اللغات.
وانهى محاضرته بتقديم جزيل شكره للمجلس الاجتماعي الكُردي في تربه سبي, هذا المجلس الذي يقوم بعمل متميز, آملاً الاستمرار في نشاطاته الاجتماعية لتقديم حاجات أهل تربه سبي, كما أخص المجلس بتكرار الشكر على مشاركته في التحضير لهذه المحاضرة. ومن ثم عرض فيلماً وثائقياً بعنوان بيت الأجانب للبعثة الأثرية.
في نهاية المحاضرة, استفسر الحضور عن بعض ما صُعب على الفهم, وكذلك الاستفسار عن بعض الأمور التاريخية وأصول بعض الأسلاف, ليؤكد الدكتور في إجابته على عدم البحث في مسائل الأفضل شعب أو الأعرق وما شابه, بل علينا أن نقر بأننا كُرد سوريين, وبالنسبة لأخوتنا في الأجزاء الأخرى فإننا نفرح لأفراحهم ونحزن لمصائبهم, لكننا كُرد سوريين, يفترض أن نبحث عن التعايش المشترك بهذا الفسيفساء الجميل من الأعراق والأديان.
-    مكتب قامشلو لـ اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين.
تربه سبي 28-8-2012.