فارس محمد : رسالة إلى المرأة الكوردستانية (أين تعيشين )؟

2012-08-14

تعيشين في مجتمع تقل فيه الأحاسيس يجبرك يجبرك على أن تقضي كل عمرك عددا" مكملا"فحسب عددا"مجهول الملامح ليس له أي خصوصية. تم تربيتك على إنه يفترض بك أن تكوني أو تفعلي لا أن تقرري وتختاري .

تم تلقينك دورا" تؤديه على مسرح الحياة وأعطاؤك مخطوطا" هذا المخطوط هو كل ما ستقولينه أو ما تفعلينه على المسرح وعليك أنت كما كل الممثلين الإلتزام بالمخطوط حتى ينجح العمل ككل لا يوجد إبتكار أو أية اجتهادات شخصية لإنك إن قمت بشئ مختلف سينتفض عليكي بقية الممثلين من حولك . تم برمجتك لكل أولئك الذين شكل حياتك والداك اللذن ربياك على أن تكافئي على إطاعتك للسلطة لها .إخوتك وأصدقائك الذين علموك لعبة التماهي بالمعتدي وأصحاب عملك الذين قامو بتبخيس دائم لجهدك وأعطاؤك أدوار" صغيرة إطلاقا" من إعتقاد ضمني بالدونية المهنية لديك وكل تلك القوانين والتشريعات التي جعلت منك إنسانة من الدرجة الثانية ووسائل الإعلام الذين جعلو منك صورة على ظهر علكة . أنت لطالما كنت العدو الأكبر لنفسك أنت التي إنكرت كل أمور شخصيتك مواهبك ومهاراتك وقدراتك وإهتماماتك وأفكارك وحكمتك المتفردة قمت بكبت كل تلك الأمور ووعارضت ظهورها على السطح لكي تعيشي متناغمة مع مجموعتك ولكي لا يعارضك أحد. رضيت العيش مكبلة بمجموعة سلاسل ملتفة حول رسغك وحول عنقك . ولكن من جهة أخرى أصبحت تعيشين في حيز الراحة تشعرين بأن حياتك آمنة لا يوجد خوف ولا تهديد ولا قلق إستقرار تام مسير للحياة على وتيرة ثابتة ومتوقعة أصبح شغفك بشئ واحد تدبير أمورك دون مشاكل ولكن الأهم من كل هذا هل سألت نفسك يوما" لمن تعيشين لنفسك أم لغيرك ؟ فهل أنت راضية عن أدائك أم تنتظرين تصفيق جمهورك . فهل عرفت أين تعيشين؟