فارس محمد : الكورد وبعبع الإسلاميين

2012-08-07

نصف قرن وشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعيش الظلم والفقر والحروب والكوارث تحت رحمة أنظمة إستلمت سدة الحكم بقوة السلاح وقوة العسكر وحافظت على بقائها بإرهاب رجل الأمن هذه الأنظمة التي خلقت أعداء من العدم لتحافظ على بقائها ولتصادر هموم مواطنيها إلى الخارج ومنها ما حكم بإسم القومية ومنها ما حكم بإسم العلمانية حتى كرهت شعوبها بقوميتها وبالشعارات التي رفعتها

فشعوب الشرق الأوسط شعوب توجهها إسلامي ولو تركت على حريتها أو أجريت فيها شبه إنتخابات لوجدنا هذه الدول تتحول إلى دول ذات أنظمة إسلامية ففي تركيا مثلا ثلاثينات القرن الماضي وكلما أجريت إنتخابات نجد إن كفة الإسلاميين قد رجحت ثم يأتي العسكر فيقومون بإنقلابهم وينصبون حكومة علمانية وتتكرر الحالة في كل عقد او عقدين مر الشعب يختار الإسلاميين أما العسكر والغرب فيختارون العلمانية وفي الدول العربية أيضا نجد نفس الشئ فلو أجريت إنتخابات منذ خمسين عاما لوجدنا ما نجده اليوم أو لو أن هذه الأنظمة تعرضت لضغوطات من الغرب لوجدنا المشهد مختلفا وأحيانا حاولت أمريكا أن تسوق للديمقراطية في الدول العربية لكنها عرفت فيما بعد أنها تقوم بشئ معاكس لمصالحها فبعد حرب العراق قامت أمريكا بضغط لا بأس به على الأنظمة الدكتاتورية وعندما وجدت إن ولكن هذا الوضع لم يدم طويلا ليعلن البوعزيزي ظهور حقبة جديدة في تونس ثم ليعلن شباب ساحة التغيير في مصر إصرارهم على إسقاط الدكتاتور وليمتد إلى اليمن وليبيا ثم لتعلن في سوريا ثورة الحرية والكرامة وبما إنه الثورة السورية شهدت فوز الإسلاميين في الانتخابات واستلامهم للحكم في مصر وتونس حاول النظام في سوريا أن يهول من خطر مجيء الإسلاميين ووصوله للسلطة وإنها ستكون الكارثة على الأقليات والطوائف وهذا ما رأيناه منذ بداية الثورة عبر كل منابر النظام الإعلامية حتى وصل الأمر معهم لأن يضغطوا على المسيحيين لإيصال تلك الرسالة للفاتيكان وأوربا عموما ولكن رياح التغيير تأبى إلا أن تكمل طريقها . وعندنا نحن الكورد نجد الكثير من مثقفينا وسياسيينا يجد مصيرنا مجهولا مع الحكام الجدد لسوريا وهناك من يتفق مع النظام في مسألة الخوف من الإسلاميين ويغني أنشودته والبعض الآخر يتطرف في هذا المجال ليعادي هذا وذاك قبل أن نجد خيرهم من شرهم حتى وصل البعض إلى قناعة إلى أن الكثير ممن يروج لهذه الفكرة إنه يقوم بخدمة النظام بقصد أو بغير قصد وفي أوساط المعارضة نجد أن التيار الآخر أي العلمانيين لم نرى منهم اعترافا بحقوقنا أو تفهما لعدالة قضيتنا بينما رأينا من الإسلاميين في مؤتمراتهم الشئ الذي لم يتوقعه الكثيرون منا . نقول لكل أولئك الذين يعادون القادم دون أن يروه فتاريخيا هناك الكثير من الأمثلة على عدم صوابية رأيهم ففي العهد الإسلامي قامت أكثر من ثلاثين إمارة كردية بعضها حكم ذاتي وبعضها شبه مستقل والبعض الآخر مستقل تماما وفي عهد العهد الإسلامي سميت كوردستان بكوردستان وفي جميع أطوار الإسلام حتى في عهد الدولة العثمانية كانت هناك إدارة ذاتية عن طريق القبائل التي كانت تحكم نفسها بنفسها مع التبعية للمركز وقد يكون إعتناق الكورد للإسلام سببا لحمايتهم والحفاظ على وجودهم في ظل كل ما تعرضت لها المنطقة من أحداث . ولكل حقبة زمنية شئ خاص بها فالحقبة الماضية كانت للقومية والقومجيين أما الحقبة القادمة فهي للإسلاميين بجدارة ليس بقوة السلاح إنما بقوة الشعب وصناديق الإقتراع ومهما كان وضعنا سيئا في ظل حكم الأحزاب إسلامية لن يكون أكثر سوؤا في ظل حكم بعث حافظ الأسد وصدام حسين
ا