فارس محمد : مابين تل كوجر واليعربية

تل كوجر هي تاريخيا هي من المناطق الكردية وهي إداريا ناحية تقع على الحدود السورية العراقية محاذية لبلدة ربيعة وهي من المناطق المتنازع عليها التابعة لموصل
وتل كوجر من المناطق الحيوية حيث تحوي على البوابة الحدودية مع العراق وقبل سنتين تم إنشاء سوق حرة فيها

تم تعريب تل كوجر على أيدي البعث كما كل المناطق الكردية وتسميتها اليعربية وكانت تل كوجر عبارة عن مراعي للقبائل الكوردية ’الكوجر’ يقصدونها في الشتاء بعد عودتهم من مناطق الزوزان الباردة في الشتاء ثم سكنوها بشكل دائمي بعد إن إستقر قسم من الكوجر وتركهم حياة الرعي وحتى الآن محطة القطار الفرنسية المنشأ تحمل إسم تل كوجر وسكان البلدة القديمون أو الأصليون هم من الكورد يقطنون وسطها
وتل كوجر تقع هي الحد الفاصل مابين مناطق الكورد والشمر وفي خمسينيات القرن الماضي لم يكن هناك في تل كوجر سكان غير الكورد وبعض العائلات المسيحية وفيما بعد توافد عليها الشمر نتيجة الهجرة الطبيعية من الريف الى المدينة ثم بعد ذلك الشرابيين والجوالة وبقية القبائل العربية
في الوقت الحالي البلدة يقطنها الكورد والعرب
اما من ناحية التعايش فتل كوجر تمتاز بالتعايش السلمي بين العرب والكورد
وسياسيا بالنسبة للوقت الراهن الكورد والشمر متفقون على معارضة النظام وبشكل علني عبر المظاهرات والإحتجاجات وكذلك قيلة المعامرة أيضا
أما بقية القبائل العربية الأخرى من طي أو جوالة فأما مع النظام وأما معارضة صامتة
ما حدث في يوم السبت الماضي عندما جاء خبر تحرير كل المناطق الكردية من الامن ومن أجهزة الدولة وصل الخبر إلى تل كوجر فهب إخواننا الشمر مع الكورد على مفارز الأمن الثلاثة أمن الدولة والامن العسكري والأمن السياسي
وقد إستسلم رجال الامن دون أية مقاومة ولاذو بالفرار
وفي مستودع الامن العسكري تم الإستلاء على ما يقارب المئتي وبعضهم قال الف بندقية كلاشينكوف
وتم الهجوم بعدها على المعبر الحدودي بين سوريا والعراق وأعلن الشمر والثوار الكورد سيطرتهم عليه بعد طرد كل موظفي الدولة فيه
ثم خرجت القنوات الفضائية لتعلن خبر إستيلاء الجيش الحر على معبر تل كوجر الحدودي
علما انه لم يكن للجيش الحر أي عمل فيها
بعد ذلك خرج اللصوص والمرتزقة ليقومو بهماجمة كل دوائر الدولة في تل كوجر بمشهد شبيه لما حدث في بغداد أبان سقوطها حيث تم سرقة أغلب محتويات الدوائر في تل كوجر حتى الاساس تمت سرقته ويقول بعض الاهالي أن سيارات اللصوص كانت تنقل السماد حتى وقت متأخر من الليل حيث تم إفراغه بشكل كامل
وفي ذلك اليوم قتل أحد المواطنين ممن هاجمو المعبر الحدودي بغرض السرقةيقال إنه قتل برصاص قادم من الجانب العراقي
الخطأ الذي إرتكبه إخواننا الثوار هو إنهم لم يقومو بعمل تخطيطي مسبق ولم يضبطو شارع اللصوص ولم يقمومو بتعيين حراس على منشآت الدولة مما أعطى فرصة لضعاف النفوس أو شبيحة النظام لتستغل الموقف
بعكس ما حدث في كل المدن الكردية الذين أولو مسألة حماية المشآت الإهتمام الكافي
وفي صبيحة يوم الاحد في تمام الساعة الخامسة قدمت طائرة هليكوبتر وكان ذلك إنذارا بقدوم الجيش مما أدى بالثوار للإنسحاب من المدينة مع عائلاتهم قبل وصول الجيش وفي حوالي الساعة 7صباحا إقتحم الجيش البلدة مدعوما بحوالي الخمسمئة عسكري مدعوما بالمدافع والرشاشات وكان الجيش يحمل قوائم مكتوبة باسماء الثوار وقامو بتمشيط البلدة بحثا عن مبتغاهم وفي تمام الساعة 11أعلنو تحريرها من ايدي الثوار
هذا كل ما حدث في تلك البلدة أما لماذا لم يقتحم الجيش المدن الكردية التي حدثت فيها الأمر المماثل فالنظام له حساباته
في النهاية أريد أن أنوه بأن الثوار الكورد لم يكونو تابعين لا للمجلس الوطني الكردي ولا للجان الحماية الشعبية في غرب كردستان