النظام السوري يستخدم المروحيات لقصف الأحياء الثائرة في العاصمة .. و تزايد الانشقاقات العسكرية

2012-07-20

صعدت قوات الأمن السورية من وتيرة عملياتها العسكرية في العاصمة السورية دمشق، غداة عملية التفجير التي استهدفت عددا من كبار القادة الأمنيين. وفيما استخدم النظام المروحيات والدبابات لقصف الأحياء الثائرة في دمشق، في ظل حركة نزوح كبيرة لأهاليها، قال معارضون إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الأمن النظامية ومنشقين من «الجيش السوري الحر»،

خصوصا في حي الميدان. وذكر مجلس قيادة الثورة في دمشق إن مئات الجنود ومعهم عشر دبابات هاجموا حي الميدان منذ الصباح للسيطرة عليه. وأكد ناشطون سوريون أن اشتباكات اندلعت قرب مقر الحكومة السورية في دمشق بعد عمليات نفذها عناصر «الجيش الحر» ضد نقطة أمنية في حي الإخلاص القريب من مجلس الوزراء ومن حرم جامعة دمشق، وهو ما أكدته شبكة «شام» التي أشارت إلى اشتباكات عنيفة قرب رئاسة مجلس الوزراء في المزة (بستاين) وقرب كفر سوسة.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد السكان قوله إن «قناصة من الجيش انتشروا على أسطح المباني في المزة وكفر سوسة بعد أن هاجم مقاتلو المعارضة عربات مصفحة متمركزة قرب مكتب رئيس الوزراء وحاجز طريق أقيم خلال الأيام القليلة الماضية خلف السفارة الإيرانية».

وأكد أحد الناشطين في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن «اشتباكا استمر لدقائق معدودة أمام مركز قيادة الشرطة في دمشق، تمكنت بعدها فرقة (الجيش الحر) من الخروج وهي سالمة». وأشار إلى أن الاشتباك وقع «في شارع خالد بن الوليد في قلب العاصمة دمشق وحيث تتواجد مقرات حكومية وفروع أمنية عدة»، معتبرا أن «الاشتباك يعد بمثابة خرق جديد يسجل للجيش الحر».

وقال: إن «إقفالا عاما شهدته أحياء العاصمة كافة، بالتزامن مع حركة نزوح واسعة، تحديدا من حيي كفر سوسة والمزة، حيث تتواجد مراكز أمنية ورسمية عدة».

وفي حصيلة أولية، قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من مائة شخص قتلوا خلال يوم دام شهدته سوريا أمس تحديدا في دمشق وريفها. وتركزت العمليات العسكرية بشكل خاص في أحياء دمشق الجنوبية والشمالية الشرقية تحديدا، حيث استخدم الجيش النظامي الطائرات لقصف الأحياء، خاصة حيي القابون والست زينب، في ظل انتشار كثيف للقناصة.

وقال ناشطون إن أحياء العسالي والحجر الأسود ونهر عيشة وسبينة تعرضت لهجمات من قوات الأمن والشبيحة أدت إلى عمليات نزوح كبيرة.

وفي تقارير متلاحقة، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن إطلاق نار كثيف من قناصة تواجدوا في حي التضامن، فيما اقتحمت قوات الأمن النظامية حي الحجر الأسود وسط إطلاق نار كثيف من محاور عدة وقصف عنيف بالهاون. وفي القابون، دمر الطيران عشرات المنازل، فيما انسحب الفريق الطبي المتواجد داخل الحي بسبب نقص المواد الطبية وسط الحصار الخانق وعدم قدرة الأهالي على النزوح من شدة القصف.

وفي المزة، طال رصاص قوات الأمن طلاب المدينة الجامعية داخل وحداتهم، ما أدى إلى حالة من الذعر والرعب الشديدين بسبب الرصاص الذي اخترق نوافذ الغرف. كما تعرض الحي لقصف مروحي عنيف في حي المزة.

وفي حي السيدة زينب، جدد القصف أمس من الطيران المروحي على الأبنية السكنية، في موازاة سقوط عدد كبير من الجرحى جراء قصف عنيف على الحي، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي.

وفي ريف دمشق، واصلت قوات الأمن عملياتها العسكرية بشكل كثيف، مستهدفة مدنا وبلدات عدة، تحديدا في حرستا وعربين وعين ترما وزملكا مضايا والزبداني، حيث تم قصفها بمدافع الهاون والطيران. كما وقعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجيش الحر لا سيما في كفربطنا، حيث أفيد عن انشقاق 15 عنصرا من قوى الأمن الداخلي من مخفر كفربطنا انضموا للجيش السوري الحر. وفي الضمير، وقعت اشتباكات عنيفة قرب حاجز الحي الغربي. وطال قصف مدفعي عنيف بلدة المليحة، فيما سقط عدد كبير من القتلى والجرحى جراء القصف العنيف على المدينة، وعدم قدرة الأهالي على إسعاف الجرحى وسحب الجثث. وقال أحد الناشطين في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن «مواجهات عنيفة دارت بين الجيش الحر والجيش النظامي، بعد انشقاق حواجز عدة في المدينة».

وفي السبينة، حلق الطيران الاستطلاعي في سماء المدينة لكشف مواقع الجيش الحر، في ظل حركة نزوح كبيرة بسبب تخوف الأهالي من قصف المدينة.

من جهة أخرى، أكدت لجان التنسيق أن «انشقاقات عدة وواسعة تمت في مناطق سورية عدة بعد إعلان مقتل القيادات الأمنية، حيث أعلن انشقاق حواجز بأكملها بضباطها وجنودها وسلاحها في دمشق وريفها وحلب وحماه وإدلب وفي مدن وبلدات كفر زيتا والطيبة ومورك في حماه، إضافة إلى انشقاق ضخم في كفر روما وجبل الزاوية بإدلب». وقال ناشطون إن أكثر من 100 عسكري نظامي فروا من حواجز مختلفة في مدينة حمص.