عماد يوسف : العنف يمتد في فراغنا

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

لا شك أن حكم النظام السوري بدأ يتقلص شيئا ً فشيئاً في السيطرة على الوضع العام في البلاد و لم يعد الانفلات الأمني
و التنظيمي مقتصراً على المناطق الساخنة عسكريا ً , بل تعدى ذلك إلى كافة المناطق و المدن و المحافظات بما في ذلك
المناطق البعيدة نسبيا ً عن سلطة الجيش الأسدي منه و الحر كما في مناطقنا الكردية التي كثرت فيها في الآونة الأخيرة
عمليات القتل و الخطف و السرقة والمداهمات المسلحة في ظل فوضى عارمة أدخلت الخوف و الرهبة في قلوب السكان
ففي ظل التعنت الروسي الصيني الايراني الشيعي و استماتتهم في الدفاع عن حليفهم القاتل المأجور تستمر كتائب الاسد
و شبيحته في قصف المدن و احداث المجازر المروعة في حمص و حماه و إدلب و درعا و اللاذقية .....

أما في المناطق الكردية فإن للنظام الأسدي أسلوب مغاير في قمع حركة الاحتجاجات المطالبة برحيله و اسقاط نظامه
و ذلك من خلال اعتماد منهج الاغتيال السياسي تارة ً كعمليات الاغتيال التي أودت بحياة بعض القادة الوطنيين في
الحركة الكردية و بعض شباب الحراك الثوري , أو من خلال تهديدات القتل المتكررة التي تصل الى الكتّاب و
الاعلاميين الكرد و أصحاب الأقلام الثورية و ذلك كله بيد جماعات ٍ مجهولة
أو من خلال إثارة الفوضى و الفلتان الأمني و إطلاق يد اللصوصية و العصابات المسلحة للقيام بأعمال السطو
و الخطف و إطلاق النار العشوائي على الأبرياء , و عن ذلك أوضح الاستاذ عبد الواحد علواني قائلا ً :
(( وضع الجزيرة مختلف عن بقية المناطق لذلك تحتاج من الأكراد أن يكونوا في منتهى الوعي , فالسلطة لن تفكر
في اقتحام منطقة الجزيرة لأن هذا يفتح عليها بوابة الجحيم , لكنها ستعمل على حرب عصابات و ميليشيات فلديهم
جماعات وهم فاعلين الآن ... ))

و قد شهدت منطقة آليان _ الواقعة بين ترب سبي و كركي لكي _ تلك المنطقة الكردية الخالصة خلال الأيام الأخيرة
موجة عنف غير طبيعية تمثلت في مداهمات مسلحة و عمليات خطف للأبرياء ثم قتلهم بطريقة وحشية في استغراب
و دهشة الناس كيف أن الجشع يؤدي بالبشر إلى السطو المسلح و القتل للحصول على بعض ٍ من المال
و في ذلك أجاب الأستاذ محمد قاسم عند سؤالنا له عن الهدف مما يجري من أعمال عنف في منطقتنا قائلا ً :
(( الموقف من العنف لا يحتاج إلى رأي .. ففي ظروف انفراط عقد النظام و منهجه في نشر الفوضى كل شيء ٍ ممكن
خاصة ً أن الكثيرين لديهم استعداد ... ))

و لا يختلف اثنان على أن مثيري هذه الفوضى و العنف يخدمون النظام الأسدي _ إن لم يكن هو نفسه فبتوجيه منه –
في سعيه إلى إغراق البلاد بالصراعات و تبادل الاتهامات بين مختلف شرائح المجتمع العرقية و الطائفية و الحزبية
و العشائرية , و لا بد ّ من وقفة ٍ صارمة و موحدة و واعية من عقلاء المجتمع بمختلف تياراتهم - السياسية و الدينية
و العشائرية – تجاه ما يحدث و محاسبة كل من يحاول النيل من استقرارنا و أمننا لبتر وتيرة العنف المتصاعد الذي
يمتد في فراغنا مع انهيار النظام ...

 

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع