الأحزاب و المجالس الكردية و صراع التمثيل في الشارع

2012-04-29

أشعر و غيري من المثقفين الكرد بالأسى و التحسر على الواقع الكردي الذي يزداد تفرقا وتشرذما يوما بعد يوم و جمعة بعد جمعة حيث غدا السباق بين الأحزاب و المجالس المتناحرة جليا ً في إثبات

 
كل ٍ منها قدمها و وجودها في الشارع الكردي المنتفض مستغلة ً
حماسه و رغبته في الخلاص و التحرر أملا ً في غدٍ حر كريم
ملبيا ً كل دعوة للتظاهر ضد الاستبداد و زبانيته غير آبه ٍ بالجهة
الداعية للتظاهر , بل بالهدف الذي خرجت من أجله و تحقيق آماله
في الحرية و الحياة الديمقراطية ......
لكننا و للأسف نقرأ في صفحات الإعلام الكردي عن أخبار تلك
التظاهرات و التي نستشف منها صراعا ً مريرا بين القوى الكردية
التي تبحث عن حجم تمثيلها في الشارع و مدى تلبية الشارع لدعوتها
في التظاهر لتفتخر بين أقرانها بأنها هي من تمتلك الشارع
و تؤثر فيه و بيدها قيادته و زمام أمره ...
و لا شك أن هذه اللعبة السياسية من هذه الأحزاب و المجالس أدت
إلى تفاقم الأزمات و المشاكل الشخصية بين الشباب الكرد أنفسهم
بل أدت بعضها إلى خلافات و مناوشات لا يؤمن عقباها ..
و جاءت مؤتمراتها لتزيد من حجم الهوة بينهم من خلال الإقصاء
و التخوين و الاختلاف على حجم التمثيل
في وقت بحث الجميع عن اسمه و منصبه معللا ً بتاريخ نضاله
و تناسى الجميع أنهم بهذا يخدمون النظام المستبد و يتلاعبون
بمصير شعبهم و ضمان حقوقه ..
و لو رجعنا إلى الوراء قليلا ً أيام كنا نسمع من تلك الأحزاب استياءها
من خروج المظاهرات في منطقتنا بحجة أنهم لا يريدون أن يجعلوا
من شعبنا ( كبش فداء ) نراها اليوم تدعو إلى التظاهر بعد أن رأت
أن العاصفة ستطيح بهم إن ظلوا قابعين تحت مظلة أيديولوجياتهم
القديمة و حججهم الواهية ..
لكنها أبت أن تتخلى عن ماضيها فشكلت المجالس و دعت للمظاهرات
لا لشيء , بل لتحفظ وجودها و تبقي على حظوظها بعد التغيير
كنا نظن أن المظاهرات ستوحد الشارع الكردي إلا أن تدخل المجالس
المختلفة زادت من تفرقتهم لأن كلا ً منها دعت إلى التظاهر في
منطقة مختلفة كي تكتفي بشعاراتها التي يترأسها :
 ((( المجلس ................. يمثلني )) 
و لتحقيق أهدافها في كسب الشارع المنتفض و توجهه لصالحها
نراها بدأت تشن هجوما لاذعا ً للمجلس الوطني السوري و الأعضاء
الكرد المتواجدين فيه ...........
لا شك أن كل هذه الصراعات الجانبية تزيد من تشرذم المعارضة
و هشاشتها بما يخدم النظام و تزيد من المشاكل الفكرية و الاجتماعية
بين أبناء الكرد أنفسهم
و كل الرجاء من الجميع النظر في هذه السياسات بما يخدم الشعب
الكردي و السوري وصولا ً إلى الحرية المنشودة ...