تاريخ الصحافة الكردية

2012-04-22

يعد كل من الأخوين مقداد مدحت بدرخان وعبد الرحمن بدرخان المؤسسين الحقيقيين للصحافة الكردية وكانا رائدين في مجال ايقاظ الشعور القومي لدى الشعب الكردي خلال اواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين حيث يعد مقداد مدحت بدرخان الاب الفعلي للصحافة الكردية فقد كان رائداً في هذا المجال

حين اصدر اواخر القرن التاسع عشر العدد الاول من صحيفة كردستان الاسبوعية من القاهرة، ليضع بذلك اللبنة الاولى للصحافة الكردية التي تواصلت منذ ذلك الحين دون انقطاع رغم كل المحاولات المحمومة التي كانت تحاول وأد تلك التجربة الحضارية التي وضعت الشعب الكردي في مصاف امم المعمورة من حيث مواكبة العصر. وقد استمر مقداد مدحت بدرخان في اصدار جريدة كردستان منذ الـ 24 من نيسان عام 1898 حيث صدر العدد الاول من الجريدة، ثم تولى شقيقه عبد الرحمن بدرخان مهام اصدار الجريدة منذ العدد السادس وحتى العدد 31 ،وبسبب التضييق المستمرعلى الجريدة والعاملين فيها من قبل رجال السلطان عبد الحميد، فقد انتقلت الجريدة من مكان الى مكان متحدية كل اجراءات الحصار والمطاردة ،وقد صدرت الجريدة في كل من القاهرة ولندن وجنيف قبل ان تعود من جديد الى القاهرة . و العدد الاخير صدر في 14 نيسان 1912.ومن يريد الاطلاع على الاعداد الاصليـــة للجريدة يستطيع ان يجدها في بعض المكتبات الكبيرة في لندن وجنيف . ومع ان الجريدة ولدت خارج كردستان لم يسلم صاحبها من الملاحقة ، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد غيابيا من قبل المحاكم العثمانية في الاستانة مع مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة بسبب نشاطه السياسي واصداره لهذه الجريدة . أما ما كان يميز هذه الصحيفة هي أنها كانت تنطق بالكردية "مكتوبة بالأحرف العربية"، فأتت خالية من النواقص حيث كتب على صفحتها الأولى:

1-عنوانها الكامل.

2-صاحبها ومديرها المسؤول بالاسم الكامل والصريح.

3-تاريخ الإصدار وسعر النسخة.

وفي الصفحة الأخيرة اسم المطبعة التي طبعت فيها، و الملفت للنظر هو هذه الجملة التي كانت تكتب في الصفحة الاولى دوما: ((هر جار دو هزار جريدة أزي ريكم كردستاني بي بره، بِدِن خلكي)).

(أي ترسل 2000 نسخة من الجريدة إلى كردستان توزع مجانا على الناس حيث كانت الأعداد ترسل إلى مدينة دمشق ومنها توزع إلى كردستان) و بعد ذلك و في أيار 1932 أسس الأمير جلادت عالي بدرخان مجلة هاوار.

حيث صدر منها( 57) عدد لغاية عام (1942) بما يعادل(808 )صفحات. و بعد ذلك استأنف نشاطه الصحافي بإصدار مجلة شهرية و إخبارية مصورة في 1/4/1942 باسم: رو ناهي حيث أصدر منها( 28 )عدداً لغاية آذار(1945) وبلغ مجموع صفحاتها (584 )صفحة بقياس ((28×20سم وفي نفس الفترة كانت تصدر في بيروت وعلى يد الأمير الدكتور كاميران عالي بدرخان مجلة /روزا نوالأخبارية المصورة باللغتين الكردية والفرنسية،

و كانت تتضمن بعض العواميد الأدبية والثقافية، وجريدة /ستير - Stêr/ التي لم يصدر منها سوى ثلاثة أو أربعة أعداد، وتوقفت مجلات البدرخانيين في سنة 1946 أي عند تسلم الوطنيين السلطة في سوريا، ففي هذه الفترة جمد النشاط الثقافي، وبدأ الشعب الكردي في سوريا بنشاط سياسي تمخض عن قيام أول تنظيم سياسي كردي على يد مجموعة واعية من المثقفين

وهم: حمزة نويران، أوصمان صبري وعبد الحميد درويش، كان ذلك في 14 حزيران من العام 1957 باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وأصدر نشرة باسم "دنكي كرد" باللغة الكردية كانت بمثابة لسان حال هذا التنظيم، صدر منها تسعة أعداد، ثم ما لبثت ونتيجة الظروف السياسية أن تحولت "دنكي كرد" من الكردية إلى اللغة العربية.

لم تكن الحركة الكردية في ذلك الوقت تولي الاهتمام الكافي بمسألة اللغة والثقافة الكردية، لذلك جمد النشاط الثقافي واللغوي، ولم تكن تسمع عن أديب أو شاعر سوى اسم الشاعر جكرخوين الذي ظل يناضل ويكافح ويضحي بكل غال ونفيس في سبيل الكتابة، فكتب بكل عناد رغم كل الظروف التي كانت تقف في وجهه، حيث استطاع جكرخوين ورفاقه في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إصدار مجلة كردية سموها: كلستان - GULISTAN : يديرها الشاعر جكرخوين، والمسؤول عنها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ولأنها لم تكن مرخصة فقد كانت العناصر الحزبية توزعها سرا نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها الحركة الكردية. صدر العدد الأول منها في نيسان عام 1968، وكانت في البداية على ورق كبير عادي من قياس 32×20، وفي الأعداد الثلاثة الأخيرة صغر شكل المجلة فأصبحت بقياس 20×14 صدر منها 28 عددا حتى نهاية القرن،

وإنما بفترات متقطعة تبعا لنشاط الحزب .ثم جاءت بعدها مجلة كلاويز ، والتي صدر العدد الأول منها أيار عام (1979 ) و قد تعرضت فيما بعد إلى عدد من الانشقاقات تبعا للانشقاقات التي كانت تحدث للجهة المصدرة لها حتى أصبح لدينا في وقتٍ من الأوقات ثلاث مجلات باسم كلاويزGelawêj ،و كذلك صدرت مجلة ستير التي بدأت بمبادرة من الأستاذين رزو أوسي و زاغروس حاجو في آذار1989 و التي كانت تحاول بشكلٍ جاد أن تجعل من نفسها مشروعاً ثقافياً أدبياً من خلال حفظ و تدوين الفلكلور الكردي، و تعليم اللغة الكردية، لكنها تعرضت إلى انشقاق عام (1991) عند العدد (20)، و بعدها صدرت مجلتان باسم ستيرفي العدد (21) و لكن فيما بعد جاءت بعض الخطوات الوحدوية التي اندمجت على أثرها مجلتان من Gelawêj في مجلة واحدة و بنفس الاسم، و بعدها جاءت الخطوة الوحدوية الثانية و ذلك بتوحيد ثلاث مجلات هي : RÊ و مجلة GELAWÊJ الموحدة سابقة الذكر ومجلة ستير، لتصدر باسم جديد وحلة جديدة بالتالي الا وهي: PIRS التي يمكن اعتبارها نواةً لمشروعٍ ثقافيٍّ أدبيٍّ باللغة الكردية .

 

بعدها جاءت مجلة بهار التي أصدرها التحالف الديمقراطي الكردي في سورية عام 1994واستمر صدورها بشكلٍ متقطع إلى أن جاء قرار التحالف بتوحيد المجلات الصادرة باللغة الكردية و دمجها في مجلة بهار، و كان ذلك القرار خطوة إيجابية على الصعيد النظري، و لكن الواقع العملي أوحى بعكس ذلك حيث لم يصدر من بهار بعد ذلك القرار سوى عددين وتوقفت بعدها.. اما الان وعلى الرغم من أجهزة الطباعة والنشر المتوفرة محلياً مثل) الكمبيوتروالاانترنيت

( فقد تقلص نشاطنا الثقافي ذاك كثيرا . دنك Deng ) ) وبرس(pirs) وزين (Jîn) و آسو (Aso ) و هفند Hevind - ) ).

وما تبقى منها فقد حجب من أمدٍ، والى أمدٍ غير معلوم .

أما حال القاريء بالكردية فليس بأفضل من حال المقروء .