قانون الدعاء...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

الدعاء موجود وحاضر في كثير من الأديان.. تتوجه الناس من خلاله إلى الله مصدر كل شيء أو إلى ملاك أو مرشد روحي أو أي قوى عليا.. طالبين العون والمساعدة والإرشاد... إن الدعاء في عمق جوهره وأصفى صوره هو تركيز على إحساس نؤمن به ونصدقه ونشعر بتوق نحوه فتنشد أرواحنا غايته.. إحساس نؤمن به فنطلق له العنان كالعصفور من بين أيدينا حتى يحلق ويسافر في أرجاء الكون يدور ويدور باحثاً عن احتضان ما آمنا به وصدقناه.. فيعود لنا جالباً إياه سواء أكان شفاء أو مساعدة أو إرشاد أو مجرد شكر وامتنان.. والشكر والإمتنان هما قمة أشكال السمو في الدعاء أو الصلاة. هذا هو علم قانون الجذب رغم أني لا أحفز هذا العنوان نتيجة سوء استخدامه من قبل معلمي العهد الجديد وأصحاب الكتب التافهة من نوعية كيف تصبح فاحش الثراء وكيف تجمع الأصدقاء.. إلخ... الأمر ليس كما تم تصويره.. إنما قانون الجذب هو اللغة التي يهديك إياها الكون حيث تخاطب لغة كيانك.. ما يبثه كيانك من طاقة وذبذبات ترتحل لتبحث عن طاقات وذبذبات ملائمة لها شبيهة بها.. فيهديها لك تجارب تختبرها أو مواقف تشهد عليها. الموضوع ليس موضوع فكر.. فالفكر واعي ولاواعي واللاواعي يساوي الواعي بمئات المرات... الموضوع موضوع كلية ذبذبات وعيك ولاوعيك (تطهير لاوعيك مهم حتى تشف ذبذباتك وتنساب طاقاتك في الكون دون أن يعيقها ظلام لاوعيك).. وكلية ذبذبات إحساسك وشعورك وخوفك وألمك ومعاناتك وأحلامك ونواياك.. والأهم من كل هذا: ما تصدقه أنت وتؤمن به وتعتقد في قرارة نفسك بأنه سيحدث... كل هذا يرسم ملامح هالتك وهالتك اختصار لكل ما سبق ذكره. هالتك هي من يبث ذبذبات وطاقة ترتحل لتبحث عن مثيلها.
 
وحين ننظر للدعاء عن قرب نجد أنه عبارة عن كلمات نبوح بها.. كلمات يدور معناها وفحواها في فكرنا.. كلمات تعبر عن أحوال نريدها ونرغب بها.. فنطلقها وإحساسنا بها ومشاعرنا اتجاهها هي كرفيقها يحملها ويداريها ويعطيها وزناً.. متى يدعو الناس.. البعض يدعو حين يكون في حال خوف أو ذعر واضطراب.. في حال تسيطر عليه المشاعر والعواطف السيئة المحبِطة فيشعر بالحاجة للتنفيس والتعبير. والبعض يدعو بدافع توق شديد لتحقيق رغبة موجودة في أعماقه يصبو إليها. وفي كلا الحالتين نجد مشاعر وأحاسيس وأفكار وكلمات مركزة على هدف واحد بطريقة مباشرة.. فيتم شحن هذا الهدف بكثير من الطاقة التي تولَد بدافع المشاعر الموجهة اتجاهه.. فالمشاعر المؤمنة بالهدف تشحنه بكثير من الطاقة... من هنا يتحول من يدعو لمغناطيس يجذب إليه ما يبثه قوياً محملاً بطاقة يوجهها كيانه نحوه.
 
وهنا علينا أن نفرق بين شيئين مهمين: عملية الأفكار المستمرة داخل العقل.. وبين الفكرة التي تريدها أنت فتسكب في كأسها إحساسك ونواياك وإيمانك بها. من هنا فإن كنت ممن يطلبون درب الحق في مجتمع يحيطك بالتفاهة ويضغطك ويكيل لك الإتهامات والنعوت والأوصاف.. فلتختلي بنفسك في غرفتك وحدك لبعض الوقت. إختلي بنفسك حين تجد روحك قد غرقت وتاهت وسط بحر من المعاناة والضغوط والتوتر والقلق والحزن والغضب. راقب كل هذا ولا تتدخل به حتى يهدأ هيجان البحر وتستكين أمواجه.. وتتمكن من انتشال توق قلبك وحنين نفسك من بين مياهه. حين تفعل هذا تكون قد بدأت بإطلاق سراح نيتك وتوقك لتحررهما من سجن الغضب والضغط والتوتر.. والفرق دائماً في النية القوية. أفكارك التي تروح وتغدو ذهاباً وإياباً معاكسةً إياك.. هذه الأفكار لا تهم.. ما يهم هو ما تضع فيه نيتك وتحمله عبير إحساسك وشوقك. فمتى ما حمَّلت جملتك أو عبارتك أو كلماتك مزيد من طاقة الشعور والإيمان بها والإحساس بتفاصيلها.. كلما أصبحت قوية لها قدرة مغناطيسية.
من هنا قيل الدعاء سلاح المؤمن... مؤمن بما تدعوه.. بما تريده وتتوق إليه.. مؤمن بنفسك وقدرتك على جذبه.. ومؤمن بإحساسك اتجاهه..
من هنا نجد أن الصدق بيننا وبين ما ندعو إليه ونريده.. إخلاصنا له وإيماننا به.. وصدقنا مع أنفسنا ومع الكون هذا كله يستدعي تدفق أشف أحاسيسنا وأكثرها قوة حتى تحمل دعائنا بالطاقة ويتحقق ما نتوق إليه.. لذا كانت الرموز والأقوال الجميلة التي شملت التالين ممن لا ترد دعواتهم أي ممن يجتذبوا لأنفسهم ما تاقوا إليه.. وذلك لصدقهم مع الله وأنفسهم ووضوح نواياهم وتحميلهم لفكرتهم وكلماتهم أعمق أحاسيسهم التي تثريها بالطاقة والطاقة هي من يرتحل ويجتذب طاقة مشابهة:
1. دعوة المظلوم..
2. دعوة الوالد لولده أوعلى ولده..
3. دعوة مجاب الدعوة..
4. دعوة آكل الحلال الطيب..
5. الدعاء بين الآذان والإقامة..
6. دعوة الصائم حتى يفطر..
7. دعوة المسافرحتى يرجع..
8. دعوة المضطر..
9. دعوة المتصدق عليه للمتصدق..
10. دعوة من وقف في الصف تجاه العدو..
11. دعوة الإمام العادل..
12. دعوة الذاكر لله كثيراً..
13. دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب..
14. الدعاء عند نزول المطر..
15. الدعاء عند السجود..
 
لنتمعن فيما يؤكد هذا العلم أيضاً:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".. والله لا يخلف الميعاد.
أنْ ندعوه ونحن موقنون بالإجابة.. ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول: (والله لا أحمل هم الإجابة، ولكني أحمل هم الدعاء).
أن لا يقول أحدنا: دعوت فلم يستجب لي.. فلا بد من الاستمرار في الدعاء.. وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله...
ستعمل على جذب ما تحبه من خلال صفاء خلواتك هذه يوازيها العمل فعلياً على ما تحبه هذا.. أي سعيك إليه بالفعل وليس بالنية وحدها... إنما الأعمال بالنيات: إنو وادعم نيتك بالعمل.
 
ومهم لنا أن نعلم أن الله هو الكون والحياة والوجود وكل شيء.. لذا فكل طاقة وذبذبة هي نور والله هو نور السماوات والأرض لذا فما حولنا هو وعي كوني أكبر من أي حد ولا يسع حكمته وعلمه شيء.. ولذلك فمن الخطأ أن تتزلق مع أفكار العهد الجديد ممن يروجون لأن أي شيء هو بمتناول اليدين وأي شيء ممكن تحقيقه بأي حساب مهما كنت أياً من كنت... لا.. لا شيء عبثي ولا شيء كهذا.. هذه فوضى.. فهم يصورون الكون على أنه يفتقد الحكمة والمشيئة للعباد.. أو بالأحرى يسلبون الألوهية حكمتها الكونية وقدرها للعباد.. ويجعلون الأمور عبثية متعلقة فقط بالأفراد. لا... فأصحاب الطاقات السلبية والهرج والمرج واللامبالاة والطلبات السخيفة التافهة ليس لهم مكان من جذب النعمة الحقيقية بل هراء يظنونه هم بالنعمة. مثال على هذا:
موانع إجابة الدعاء.. التي من أهمها ما يأتي:
أكل الحرام ومافيه شبهة.. فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً...
 
الله هو مصدر كل طاقة وكل ذبذبة وكل حقل مغناطيسي.. ولكل روح قدر أصغر وأكبر.. وتجربة في دورة حياة ماضية وتجربة آنية وتجربة لاحقة.. لذا ليس علينا أن نأخذ هذا الأمر باستخفاف.. فأحياناً تحدث الإستجابة التي تعني الجذب بشكل يراعي كل ما ذكرته.. ومثال على هذا قول:
إن داعي الله لا يخيب.. فإما أن يستجاب له في الحال.. وإما أن يدفع عنه بسببه بلاء.. وإما أن يدخر له ليوم القيامة.
 
الدعاء الجماعي كما التأمل الجماعي له قوة وقدرة قوية جداً. فحين توجه طهارة النيات حاملة أحاسيسها ومشاعرها لتسكبها في كأس أفكار وكلمات تركز الجماعة عليها.. عندها تصبح طاقاتهم كبحيرة متوهجة من الذبذبات وتأخذ شكلاً يتجسد على شاشة الكون جاذباً له أشكال مشابهة.. لذا قيل إن الله مع الجماعة...