قدّر الله وما شاء فعل...

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

شقيق ... إسم أحد الصوفيين في قديم الزمان وسالف العصر والأوان
وشقيق كلمة تعني الأخ
وثق شقيق بالله ثقة ليس لها حدود، ثقة وسع المدى وأشف من الصدى وأرق من الندى دون شروط أو قيود
وقلائل هم البشر الذين عاشوا كما عاش هذا الحكيم
قلائل هم من وُلدت الثقة داخلهم في محراب القلب الرحيم
ثقة وسع المدى وأشف من الصدى وأرق من الندى لدرجة وصلوا معها لحال دعاهم لمائدة الرضى والتسليم
 
حال قوامه (قدّر الله وما شاء فعل)
حال مقاله مهما فعلْت (قدّر الله وما شاء فعل)
فالله لن يتوقف عن فعل ما كان وما سيكون لنا
فالله لن يتوقف عن الإهتمام بنا
الله يكتب هذه الكلمات من خلالنا
الله يقرأ هذه الكلمات من خلالنا
أظن نفسي بكاتب هذه الكلمات ... ظني بعيد عن حكمة الغايات
فالله هو من يفعل ويقوم بكل الأشياء، إنها معرفة عاشها الحكماء
الله عائلتنا وحياتنا وشفائنا وقوّتنا، فلماذا أرى سحاب الهمّ والقلق يلبّد سمائنا ويخفي شمسنا؟
الله ليس بشخص بل سرّ الأسرار يفيض بالمحبة ... سرّ الأسرار لو وصفته اللغات صنعَت بيننا وبينه جدار
لن تفهمه من خلال لغة أو شرح أو حوار
ستشعر به ... سيناغمك حين تشعر بنسيم السلام داخلك يداعبك فترتاااااح ... ترتاح وتسكن وتهدأ ... وعلى أرض السلام المقدسة هذه تبدأ رحلة بحثك عن العالم الذي أتي منه ذاك النسيم ... نسيم أفناك وأبكاك حتى شعرْت بنشوة اختفائك وروعة الخشوع والتسليم
ثِق بالله
نعم، ثِق بالله واعمل العمل الذي يحبه قلبك ويهواه ... إعمل ما يحبه قلبك ويتمناه والمال سيلحق بك كظلّك فلا تعمل ما لا يهواه القلب لأجل المال ... عندها سيصمت القلب ولن تسمع صداه ... ستفقد التواصل معه والإتصال
هذا هو أصل الثقة
ثِق بالقلب الذي حوى أسرار الحياة، ثِق بالحياة وعندها أنت لست بخاسر
 
 
وكيف أثق وأتعلم الثقة الكاملة المتكاملة لا الثقة التي يعلمني إياها المجتمع والتي يسميها زوراً بالإيمان؟
باب الثقة لن يفتحه داخلك امر أو فرض أو خطبة أو وعظة أو تعليم أو درس أو حفظ أو تفكير....
باب الثقة تفتحه داخلك تجربتك ... تجربتك حين تختبر تناقضات وتبدّلات وتغيرات الحياة
وبعد أن تعبر باب الثقة ستجد صراطاً تمشي عليه ... هو الميزان للكيان
هذا هو معنى الصليب ... نقطة التوازن والإتزان
لتكن مشيئتك
وحتى أعبر من باب الثقة لا شأن لي بعد الآن بأية معتقدات، لا أؤمن بالإيمان نفسه فالإيمان ليس نظام نفرضه على العقول، يا للذهول كيف حوّلنا هذا الحق حت تحوّل إلى مفهوم في العقول ... الإيمان الحق هو ثقة تعطّر القلب بعد اختبار في غار هذا القلب وكيان الإنسان ... وحين تولد الثقة تكون هي الإيمان ... إيمان أحياه لا أؤمن به ... كيف أؤمن بما لا أعرفه وما لم أستحمّ بنهر مياهه العذبة وأتنشّف بنوره وأثمل بخمر كؤوسه؟
كيف لي أن أؤمن بالماء؟ أشرب الماء ... أختبر الماء
العقل الذي يؤمن دون تجربة واختبار عقل غبي اختار دون أن يملك حق الإختيار فلم يختار لكن ظن نفسه أنه اختار
 
أنا هنا لأحب نفسي ثم نفسي ثم نفسي
لكن من أنتِ يا نفسي؟
هل أنتِ طمعي؟ غضبي؟ شهوتي؟ فكرتي؟ هدفي؟ رغبتي؟
مخطأ أنا لو ظننت أن هؤلاء هم نفسي
أجل إنهم يدّعون ويحملون لقب نفسي
نفسي اللوامة ... نفسي الأمارة بالسوء
لكنها ليس نفسي ... بل تدّعي أنها نفسي
 
 
 
من أنتِ إذاً يا نفسي؟
أنتِ نفسي المطمئنة الخاشعة الراضية المرضية
كيف لي أن أراكِ وسط غابات الأهداف والأطماع والرغبات والعنف والأحقاد؟ فقد أظن أيّاً من هؤلاء أنه أنتي فأحبه وأصبح أنانياً عنيفاً ظالماً أصنع الحجج والأعذار لأبرر سقوط نفسي...
التأمل وحده الباب ... لأبدأ بنزع القشور ... قشور الفكر برغباته وطموحاته وأهدافه ومنافساته ثم العواطف والإنفعالات .... وبعد انتهاء الإحتمالات أواجه ولأول مرة نفسي ...
نفسي المطمئنة التي لا ترغب ولا تظلم ولا تقسو ولا تتعلق وتنفعل وتغضب وتتمنى
عندها فقط سأحبك يا نفسي لأتمكن من أن أحب غيري
وإن أحببت نفسي ستبدأ بفتح أبوابها لي
إن أحببت نفسي ستكشف أسرارها فتتجلّى لي
أسرار تحيا داخلي منذ أزمنة ... لم أرَها تتجلى لأني عن الوهم كنت رافض أن أتخلى
إن أحببت جسدي وراقبْت حركاته وتحركاته، سأعي الروح التي تسكن جسدي
سأعي ذلك السر الذي لا يموت
إن أحببت أمّنا الأرض سأعي المزارع الحقيقي
أمكم الأرض وعمّتكم النخلة
سأعي المزارع الحقيقي وصاحب هذا الكنز الحقيقي
سأرى إمضائه في كل مخلوق وكل مشهد أراه
 
آه أيتها المحبة، كيف أصل لهذا المستوى من الثقة والمحبة؟
معاً سنمشي الدرب
إبدأ بالثقة وافتح لها الباب ... دعها تكون كليّة ... دعها تصرخ داخلك وتعبّر عن نفسها ... سيأتي الحب بعدها وحده دون أن تناديه ... سيزورك لتحتفي فيه ... ستختبر إلهك الحق وتفنى فيه ... ستعرف الله بنفسك لا من خلال أي خطبة أو وعظة
نعم الله واحد، لكن كل فردٍ منّا مقدّر له أن يختبر سرّ الأسرار وحده وعلى طريقته
الطرق كثيرة لكن الحقيقة الواحدة، وتذكّر... لست وحدك من يسعى لمعرفة الحقيقة، فالحقيقة تسعى وتبحث عنك
ثِق بنفسك ... بالحيّ في قلبك وداخلك ... بنداء الروح لك ... وبعدها ستثق بغيرك وبعدها بالوجود، بالله
 
كيف أثق بنفسي؟
لن يساعدك أحد حتى تثق بنفسك
المسيح، الرسول محمّد، بودا وغيرهم وثقوا واستسلموا وسلّموا بعد أن تأملوا
التأمل هو المفتاح الوحيد
أنا متأمل هنا والآن ... كلّ نفَس أتنفّسه بوعي وأنا شاهدٌ عليه يدخل ويخرج ... خطوة نحو التأمل
من الذي يكتب؟ من الذي يقرأ؟ من الذي يتنفّس؟ ما هو النفَس؟ من أين يأتي؟ لماذا أشعر بالحزن؟ لماذا أشعر بالملل؟ لماذا بعدها لماذا، ومَن بعدها مَن ... وفي نزع قشور البصلة انت مُستمرّ فهذا هو الدرب والطريق، قناع يسقط بعد قناع إلى أن تجد ما لم ولن يرتدي أي قناع وتصبح العارف والشاهد
 
الثقة هي الخطوة الأولى على الدرب وحين أثق بأول الدرب سأثق بوسط وآخر، بكل الدرب
وإن حاصرك الشك لا تكبته ولا تشتمه ولا تحاربه ... أتركه ووجّه طاقتك نحو الثقة
أتركه فقتالنا وحروبنا وإداناتنا هي التي جعلتنا منافقين ماكرين ولهذا الحال أوصلَتنا
لا تدين ولا تحارب ولا تعادي شيء أو أحد لأنك حينها ستحاول خلق ثقة مزيفة، ثقة سلبية
إن قال لك أحدهم بأنه يحبك كثيراً، أحبك بشدة، أثق بك قدر بعد السماء، أفتقدك قدر بعد البحر... فلا بدّ من وجود خطأ ما
المحبة وحدها تكفي
الثقة وحدها تكفي
المحبة هي الله ... الثقة هي الله ... هي ليست بكميّة ... إنها نوعيّة
ما قاله لك أحدهم هو عواطف مهريّة لا رحمة إلهية
أحبك كثيراً كثيراً؟ ما هذا؟ إنها تجارة ... إنها كميّة
أثق بك جداً جداً، أضع كل ثقتي فيك ... ما هذا؟
لا يمكنك أن تحب أكثر أو أقل ... لا يمكنك أن تثق أكثر أو أقل
 
حين أقول أحبك أكثر من أي أحد، فخلف هذه الأكثر تختبأ الكراهية ... يداري الغضب نفسه كي لا تلحظ وجوده ... وتخفي الغيرة نفسها حتى لا تعلن عن نفسها ... ولأجل أن تخفي كراهيتك وغضبك وغيرتك فأنت تغطيها برداء الأكثر والأكثر وتقول: أحبك أكثر وأكثر... هذه عواطف مهرية.
أظهر لي حبك ... إمشِ قولك ... وليكن حبّك كظلّك يتبعك ... عِش المحبة ولا تتحدث عنها فحديثك وكلامك ظلّ وليس حقيقة
هذا حبّ مزيف ... هذه ثقة مزيفة ... هذه رحمة مزيفة
 
الثقة أختنا فقد وُلِدت معنا، كذلك المحبة والرحمة
أنظر إلى الأطفال وما لم نعود كالأطفال لن ندخل ملكوت الله...
كل طفل يثق وكلما كبُر بدأ الشك في قلبه يزداد... الأهل يعلمون أطفالهم الشك، المجتمع والمدارس وكل الناس.
لا يوجد اكثر ممّن يقولون أنهم بالله يؤمنون، لكن الشك موجود في أعماقهم لكنهم لا يبوحون ولا يريدون حتى أن يواجهوه
هذا إيمان مزيف ... هذه ثقة مزيفة
حين يرحل الشك تصِل الثقة ... حين تغادر الكراهية نستقبل المحبة وحين تهاجر العواطف المهرية تحلّ علينا الرحمة الإلهية ... بغياب المزيف تشرق الحقيقة

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

خلق الله سبحانه و تعالى كل شيء بدرجات لذلك إني أخالفك الرأي سر الحب ....
فالحب يبدأ:هوى ،حب، هيام،عشق ^_^قد أكون مخطئة في ترتيبها .

بمعنى آخر قد يختلف مدى حبنا من شخص لشخص .

كذلك الإشتياق : فيختلف من فترة لأخرى و من شخص لآخر

وكلهما يزدادان كلما إزاد الوفاق بين الأشخاص .
أماالثقةيجب أن لا تكون مطلقة بين البشر حذرا من النفس الأمارة بالسوء .
طبعا هذا بين البشر .
أما مع الله سبحانه وتعالى يجب أن تكون جميعها مطلقة.

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

خلق الله سبحانه و تعالى كل شيء بدرجات لذلك إني أخالفك الرأي سر الحب ....
فالحب يبدأ:هوى ،حب، هيام،عشق ^_^قد أكون مخطئة في ترتيبها .

بمعنى آخر قد يختلف مدى حبنا من شخص لشخص .

كذلك الإشتياق : فيختلف من فترة لأخرى و من شخص لآخر

وكلهما يزدادان كلما إزاد الوفاق بين الأشخاص .
أماالثقةيجب أن لا تكون مطلقة بين البشر حذرا من النفس الأمارة بالسوء .
طبعا هذا بين البشر .
أما مع الله سبحانه وتعالى يجب أن تكون جميعها مطلقة.

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان