الحياة فصل من الرواية...

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 6 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

ما بعد... فإن هذا العمر مهما طال أجله وامتدت أيامه فلا بد للأجل من نهاية فلا بداية دون نهاية ولا أحزان دون أفراح ولا رخاء دون بلاء...

ما  دورنا هنا؟ اتينا لنحيا الحياة؟ لكن الحياة  فصل من الرواية...

الإنسان المتامل يرى حكمة الايام ترسم عبرتها على وجوه البشر. الجميع في خيبة امل، لانهم عاشوا على الامل.. امل ان الغد سيكون افضل واسعد واجمل، وهذا الغد لا ولن يأتي أبداً... الجميع عاش جزءا من الحياة، فصلا من الحياة، استمتع به وأبى ان يحيا الفصل الاخر... أبى ان يستسلم لتقلبات الايام وتغيرات الدهر... فمن يعيش اليوم في صحة ونعيم يأبى ويهرب من فكرة المرض و الفقر وكأنه ذاهب الى الجحيم. لكنه حال الدنيا يا أخي الكريم. والدنيا مدرسة حقيقية طبيعية للعلم و التعليم.. لتعلمك ان كل هذا وهم ولهو فالحياة الدنيا متاع ولهو. الغنى والفقر والصحة والمرض.. احوال تتغير وتتبدل لتجعلك ترى انه لا امان مع الزمان... لا تركن اليه... الى مالك وعيالك واصحابك... الامان فقط بالله، فتعرف عليه ولا تؤجل...

جميلة هي الدنيا... عِش فيها ولا تدعها تعيش فيك.

هل لاحظت ان رغباتك لا حدود لها؟ كل رغبة ورائها رغبة، طموح ينتهي واخر ياتي... انها دائرة مفرغة لا تنتهي الا حين تصل حكاية الفكر الى النهاية.. حين يسترخي الفكر ترحل الرغبات والشهوات والامال... ينحني غرورك فلم اغتررت؟ لانك ظننت انك محور هذا الوجود.. انه بامكانك ان تحلم وتطمع وترغب دون حدود. وهذه هي لعبة العقل. فانسحب منها بهدوء...

المشاعر المكبوتة منذ الصغر وفي الصبا تلعب دورا كبيرا في تزيين امالنا واحلامنا وتضعها في برواز من ذهب. المشاعر المكبوتة هي المشاعر التي لم يسمح لنا المجتمع والاهل ورجال الدين ان تعبر عنها، فانتقمنا منها وكبتناها.. القينا بها في لاوعينا ومنه الى خلايانا وعظامنا ودمائنا ولا نزال نسال لما كثرت الامراض واين العلة... العلة في كبت مشاعرنا وكل ما نحس به لانه من طبيعة فطرتنا... طاقتنا المكبوتة جرح في كياننا، جرح بسببه انحرفت هذه الطاقة عن مسارها... وبدل من ان تلقى محبة تجد كرها، وبدل الرحمة غضبا وبدل السلام حربا.

انسان هذه الايام تقوده مشاعرة المكبوتة... جرحه القديم.. فيظن ان الدنيا هي كل شيء ولا حقيقة يبحث عنها.. لكن الدنيا اذا لاقتك في سرائها بطنا فإنها ستمنحك في ضرائها ظهرا، وإن اذاقتك حلو الرخاء فيوما ما ستذيقك مر البلاء واذا نصرتك يوما فستتنكر لك يوما...

هذا لانك رغبت بها فتمسكت وتعلقت بها... عبدنا الدنيا دون ان نعلم.. رغباتنا اتعبتنا واتعبنا الدنيا معنا ولا نزال نلاحقها... في كل يوم نعد انفسنا: اليوم هو اليوم الاخير.. لن ارغب لن اكرر الغلطة ذاتها وسابحث عن نفسي وذاتي... لكن كيف؟ وانت لست على نفسك سيّد ولا عن ذاتك مسؤول، بل افكارك ومشاعرك المكبوتة وجرحك القديم الذي رافقك ونما في عتمة لا وعيك منذ الصغر؟

لا تقل ساتوقف عن فعل كذا وكذا واتوب ووووو... انها لعبة الفكر وستعود ريما لعادتها القديمة... ربما باسلوب اخر، بشكل اخر فمن يدري؟ لا حدود لمكر العقل والعابه... مهمتك ان تنسحب وتشاهد جرحك القديم... ان تعريه وترى لماذا اصبح عنيد ولئيم... ان تعري مشاعرك المكبوتة... ان تصرخ لوحدك وتخرج عن صمتك المزيف وتبوح لنفسك بصوت عال عن ما تشعر به، ما اردت فعله ولم تقدر... عبّر، اخرج كل ما بداخلك وشاهد ما الذي يخرج وستتفاجا كم حملت بداخلك من جروح وامراض ومشاعر وقفت عائقا في وجه انسياب طاقتك وعيش حياتك بشكل طبيعي.

التوبة هي العودة، عودتك الحقيقية لنفسك الراضية المرضية.

خير الدنيا ليس في غناها ولا فقرها... خير الدنيا في سرها، في من اوجدها واوجدك، في من اوحى لها، لانبيائها وحكمائها ويوحي لك... خير الدنيا في تقوى قداستها، اي في ان تتعرف على مصدرك و مصدرها لتحترم ذاتك وتحترمها، فالمصدر والنبع واحد.

الرغبة تعب.. استهلاك للطاقة دون اي سبب. لذا قيل من اقل من الدنيا استكثر مما يؤمنه... اي من شاهد وعرف غباء الرغبة وانها لن تنتهي وتختفي الا على حساب هذا الانسان، سيتخلى عنها ويتجلى ليرى ما يغنيه، لينهل من نبعه ويرتوي... سيبدا حقا رحلة التدين... رحلة التدين الحقيقية تبدا حين يشعر الانسان بنبض السلام والرحمة ينبع بداخله من مصدر مجهول، يرويه شلال غير معلوم... وليس من الدنيا... فكل ما اتى من الدنيا سيزول... حين تشعر بهذا السلام والجمال الاتي من المجهول، من وراء بحور وفوق سماوات سيملكك ولن تستطيع ان تملكه... كل ما تملكه كذبة ومُلك الدنيا مسلوب وعزيزها مغلوب.

إمنح نفسك اجازة... وبنفسك اعني نفسك اللوامة والامارة بالسوء... اي كل ما يكوّن الانا... رغباتك، طموحاتك، امالك، احلامك وتوقعاتك... لا تذهب الى ايّ مكان.. فقط شاهد من مكانك... الم يعِش هنا من سبقك في احلامه وامانيه؟ من اعتقد والاعتقاد مجرد فكرة في العقل، بأن احلامه ستدوم وسيكون في اعلى المراكز واسعد الاحوال؟ حارب وقاتل من اجل حكامه وشعاراتهم؟ لم يتعبد لروح الله بل عبد الدنيا وعبَد عبْد الله؟ والان ما الذي تراه؟ أترى احلامهم موجودة؟ امالهم واصحابهم... اين هم؟ فرادا اتينا وفرادا نرحل... وحده الله هو الانيس والونيس في هذه الرحلة الابدية. افكارك ليست بصاحب، لا تصدقها بل شاهدها ولا تاخذ موقفا منها فتكون لك عدوا... لا هذا ولا ذاك، ساعدها كي تختفي لتتوحد بروحك السرمدية وتحتفي.

اخلد الى النفس المطمئنة ومن هي النفس المطمئنة؟ انها النفس التي خلعت قناع الانا بكل ما يحويه من رغبة وطمع وجشع فدخلت جنة الله ولم يتبقّ لها سوى خطوة لتتلاشى، تفنى وفي ملكوت الله تختفي. هذه النفس تنير ظلامك وعدا هذا النور فكل الانوار خادعة، وعدا هذه النفس المطمئنة كل النفوس كاذبة.

نخاف على مظهرنا ومركزنا الاجتماعي؟ لماذا؟ لاننا نخاف على انفسنا اللوامة والامارة بالسوء... الدنيا جنة ونعيم لمن عاش واستغنى، عذاب وجحيم لمن عاش و تعلق واصابه الهوس بها فظل يهوى ويتمنى...

دعونا لا نستبدل بالنفس المطمئنة أنا مستكبرة، ولا بسعة الصدر ضيقا، ولا بالنور ظلمة حتى نفارق الحياة وهي اجمل، فلا نفارقها كما جئناها حفاة عراة لا نعلم من نحن ومن اين اتينا والى اين المصير.
 

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

دعونا لا نستبدل بالنفس المطمئنة أنا مستكبرة، ولا بسعة الصدر ضيقا، ولا بالنور ظلمة حتى نفارق الحياة وهي اجمل، فلا نفارقها كما جئناها حفاة عراة لا نعلم من نحن ومن اين اتينا والى اين المصير.
 

عبارة بليغة وعميقة سر الحب

دمت بكل حب وسعادة

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

بما أن الحياة فصل من الرواية
فلنكتب الفصل المخصص لنا بأنفسنا
و لتكن أنت الروائي و المخرج و المصور و بطل الرواية
و اكتبها بما توافق أحلامك و تطلعاتك
و استبشر بمستقبل واعد

مع كل التقدير ... سر الحب

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع