احتكار العلم ... طاعون العصر

4 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 11/02/2007

 

في وسط الحياة السهلة البعيدة كل البعد عن التعقيدات الفكرية والثقافية وفي بيئة نعيش فيها مطلبنا الاول والاخير هو الطعام والشراب ... فتمتلأ بها البطون وتبرز بها الكروش ويخمد بها العقل ويثبط بها الذهن ... وتبقى هناك مجاعة فكرية وعقلية وثقافية ... 

بما اننا في عصرالتكنو لوجيا والتقدم والحضارة والرقي فلا بد ان نواكبها وقد واكبنها بشرائنا للسيارت وجميع الوسائل والتقنيات العلمية الحديثة التي تستخدم في المستشفيات والمدراس والجامعات!! ولكن لانعرف كيف صنعت؟ والكثير لايعرف حتى استخدامها او اصلاحها ... لانها وبكل تأكيد وبكل جدارة اجنبية الصنع ... 

انت كمعلم : هل تؤدي واجبك في ايصال المعلومة على اكمل وجه ... واذا بقيت معلومة في اخر الحصة ولم يبقى هناك وقت هل تتردد في ايصال المعلومة في نفس اليوم ام تفكر في تأجيلها الى الحصة القادمة او لاتفكر ابدا في ايصالها ... 

اضاءة : 

عندما كنت في الصف الحادي عشر كانت هنالك مسالة كيميائية   لاتحل الا بطريقة واحدة وكانت هذه الطريقة صعبة وكانت هنالك طريقة بديلة , فكانت المعلمة ترفض ان تعطينا هذه الطريقة المختصرة ... فلم احتكار هذا العلم ؟

انت كطبيب : هل تؤدي واجبك اتجاه المرضى الذين تواجههم كل يوم , وتبقى أمينا على راحتهم وساعيا لشفائهم , واذا كان لديك علم تعلمته على يد احد فلم لا تبح به ... 

اضاءة : 

أتذكر ان رجلا مسيحيا اكتشف دواءً لحروق الجسم على انواعها ... وعند مماته اعطى علمه لرجل اخر اعرفه جيدا ... وقد اوصاه بان لايعطي تركيب الدواء هذا لاي احد خوفا من أن يستغل من قبل الاطباء فهو يصنع الدواءبدون مقابل ( ببلاش ) ... وكم افكر في ان أناقش هذا الرجل بان يعطيني التركيب وأنشره في كل المكان ... ماذا لو مات فجأة ولم يعطي لاحد اخر ... أين سيدفن هذا الاكتشاف العظيم ... 

 

 

اعرف قصة اخرى جرت مع جدي ... وقد ظهر في شفته السفلى حب من النوع الخطير وقد عالج نفسه عند جميع الاطباء المعروفين ولكن الكل كان يقولون له بان ليس منها أمل فقد تكون سرطانا ... الى أن جاء اليوم الذي ذهب عند طبيب يصنع دواء عربيا ( يسمى بالطب العربي او البديل ) وقد شفى له هذه الحبة تماما ... فعندما ذهب جدي عند الاطباء الذين قد زارهم من قبل بُهتوا جميعا  حتى أعرض أحدهم عرضا على الطبيب الذي يعالج بالطب البديل ... بان تكون له نصف عيادته مقابل بوحه بهذه التركيبة الدوائية الذي صنعه لجدي ... فلم يعطي ... ومات ودفن ... ودفن معه سره العميق ...  

في النهاية ارضنا جافة يابسة , قاحلة صماء ... تحتاج الى من يرويها ويُخصبها ويعتني فيها ويرعاها ... فكن ذخرا لهذه الارض ... ولا تتردد ابدا في طلب العلم وتعليمه للغير ... 

((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) ... صدق الله العظيم ... 

 

بقلم : كجى قامشلو ... 

 

صورة  Shirzad's
User offline. Last seen 12 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

 

تحية طيبة أختي كجى قامشلو.. وأشكرك على هذه اللفتة الهامة

 

السبب الأساسي لظاهرة الاحتكار هو التحكم المنفرد وتضييق باب المنافسة والمشاركة ، وكل ذلك يصب في سبيل التميّز سواء على الصعيد المادي أو العلمي...الخ

ولكن لا أشك بأن المحتكر أناني في طبعه ويطرق أبواب المصلحة أينما اتجه ، دون أن يضبطه مبدأ رشيد ولا قلب حريص ، لذا فحتى فائدته للإنسانية ستكون من زاوية ضيقة..

ونظل متأكدين أن الإيمان بالله وبتعاليمه يقي الناس من سلبيات الحياة وشرورها ، وانطلاقا من ذلك سنعلم أن عقولنا وأجسادنا وأحاسيسنا كلها أمانات ونعم من عند الله البارئ المنعم ولابد من أن نؤنس الناس وننفعهم بثمرات هذه الأمانات والنعم ، لا أن نصدمهم بضيق نظراتنا وقصور غاياتنا..

وكثيرا ً ما استعاذ الرسول الأكرم من علم لا ينفع..!

ولا بد أن نسخّر علمنا و طاقاتنا في سبيل عمل نافع فهو طريق العزة في الحياة ، ولن ننجو في النهاية سوى بتلك الأعمال (   ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ، (تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع... آمين

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لنحب كل الناس.. لنحب من يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب من يختلفون معنا لنتحاور معهم

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

أحسنت (كجى قامشلو) الغالية والمبدعة دائمًا..


هذا الموضوع يحتاج إلى ندوات وجلسات ونقاشات طويلة.. لأنه ينقاش مشكلة نفسية بالدرجة الأولى.. هي نتيجة حتمية لكل من يفقد الإيمان والإخلاص.. وكل مريض بداء الأنانية المقيتة.. ثم هي ظاهرة متفشية في المجتمعات المتخلفة التي لا تحكمها المؤسسات الحكومية الناجحة.. ولا توجد فيها محفزات ومشجعات لخلق روح التنافس العلمي.. فكل من عنده شيء يبقيه لنفسه ويدفنه معه لأنه يعلم - سلفًا - أن ليس هناك أحد يقدّر مخترعه أو اكتشافه.. وليس هناك مؤسسة تحتضنه وتكافئه المكافأة المستحقة..

فالمشكلة هي نتيجة رواسب نفسية واجتماعية وسياسية وووو..

ومن أجل أن نتفادى مثل هذه المشكلات لا بد من بناء الإنسان والاهتمام به وفق الخطوات الآتية:

1 - الإيمان بالله واستشعار عظم الأجر والمثوبة لمن يخلص في عمله .. أو يعلّم غيره العلم النافع.. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".. وكذلك قوله: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجر من اتبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" أو كما قال عليه الصلاة والسلام..

2 - تربية الأبناء والبنات على حبّ الخير للآخرين وأنه جزء لا يتجزأ من الإيمان.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه".. فمن هذا المنطلق يجب أن نسعى للخير للناس كما نسعى لأنفسنا.. وبذلك نقضي على داء الأنانية القاتلة في نفوس أبنائنا منذ الصغر..

3 - ضرورة وجود مؤسسات علمية تحتضن المبدعين والمكتشفين.. حتى وإن كانوا شعبيين.. والاستفادة مما لديهم لعامة الناس.. ووضع حوافز مناسبة لخلق التنافس العلمي بين أبناء المجتمع.. وهذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومات والوزارات المختصة.. للأسف في بلادنا نحتاج إلى قرون من الزمن إلى تصبح لدينا مثل هذه المؤسسات..

وغيرها وغيرها..


سلمت يداك كجى قامشلو على إثارة هذا الموضوع..

والسلام عليكم..

 

 

User offline. Last seen 12 سنة 25 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/12/2007

عندما يكون الهدف من ابتغاء العلم ونشره هو مرضاة الله عزوجل فمن المؤكد ان القائم بهذا العلم لن يبخل بعلمه .

فيجب اولا ان نربي اولادنا التربية السليمة القائمة على محبة الله ومرضاته بعيدا عن الحسد وحب الذات وحب التملك وان  لا يخاف الانسان على رزقه لان الرزق هو من عند الله طبعا مع السعي حتى لا يتحول الامر الى تواكل.

مشكورة الاخت الكريمة.

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

بداية أشكرك أختاه على موضوع الذي هو قمة في الأهمية .
إخوتي لا أشك أن روح التدين والتحلي بخلق الإسلام يبعدنا عن التفكير بالإحتكار .
لكن هناك الكثير من المبدعين غير المسلمين .
لذا بالنسبة لمخترع المسلم فإن سبب احتكاره هو لضعف في إيمانه وبالتالي عدم التحلي بآداب وأخلاق المسلم .
وبشكل عام السبب على مستوى الإنسانية هو الأنانية وحب الذات .
بارك الله فيك أختاه ووفقك لما يحب ويرضى .

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان