مشروع مسار .. برنامج وطني شامل للتعلم يطمح بالوصول الى كل الأطفال واليافعين في سورية

2011-02-11

يقدر عدد الأطفال واليافعين في المدارس ممن ينهلون من منابع التعليم ما قبل الجامعي في سورية بأكثر من خمسة ملايين طالب ومن هنا يشكل الاستثمار في التعليم اولوية لدى المجتمع والدولة بهدف اعداد الناشئة ووضع البرامج والادوات الممكنة لإطلاق مواهبهم واستثمار امكاناتهم.

وخصصت الخطة الخمسية الحادية عشرة 700 مليار ليرة لانفاقها على التنمية البشرية منها التعليم سواء ببناء المدارس الجديدة وتجهيزها بكافة المستلزمات اوبوضع مناهج تعليمية جديدة ومتطورة وفق معايير عالية تضمن مخرجات تعليمة وكفاءات مؤهلة لدخول سوق العمل من جهة وقادرة على الابداع والابتكار وامتلاك المبادرة لخلق الأعمال.

وبالتكامل مع مهمة المدرسة في تكوين الناشئة يعمل مشروع مسار أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية باعتماد طريقة التعلم عن طريق اللعب والانتقال بعملية التعليم في أسلوبها التقليدي القائم على الحفظ والتلقين إلى المشاركة والتفاعل والتفكير والإبداع وتنمية مهارات الاطفال واليافعين وامتلاكهم القدرات لاستخدام التقنيات الحديثة بما يساعدهم على تكوين شخصية متعددة المعارف تجسد المواطنة الفاعلة.

وبدأ مشروع مسار الذي يشكل برنامجا وطنيا شاملا للتعلم عام 2005 بانطلاق برنامج الجولات الوطني ليقدم طريقة جديدة ومبتكرة للأطفال واليافعين إلى أكثر من 200 الف طفل معتمدا تقنيات التعلم غير النظامى والتحريض على الابتكار واشراك جيل الشباب في البحث عن أنفسهم والعالم من حولهم من خلال بيئة تفاعلية مليئة بالنشاطات والتحديات وتعزيز حس المسؤولية الفردية لديهم والمواطنة حيث يتطلع من خلال تجارب عملية ذات أساس علمى إلى تعزيز تقدير الشباب فى سورية لعالمهم وتحفيزهم على المشاركة الإيجابية والفعالة فى بناء المستقبل.

ويعمل مسار على احداث مراكز استكشاف في كل المحافظات حيث تم افتتاح اول مركز استكشاف في اللاذقية ويتوقع خلال العام الحالي افتتاح مركز في حمص وآخر في حلب إلى جانب العمل في مركز استكشاف دمشق "وردة مسار" الذي سيشكل مركزا لنشاطات المشروع لجهة خلق بيئة تفاعلية فريدة للحث على التعلم والاستكشاف اضافة إلى العمل لخلق فضاء اعتباري افتراضي عن طريق الانترنت والإعلام حتى يتابع الأطفال برامج مسار على شبكة الإنترنت كجزء من دخول سورية إلى العالم الافتراضي.

ويقول أنس درقاوي مدير العلاقات العامة في مشروع مسار أن المشروع يطمح للوصول لكل الاطفال واليافعين في سورية دون النظر إلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي وبمختلف فئاتهم العمرية في المحافظات كافة مبينا أن أولويات استراتيجية مسار خلال السنوات الخمس المقبلة تركز على توسيع فعالياته في المحافظات الشرقية والتركيز على مفهوم النوع الاجتماعي بضمان تحقيق مشاركة الفتيات في هذه الفعاليات بالتوازي مع الشباب مؤكدا ان التعاون مع الشركاء المحليين والاقليميين يشكل عاملا اساسيا في الاستراتيجية.

ويضيف درقاوي ان خلاصة السنوات الخمس الماضية لتجربة مسار وما لمسناه من آثار وصدى ايجابي لدى الاطفال والشباب دفعت بنا باتجاه موضوع تعميق الأثر وتوسيع قاعدة المستفيدين بحيث نجعل مسار الذي هو حق لكل طفل سوري قادر على الوصول لكل طفل لمرات عدة وبشكل مستمر في المدرسة والأسرة وبالتالي المساعدة بالوصول الى اطفال آخرين يؤثر عليهم بشكل ايجابي بطريقة تفكير وقيم مسار حتى يكون سفيرا للمشروع في مجتمعه ومدرسته والحي الذي يسكنه لتحقيق الأثر المطلوب.

وأشار درقاوي إلى أن مسار وانطلاقا من حرصه على بناء شراكات طويلة الاثر ذات اهداف ومصالح مشتركة تساعد على تعميق الأثر وتوسيع قاعدة المستفيدين دعا الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص والأهلي وممثلي المنظمات الدولية الى لقاء تشاوري موسع ناقش توجهات مسودة الاستراتيجية للمشروع وسبر فرص وآفاق التعاون والشراكة المستقبلية وذلك بهدف مشاركة الجميع بالمسودة والأخذ بافكارهم ومقترحاتهم في تطويرها.

ويستقطب مسار الاطفال واليافعين من كل المدن والقرى الذين يجدون في فعالياته مناخا محفزا لرسم طريق حياتهم ويقول اباء ابراهيم من اللاذقية ثاني ثانوي ان مشروع مسار ينمي الشخصية بطريقة تختلف عن الاسرة والمحيط والمجتمع خاصة ويضيف ساعدني مسار على رسم طريق مستقبلي بعيدا عن أي تأثيرات وبشكل يجعلني أبدع أكثر ليس فقط لأفيد نفسي وانما ايضا من حولي.

وبالمقابل يرى حيدر حجة من حمص طالب ثانوية عامة ان مشاركته كمتطوع من خلال كونه ممثل البوابة الالكترونية لمسار منحته الثقة بالنفس وحررته من الخجل ويضيف اهم شيء تعلمته اهمية التطوع على الصعيد الشخصي وعلى مستوى التفاعل مع الآخرين ومساعدتهم.

ويولي مشروع مسار اهمية كبيرة لاطلاق صوت الاطفال واليافعين ضمن وسائل الاعلام ومناقشة قضاياهم وابداء ارائهم ولذلك فانه تم تخصيص مركز استكشاف مسار حمص بالاعلام وصناعة الخبر وتقول الاعلامية هيام حموي ان مشروع مسار مبني على اسس سليمة مفعمة بالحماس والنشاط وهذا يدعونا كل من موقعه لتقديم الدعم لمشروع مسار ولا سيما كاعلاميين ببث برامج تدفع بالاطفال والشباب وتشجعهم على التعبير عن انفسهم وقضاياهم بطريقتهم الخاصة.

ومسار أحد مشاريع الامانة السورية للتنمية وهى منظمة غير حكومية تأسست عام 2007 كى تكون مصدر الهام للافراد والمجتمعات فى سورية وتمكنهم من رسم ملامح مستقبلهم وإبراز طاقاتهم الكامنة وتنضوى تحت مظلة الامانة عدة مشاريع.. فردوس- مسار-شباب روافد مركز الأبحاث التنموية وتمكنت من تحقيق إنجازات تنموية بارزة.

عكس السير

MAS