وأخيراً وصلت أيها ؟
السلام عليكم من جديد ..
ولكِ بالمثل اخيتي روشدار ..حياة مليئة بالحب والحنان والسعادة ...
كنتُ مستلقياً بقرب النافذة المطلة على المروج الخضراء.
النافذة التي من خلالها انظر الى السماء ذات اللوحة الفسيفسائية التي رسمها الخالق .
واذا بحصيات من الحصى تمطر على زجاج النافذة ...
انها هي ...أميرتي ..وملكتي الجميلة ..تناديني ..
نزلت اليها مسرعا لكي لا يطيل انتظرهاااا ..
واخذت بيدي وامسكتها بقوة وركضت بين المروج الخضراء والسهول البعيدة ..
لا أدري الى اين تاخذني أميرتي الجميلة ..
ولكني مطمئن القلب لاني معها ...
و اشعر بدفء يديها ...والدم يجري بعروقها بغزارة ..
اشعر بدقات قلبها تخفق بقوة ...اشعر بحنانها .
اشعر بانها تود ان تكون لقاءً مميزا ..
اخذتني الى حيث البراءة ..والطفولة ...
اخذتني الى حيث الحب الطاهر والنقي والصافي كصفاء الماء السلسبيل ..
اخذتني الى عالم سندريلا ..وفلة والاقزام السبعة .الى اليس في بلد العجائب ؟؟
كان اليوم الاخير لنا ...
هاجرت ..سافرت ...تركتني مع احزاني ...اترقب قدومها من جديد وكلي أمل ..
اتوق الى تكرار ذاك اليوم من جديد ...
اميرتي ...اين انتِ...
أحسنت أخ جانوو
و أنت تتسلح بالأمل
لَعَمري ذاك من جراء ما تنطوي عليه من خواص الإيمان
و هو الأمل حاديك نحو تخوم العيش و أنت مرتاح
و لي كلمة :
في دروب الحياة تضيق بك الدنيا أحياناً !
تطغى مساحة اليأس فضاءات الأمل في نفسك
تحس أنك الوحيد المحمل بيأس الدنيا
و تضغف أيها الإنسان أمام الأبواب و هي قد تغلق في وجهك
أيام
و في لحظة مضيئة ، كليلة مقمرة
نقية كآذان الفجر
ينفرج الكرب و تُفتح الأبواب ،و يضئ الدرب
و يتلاشى اليأس ( كبقيبة فلول ظلام ) !!
إنها رحمة الله التي جاءتك من غير حول منك و لا قوة ..!
تهادت إليك في هذا الضيق فانفرجت أمامك الأبواب و الدروب
و كنت تظنها لا تفرج ..!
و عندما يرسي شراعك ( القلق ) على ضفة هذا الإرتياح
لا يليق بك إلا أن تشكر الله على نعمة الأمل و هو ينبثق
من رحم اليأس
و ليكن شكركك لله عملاً .. و عملك شكراً
جانوو على أمل أن تعثر على أميرة الدورب
و رفيقة الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشكر كل الشكر لكِ اخت gul
اني والله أراكِ تتسلحين بالدرع الواقي لهذا الزمان العابث في وجوهنا ..
الا وهو الايمان بالله..انتِ خير اختنا لنا ..
سلمتِ لأهلكِ ولكوليلك ايضا .
اخيتي ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .
يقول الله تعالى في محكم تنزيله بعد البسملة "إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
وقال ايضاً "وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ "
الأمل ..كلمة ولكنها تنعش القلب ويجعله يحافظ على قوته ريثما يأتي الموعد .
ولكن الم تعرف بعد ايها الأمل بان من أصعب الاشياء في الدنيا هو الأنتظار ..
فأسمع ايها الأمل ..
بعد ذاك اليوم التاريخي الذي لم ينسى بعد ..
والذي حفر في ذاكرتي اخاديد الى يوم قيام الساعة ..
بعد ذاك اليوم اصبح شغلي الشاغل وهمي الاول والاخير بان استيقظ كل صباح ..
على زقزقة العصافير ..وهدير الحمام على نافذتي ..
استيقظ متوجهاً الى تخوم قريتي انتظرها.
هذا هو حالي ايها الامل ..الانتظار .
ايها الأمل الم تشفق بعد على هذا القلب ؟؟
الم يحن قلبك بعد ...اتصور بان لديك روحاً وقلباً لحتى تشعر بالأخرين ..ما اقسى قلبك ..
وما هذا الصبر الذي تملكه .اهو صبر ايوب عليه السلام ..
لقد اصبحت تلك الزهور والأعشاب على طرفي الطريق تشفق علي .
وتلقي التحية علي وتواسيني على فراقها ..
لقد ذبلت من شدة الحزن علي ..وانتظاري لها ..
قالوا بان كل طرق العالم تؤدي الى روما ..
ولكنهم اخطاؤا لاني أرى كل طرق العالم تؤدي الى قريتي ..
لذا لا بد ان تمر من هنا ثانية ...ولن اخسرها هذه المرة.
ولكني لم أياس بعد وسأنتظرها وكلي أمل بقدوم الأمل غدا وان طال الأنتظار .
اترككم برعاية الله وحفظه .
وكالعادة ...
استيقظت في الصباااح وكلي أمل بعودتها ...
فوضعت الوشاح الذي اهدتني ياها حول رقبتي ..
يالله ما أزكى رائحتها ..مازال عطرها عالقا داخل هذا الوشاح المزركش بالوان الاخضر والاحمر والاصفر ..الوان علم بلادي..الذي زركشته بأناملها الناعمة ..
قالت وقتها هذا الوشاح من علم بلادي فلا تنسى علم بلادك ..
وطني لقد اضعناك....وانتي يا اميرتي ذهبتِ ...
وكيف يكون حال انساناً اضاع الوطن والحبيبة بالله عليكم ...
أخااااااااف ان تبيض عيني من شدة البكاء عليهما ..
خرجت من غرفتي الى الطريق الترابي المؤدي الى خارج القرية..
هناك وقفت احدق في الافق لربما ارى ظلها من بعيد مع شروق الشمس الصباح الباكر .
واذا بشجرة التوت الكبيرة تنحي وتأتي وتهمس في اذني وتقول الم يأن لك ان ترتاح قليلا .
تعال الى هنا واسند ظهرك على جذعي الصلب ولسوف اراقب لك الطريق من بعيد ..
واسندت ظهري ..على جذعها وتدلت جميع اغصانها والتفت حولي وغطتني من برد الصبااح ...وغفوت على اثرها ..
وفجأة اسمع هدير حمامة ...هذه انتِ يا حمامة كوليلك ...
نعم انا هي .. حمامة المحبة ..ومراسلة العشق بين المتحابين ..ووصلهم
اعطيني رسالتك لسوف اكون سفيرتك اليها ولسوف ابحث عنها في كل اصقاع المعمورة ..
اخذت رسالتي اليها باني انتظرها ..وكلي أمل بعودتها ..
واتت أيضا فراشة كوليلك وحطت على يدي وقالت لي جانوو اترى ألواني الزاهية ..
هي من صانع ما بعده صانع ...انها من صنع بديع السموات والارض ...
اليس قادراً على ان يجمعكما ..بلا ورب الكعبة قادر ..
وطارت فراشة كوليلك ..وتردد لا تفقد الأمل جانوو ..
لا تفقد الأمل بالله ياجانوو ..
لا تفقد الامل بالله جانو, هذا ما استطيع قوله لك اخي العزيز فوحده جل جلاله قادر على تحقيق ما نحلم به .دمت سالما
أنا اسمعهم ...نعم اسمعهم يتهامسون فيما بينهم في الازقة والطرقات ..
وفي المقاهي والاستراحات ...الكل يدلو بدلوه هذا هو جانوو ..
ألم يمل من الانتظار وييأس ..
أنين صوتهم ينخر في اذني ...
لقد بصمت هذا الطريق على ظهري قلبي ..
بات الطريق ايضا جزءً من حبي لها ..
لابد ان القي التحية على الحجارة المرصوفة على طرفي الطريق ..
لابد ان اسقي الزهور والحشايش من دموعي كل يوم ..
لقد راق لهم دموعي ...
خريف العمر اتً...ووريقات الاشجار اصفرت ..وبدأت تتهاوى على الارض ..
والبرد القارس اتً لا محال...
والكل يتهامس ولا اطيق صوتهم ..
فقررت ان اشيد كوخ اشواقي واحزاني ...
نعم لسوف اشيد هنا بجنبك ايتها شجرة التوت فهلا تسمحين لي ..
كانت كريمة كعادتها لقد وهبتني اغصانها لكي اشيد بها كوخ اشواقي ..
والعصافير تجمعت حولي وهم يجلبون لي الريش الناعم من اجل سرير انتظاري ..
فاكتمل كوخ اشواقي من مواد اولية كلها من صنع الطبيعة ..
كوخ اشواقي اصبح ملاذي الاول والاخير ...
لقد تــــــــــــــــــــــــأخرتي يا حمامة كوليلك بزف خبر اليقين ..
لقد تـــــــــــــــــــــــأخرتي يا حمامة المحبة ...
ما زلت مصراً على انتظاري لكِ وكل أمل بعودتكِ يا حبيبتي ..
عندماا تتوقف عن التفكير في المستقبل
والقلق من الاتي
وتتوقف على الندم على ما فاتك من الماضي
واذا امعنت النظر في اللحظة الحاضرة
فسوف تدرك بالفطرة بانه مادامت هناك حياة فهناك امل
استمتع بكل لحظة
وتنفس بهدوء .........
واسترخ
وتفائل
لان التفاؤل هو الايمان الذي يؤدي الى الانجاز
ودمت بسلام اخي العزيز
في كوخ اشواقي ...
اكتشفت باني وحيد كأغضان الخريف العارية من أوراقها..
كاوراق الشجر الخريفية المتهاوية على الارض ..
أتنفس يا جين ...اخ ما أصعب التنفس تحت الماء وانت مجرد من الاكسجين ...
اصبحت كالغواص الذي فقد قنينة الاكسجين وهو في اعماق المحيط ..
ولكن كلي أمل بعودة الربيع ...
واصبح كغصن الربيع المليء بالاوراق الخضراء النضرة ..
أخي جانوو
و ما زلت و أنت تستجدي الأمل
و هو آتيك آتيك لا محالة إن شاء الله
فقط لأنك تنظر إليه و أنت الواثق منه و من خلال حسن الظن بالإله
و هو ربي من قال : أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
ما زلت المتتبعة ذاك الصراع
صراع الأمل و اليأس
و مازلت ألحظ عدم خنوعك و أنت ترضخ لليأس
فلا كان هذا اليأس ، و دحره الله مجرات و كواكب
عنكم و عنا و عن الجميع ..
جميل ما أقرأه لك من كلمات هذا لو نظرت إليها من خلال رؤيتي الأدبية
أراك تتقن فن الأدب و هو على الأغلب
يعتمد على المجاز و الإستعارة و الكناية
و هو ما يقع تحت مسمى (( علم البيان ))
فتراكيبك الأدبية لا شك تستقطب ذائقتي من حيث ثراء الخيال
و أنت المنطلق عوالم الرؤية و هي تأخذ بآمالك و آلامك نحو تخوم
الجمال الأمثل
كل ذلك و لست ببعيد عن الواقع و بكل حضوره القاسي أحياناً
هي الآمال من تأخذ بيدنا فقط لنعيش الحياة و على
علاتها كما يقولون ..!
فلو لا هذه الواحة لغدت الحياة كئيبة و هي القابضة على
مكمن التنفس
جانوو
سر و أنت تنال المنى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مع اشراقة شمس يوماً جديد ...
مع اشراقة الصباح وهي تلقي بخيوطها الذهبية على الحقول والوديان .
وانا أتامل هذا الجمال الرباني المبهر ..من نافذة كوخ أشواقي,,
واذا بصوت شجرة التوت تنادي هناك نورا قادم من جهة الغرب ..
هل يا ترى تكون هي ..اميرتك الجميلة ..
التفت الى الخلف ...هذه ليست اميرتي ..شعاع ملكتي لايضاهيه شعاع ..
ولكن هذا الضوء ليس بغريب عني ..
انه نور علماً وادباً واخلاق ..ورفعة ..
لابد انها سيدة الأدب gul ..نعم انها gul
لم اراها ايتها الشجرة ولكني سمعت عنها الكثير ..
كوكب الشرق في الغناء في القرن التاسع عشر ..هي ام كلثوم ..
وانتِ اخيتي كول كوكب الشرق بلا منازع في الأدب .
بما ان كل الدروب تؤدي الى قريتي ..فلا بد لكل البشر ان تمر من هنا ..
وها انتِ ايضا سيدة الادب الرفيع وكوكب الشرق تمرين من هنا ..
قالت وهمست في اذني كلاماً رائعاً ...جميلاً..سلساً..
لم تقل الكثير ولكن كل كلمة تخرج من حنجرتها الذهبية ..ومن لب عقلها المنير ..تحتاج الى صفحات لكي تشرحها وتفهم مغزاها ..
ولا بد ان تقف عند كل حرف لسويعات..
ها انا الى الان احاول ان اترجم و احاول فك رموزها ..
وكلما ابحرت في كلامها ارى باني اغوص اكثر واكثر .وازداد ايماناً بالامل .
قالت ان الصراع بين الشر والخير...كان منذ الازل و الحق كان الطرف المنتصر دائما ..
والصراع بين اليأس والأمل ايضا منذ الازل وكان الأمل الطرف المنتصر دائما فقط للذين امنوا بالله ووصول مدده ان شالله ..
فكن مؤمنا بالله يا جانوو ..
وقالت قرائت عن حب عنترة لعبلة ...
وحب قيس لليلى ..
وحب روميو لجوليت ..
ولكن حبك ووفائك لاميرتك الغائبة ليس له مثيل ..
من اليوم لن استشهد بقصص الحب الغابرة ...
ولكني سأستشهد بحبك ووفائك لاميرتك..
كن على يقين بأن الله لن يخذيك ابدا ما دمت مؤمناً بوصول مدده..
همت بالوقوف للمغادرة..
واذا باصواتاً تتعالى من ورائي ..جميع النباتات والحيوانات كانت مستمتعت بكلامك الجميل يا اميرة الادب.
وارى البعض كانت اذاناً صاغية ..
والبعض وجهت قرون استشعارها باتجاه هزات صوتك لكي تشعر بحلاوة حديثك .
ويعضهن فتحت مساماتها لكي تتلقى غذاء الروح هذا ..
الكل يطالب ببقائك من اجل رفع روح المعنوية لي والوقوف بجنبي .
ولكن باطن الأمر ليس من اجلي ينادون ويطالبون ببقائكِ.
ولكن من اجلهم يطالبون..من اجل كلامك المتخم بالحيوية ..
من اجل حديثك الشيق الذي يبعث الأمل في النفوس .
الكل يدعوا لكِ بوصولكِ سالمة الى وجهتك ومقصدك.
لن استسلم لليأس ابداً ..
وسأظل انتظرها الى الأبد..
وكلي أمل بعودتها ...
أنا بانتظارك يا اميرتي ..لقد طال غيابك ..ولكن كلي أمل .
و هكذا يستمر جانوو في بث أناته و شكواه
في رؤية تأملية خالصة جعلتني أتوقف عند شجونه طويلا
و كأنه يتحدث بلساني ..
و ما يعطي هذا الشجن مرارة ذاك الأمل المتدفق في حناياه
رغم كل الظروف
أشكرك جانوو
و أتمنى لك من كل قلبي كل الخير
زوبعة من الغبار يتصاعد من بعيد ..
لاح لي من بعيد شيئاً قادم ..كجلمود صخراً ..انه مسرع ...
اقترب ..اقترب ..نعم انه ساعي البريد عماااد بدراجته الصينية ذات السلة الامامية .
ساعينا قادم ...يالله ما ابهى طلته وهو يحمل الرسائل ..
لقد اندمجت كل اهاتي واناتي مع الغبار المتصاعد من حوله ..وتلاشت على الارض .
نسيت احزاني ...على أمل رسالة من اميرتي الجميلة يحمل ساعي البريد عماد ..
تجمع الجمهور حول ساعي البريد عمااد واخذ عماد يوزع الرسائل ..
يدخل السرور لقلب الام والاب ..
يدخل السرور لقلب الزوجة ..
يدخل السرور لقلب الحبيبة ..
يدخل السرور لقلب الحبيب ..
يدخل السرور لقلب الابن والابنة ..
الكل غمره السعادة ..وغادروا المكان ..
الا اناااا ..اين حاجتي يا عماااد ؟؟
قالي لي ..نصيبك بالجنة ...
وقال ألم تمل من الانتظار ..هناك الكثير من الأميرات بنظري ..فأنسى ..
أنسى ..أنسى ماذا ؟؟؟
أميرتي ليست ككل الأميرات ..
هي صورة أبدعها ريشة الخالق ..
سأخذ رسول الله يعقوب عليه السلام قدوة لي ..هو صبر على فراق يوسف ثلاثين عاماً.
وكان واثقا من لقاء يوسف ثانية ..
وسأنتظرها.
والله هو المعين على فراقها .
وأني واثق من عودتها ولقائها ثانية ..
وكلي أمل ..
لقد تأخرتِ يا حمامة كوليلك بنقل اي خبراً ..اني بانتظارك ..يا حمامة ..
أسمع...نعم اني أسمع .
بان الشتاء اغلق ابوابه ...
والمروج الخضراء فتحت أبوابها و بدات تظهر ..
والثلج الأبيض بداء يشد الرحيل الى سحيق الارض ..
والغصن الأجرد بداء بالأخضرار وأنبثاق البرعم منه ..
حتى الأفعة السامة بدلت ثوبها القديم بثوباً مزركش جديد ..
والعصافير مصطفة بأرتل منتظمة تردد شعار الصباح وتغني و تستمتع بدفء شمس الربيع بعد شتاءً طويل .
وصغار النعاج تقفز هنا وهناك ..يظهرون مهارتهم في القفز ..
ولكن مالي انا ...لا احس باي شيء ..
لماذا لم ارى الثلج الأبيض الناصع كوجه اميرتي الجميلة ..
لماذا احس بان شبح وطيف ذكرياتي معها مازالت تجوب ارجاء كوخ اشواقي ..
لماذا احس بصفير الريح الباردة مازالت تتسرب من بين الشقوق وتعصف بي من كل صوباً وحد.
لماذا احس بان برد الشتاء مازال معششاً في عظامي ولا احس بدفء شمس الربيع .
انتهت دورة الشتاء القارس عند كل الخلائق ..الا عندي ..
اني انتظرك يا أميرتي الجميلة بفارغ الصبر ..وكل أمل ..بعودتك ..
لقد طاااااااااااااال فصل الشتاء هنا في كوخ أشواقي ..
جانوو
ما زلت المتدبرة عزفك و أنت تنادي الأمل
لا تيأس و كن في بحث عنه
و هو القادم نحوك و بإذن الله ...
فجميع الآمال لا شك محصورة في هيئة أميرة أو أمير
نكون من خلالهم على
موعد مع المنى
ترقب الربيع و هو ينبلج من رحم الشتاء
و استجدي الرواء و هو ينبجس من صخور القيظ
اطلق خواطرك
و دعها تمرح ها هنا
فثمة مرعى و الديم منهمر ..!
أحث تباريحك و هي تنثر ها هنا على المضي
و نحن نرهف السمع ..!
اخت كول ..
سمعتُ بأنه عاد اليكِ ..
قبل السماع احسست بأن الفرح ملئ جوانحكِ ..
وبأن الربيع انبلج لديكِ ..
وبأن رائحة عطره الذكية عم ارجاء واحتكِ .
وبأن الشهب والنيازك زينت سماؤكِ..
وبأن القمر اكتمل اخيراً لديكِ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد بات هذا الكوخ موحشاً ..
لقد بات يخنقني .
نزيف قلبي كان بركة صغيرة فتحول الى جدولاً وها هو الأن يتحول الى نهاراً جارف .
وأصبح الغبار يطمرني ...
والحزن يدمي قلبي ..
لا بد من انتفاضة ...
ونفض الغبار ...
لابد ان احذو حذو الذي عاد اليكِ..
لابد ان أحطم شعار مشوار الألف أمل يبداء بالأنتظار للأمل ..
وأحوله الى شعار مشوار الألف لقاء يبداء بلحظة الأنطلاق ..
سأهدم كوخ اشواقي هذا ...وسأنطلق للبحث عنها ..
اذا لم تحك جلدك ...غيرك لا يحكه لك..
لن انتظر عمااااد ساعي البريد بعد الأن ..
ولن انتظر حمامة كوليلك بنقل الخبر عنها ...
ولا احتاج الى مواساة الاخرين لي ..
انا قادماً إليكِ ...
وكلي أمل بالوصول اليكِ..
يخيلُ لي بأني اخطأت بوصولها ..
يخيل لي بان أحلامي التي علقتها على القمر الهلالي فد تعبت من الأنتظار..
ان الأوان لهذه الأحلام ان تترجل من على القمر ..
ان الأوان لهذه الأحلام والأمال المعلقة بين السماء والأرض ان تنزل الى الارض وتبدء رحلة البحث بنفسها ..
بعد رحيلك لم يعد الربيع ربيعاً والخريف خريفاً ولا الصيف صيفاًزلا الشتاء شتاءً و حتى وجوه أهل قريتي البشوشة البريئة السمحة كالسابق ..
عم القحط والوباء و ووووو ومن ثم وا.
لذا أضرمت النار في كوخ أشواقي ...
ألسنت لهيب النار تصاعدة الى عنان السماء ..
والكل يبكي ..
شجرة التوت تزرف الدموع ..
الحمامة واليمامة والعصفورة والفراشة الكل يبكي ..
حتى البشر اجهشوا بالبكاء ..
لربما لفراقي لهم ...
كنت امدهم ايضا الصبر والشجاعة ...والأيمان بالأمل القادم ..
يخافون الفراق ..
ولكن لابد من الفراق بيني وبينهم لكي اصل الى المراد ..
لكي التقي بأميرتي ..
ها أنا قادم ...
وما دام حبل الود والحب موصولاً بيننا فلن اضل الطريق إليك .
اشم رائحة عطرك يفوح من بعيد ...
مع نسيم الهواء العليل كل صباح ..
مع كل اشراقة شمس ..
وكأنها تقول لي لماذا تأخرت بوصلي ..
سأتي وكلي أمل بوصلك قريبا .
أخي جانو إن لم تحك جلدك أنت فلا تنتظر أحدا ليحكه لك إبدا أنت فكر بالآن وانسى الماضي ولاتفكر في هذه اللحظة بالمستقبل بدون عمل بل قم الآن بعمل يفيدك بالمستقبل
فكر بالآن ماذا تعمل فيها ؟
أنت الأمل ياجانوو ثابر وستصل إلى مبتغاك
أشلاء روحي المتناثرة هنا وهناك بدأت بلملمتها ..
فوق اوراق شجرة التوت ...
فوق النجمة العاتمة،المظلمة ..
فوق صخرة اذكريني..
وواحة نزيف جراحي ...
ووادي أهاتي وأنين قلبي ...
لملمتها ووضعتها في صندوق احلامي ...
أما اشلاء جسدي فلم اعثر له على اثر ...كأنها تبخرت ..
وأما حاجياتي الأخرى بحثت وبحثت طويلاً فلم اجد غير رسائلها احملها معي في رحلة البحث عنها ..وعن روحي وكنزي المفقود منذ زمن ..
كنت أقول في نفسي إننا مثل قمر لدينا جانب مظلم دائماً...
ولكني وجدت بأني لست متل القمر كل أجزاء مظلمة ..
أملك شعاع ضوء ..بصيص أمل ..بعودتها ..
لذا سأبداء رحلة البحث عنها قبل ان يأفل ويزول ذاك الشعاع ..
مشوار الالف ميل يبدء بخطوة ...
وها انا ذا اضع.. اخطو الخطوة الأولى بهذا المشوار الألف ميل ..ربما أكثر لا أعلم ..
الى اللقاء قريتي العزيزة ..بجبالها ..وسهولها ...ووديانها ...وكهوفها ..وصخورها ..
بأشجارها ...وزهورها ..من فلها وياسمينها ..الى اللقاء ..
أنا قادم ياأميرتي الجميلة ...أنتظريني ..
بدأت رحلة السباق مع الريح في البحث عنها ...
و قد حط بي الرحال في اولى المدن ...
مدينة ليست كالمدينة الفاضلة لافلاطون ....بل أجمل منها ...
مدينة لن تراها حتى في الاحلام ...
مدينة يغطيها الزهر ..والورد ...من الياسمين والتوليب ..
حتى زهرة اللوتس التي لن تراها الا في بحر الصين ..رأيتها هنا ...
وقفت في سوقها ..سوق عكاظ ليس كذلك ...ارى السوق يعج بالناس ....
الشيخ يداعب الصغير ...والشاب يسند المسن ..والحبيب يهامس حبيبته ..
والاب يلاعب ابنه ...والصديق يساند صديقه ..
كلامهم فيما بينهم ..هو المسك والعنبر ..الحب والاحترام ...
هل ياترى هربت من مدينة الاشباح تلك ...الى مدينة الملائكة والنور ...
وقفت ومررت الهواء في حنجرتي .. وصرخت بأعلى صوتي ..
ايها الناس ..هل انتم بشر مثلنا ...قالوا نعم نحن بشر ..
هل لي بمساءلة ...قالوا لا نسأل الضيف قبل ثلاثة ايام ..
ولكني في عجلة من امري ولا استطيع الانتظار لثلاثة ايام ..
اني ابحث عن اميرة ...حبيبة ...
اميرتي كالنهر الذي لا يتعب من الجريان ... يبث الحب والحنان ..
اميرتي كشقائق النعمان ..بخجلها ..
انفاسها كرائحة عطر فرنسي بتوليفة ايطالية ... مزيج من السحر الاسباني ..
خفيفة الظل ...كخفة الريش ...
بريق عينيها يشبه ريش الطاووس بالوانه الزاهية ..
عزتها وثقلها كالبن البرازيلي بنكهته الطيبة ..
اميرتي..... اينما تحط رحالها يفتح الخير ابوابه ..
وتتجمع الغيوم لتعلن بدء المطر والخير ...
والعصفور يصاحب النسر ...
والقط يلاعب الفأر ...
والثعلب يمازح الارنب ...
و
و
و
وكلما وصفت حسنها وخلقها ..رأيت الحزن يبدو على وجوههم ...والبعض بدأ بالبكاء ..
عندها توقفت ...
فقالوا بصوت واحد كرجل واحد ..نعم كانت هنا ....
كانت هنا ...وما نحن فيه من حب وحنان ...كله بفضل الله ومن بعده بفضلها ...
قبل مجيئها كان القحط صفة الارض ..
والكره صفة النفوس لدينا ..
والنهب افضل اعمالنا ..
والسب والشتم افضل كلامنا ..
والكبير يضرب الصغير ...
اخذوني من يدي الى ساحة كبيرة ...اسمها ساحة الأميرة..... تيمناً بها ..ساحة الحب ..ساحة الاخلاص ..ساحة الصدق ..
اسماء كثيرة لها ولكن المنبع واحد هو اميرتي ..
ها هو تمثالها ....
صورتها ...
شعر مزخرف خرج من افواه افضل الشعراء ...وزخرفة بأيدي امهر الخطاطين ..
لقد حولت مديتنا من الصفر الى اللانهاية ...
الكل تودد اليها وطلب يدها ...
من الامير ...ونائبه ..وقائد جيوشه ..والحاشية كلها ..
والتاجر ...والعالم ,,والاديب ...كلهم ..
ولولا خجل عامة الناس لذهب كلهم لطرق بابها و طلب يدها للزواج ..
ولكنها قالت بكل خجل: انا على موعد مع أميري ..
وعدته باني لن اكون لسواه قط ...
صدتهم بكل احترام ودون تجريح ,,,
ففرضت ودها واحترامها على الجميع ...
أميرتك تلك ملاك طاهر بكيان انسان ...
وغادرت ...بعد ان جعلت من الكره حباً ..
ومن الكذب صدقا ..
ومن العجز قوة وارادة ..
ها انا ذا اذكرك مرة اخرى ...اميرتي ...
اميرتي يا ست النساء ...
عندما اذكرك تختفي النجوم خجلا ...
تسعى كل نجمة للاختباء وراء الاخرى ...
والشمس تهرب للاختباء وراء القمر ..
عندما اذكرك تبدأ السماء بالبكاء ...
والشتاء يحزم امتعته ...
والربيع يعلن نفسه رسميا ..بانه سيد الفصول ..
والكره يزول من الوجود
والحب يسود الارض ..
وشياطين الجن والأنس تتحول الى ملائكة ..
الموت يكره الموت ..
عندما اذكرك تبدع ريشة الرسام ..
عندما اذكرك يصمت الرعد ...
يصمت البلبل الجميل ...
يصمت الصمت ..
عندما اذكرك الارض تنتج ..
النساء تولد الابطال على شرف ذكرك ..
الشاعر نزار قال ما هو الفرق بين السما وبين حبيبته ..
بانها عندما تضحك ينسى السما ..
اما انا فعندما تضحكين انسى السما والارض والخلائق ...
ساظل وفيا لك ما دمت حيا ...
لقد شربت الوفاء من يدي والدي ...
لقد علمني ما معنى الوفاء ..
ساكون وفيا
و سأظل اذكرك اعواما واعواما ..... اذا كان للعمر بقية
وهذه اخر رسالة لك يا اميرتي في عام 2010
أميرتي يا أجمل النساء ...اود ان اهديك هذا البيت من الشعر الذي يعد من أروع ما قيل الى الأن للشاعر يزيد بن معاوية حيث يقول:
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ،،،، ورداً وعضت على العناب بالبرد
اميرتي كذلك هي جوهرة ..
و عندما تبكي فدموعها كالؤلؤ ..
وتلك اللألئ تنهمر من عيون كزهرة النرجس ..
تسير وتروي خدين كالورد الجوري المفتح في الصباح وحبات اللؤلؤ مازالت معقلة بخديها تود ان تمكث بقية عمرها على الخدين..
وشفتاها العنابيتان ..كالون حبة العنب الأحمر ..
واسنانها كحبات البرد .
لم افقد الأمل بعد .بوصلك ...
سأبحث عنك في مدن ملوك الجن .,خلف البحار ...
سابحث عنك في بلاد الفايكنغ حيث السهول والشواطئ الجميلة ,,
لا أخي جانوو شو حلم .........؟؟؟!!!!!
حلاوة الحياة بالحلم والأمل ...
جمل تفؤلك بوصول الأمل وهذا ليس بغريب على قلبٍ مؤمن .
تمنياتنا لك بحياة كلها أمل وسعادة
لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان