للمنفى,للزجاج والروح
الخميس, 04/11/2010 - 21:58
للمنفى,للزجاج والروح
بوحي جهنم
صمتي جهنم
روحي جهنم
وكل ما يليه جهنم
فأشتعل أيها الكون
من الولادة
الى الولادة
وتدفأ بألمي
أيها العابر
فكل القوافل التي لا تأتي,لي موعد معها
وكل حب ناقص
أنا صاحبه
وكل منفى هو وطني
الا أرصفة مدينتي
وكل نافذة حزينة
هي نافذتي
وكل غريب على كوكب الحزن
أخي
فهبني شفتيك
أيها الغريب
لأسرد موتك
لأسرد جذعك المقصوص
وأغصانك اليابسة
هبني حنجرتك
لأدندن للجرح نشيدا
وأرسم لوجهك
أسوارا و مقبرة
ألملم كبرياءك المكسور
من على أحجار منافي الضباب
ومطابخ المطاعم
هبني عينيك
لتستريح القصيدة قليلا
وأبدأ سفرا في دمك الهارب
وأتذكر قليلا من حلمك
المحجوب خلف ألف باب, وباب
أيها الغريب
المبعثر خارج الوقت
تعال
أنصب لك في وجهي
ارجوحة
وأمسح عنك عرق كوابيس الليل
أما زلت تحلم
أيها الغريب؟
وتغتسل بأنين النايات
كلما تذكرت رائحة الأرض
خلف الجبل السابع
من ذاكرتك الذابلة
أما زلت
ترتب البيادر
في مساحة روحك
وترتب للنوروز
وقتا وزهرا ومشاعل؟
أما زال ينبت الصفصاف الحزين على شفتيك؟
وينبت قرن غزال؟
وهديل حمام؟
وتطير في وجهك
القبرات
وتسيل من جداول عينيك
نبيذا أحمرا
وطواويس نائمة على سلالم العصر
وسماءا ينحني على غروب المدينة
في قميص الارجوان؟
أما زلت تحلم
أيها الغريب
بأنامل أمك؟
ورائحة يديها
المعجون بحديقة ومطر
حين تمسح عرق وجهك
وتمسح الغبار عن جبين الكون
وقامتها
حين كانت تكتسي السنونو
ثيابا
وتلبس شمسا مطفئة في ابتسامتها
أتحلم بعد
بمدينة؟
تسبح في دمك
سمكة من نحاس
تبعثر فيك مكعبات اللون
والتقويم؟
وترقص عارية في دمعتك الرماد
فهبني رئتيك
أتنفس الخارطة
مدينة,مدينة
وأتنفس شارع الأسفلت الوحيد
كنقش وحيد
في سجادة السماء
وأتنفس شجيرة الزيزفون
على باب داركم
وأكنس عن وجهك الريح
بأظلاف وعل جريح
تعال
أيها الغريب
لقد هيئت في روحي
زورقا
فالغربة جهنم
وكل ما يليها جهنم
تعال نطلق الشراع
اليه
عثمان حمو
03,11,2010