في خلوتي خمرتي تحلو لذائذُها

*

صدقت أيها البهاء

يا ما من لُذتَ بمحراب الراح

و سكنت حيال السُكر به

و هل سواه من خمر يدير الرؤوس ، و يلعب بالأفئدة

نجوى في دجى الليل

و نداء للذي فطر القلوب الخاشعة للتلذذ بتلك الهنيهات

و الظلام قد أرخى سدوله

و ثمة كأس ينهلها الغادي نحو ملكوت الله ، و المغادر دنياه فقط

 ليكون هناك

حيث رحاب الله

لله أنت أيها البهاء حيمنا نثرت :

يا كأسَ نجوايَ في جوف الدُّجى مُلِئَتْ

أجل
هل لمثلك من كأس و هي مترعة بالسلاف

سلاف التداني

و خمر الوصول

كن نديمي إلهي ، و أنت سميري

و من غيرك ( لو تلمسنا ذاك الجمال ) من خيمة نلوذ بها

و خليل نعكف عليه

كلا و حقك

وحدك من تسيقنا دنان الشرود و نحن تائهون عن عبثية هذه الحياة

إلى رحابك و هي ألذ

و أثيرك و هو أشهى

فقط قارئي اخلد قبالة سكناه ، حيث مناطه السامي

و انبذ كل ما عداه خلفك

سترى السُكر الحقيقي ، و تنال الهيام الأمثل ...!

و شعور يخالطك و أنت في حضرة الإله

حين يجن الليل ، و النجوم معلقة كالقناديل في مناطها من الفلك

و ذاك الوميض يبص بصيصاً خافتاً

و تلك السرج ترتعش ارتعاش خواطر الحب ، و أنت جالس و عليك وقار روحك

و من حولك هدوء قلبك

و قد استبهمت الأشياء في نظر العين ليُلبِسَها الإحساس الروحاني في النفس

فيكون لكُلِّ شيئ معناه الذي هو منه ، و معناه الذي ليس منه

فيخلق فيك الجمال الشعري

و أكمل به من شعر نتوه عنا حيث غاية الشعر و هو مبذول

للإله ، و أرقى الفن و هو في جنباته

و أنت تعيش اللحظة لكأنما مُحِيتِ الدنيا التي في الخارج ، و بطلَ

باطلها فلم يبقى على الأرض إلا الإنسانية الطاهرة

و هذه الثواني

و هي معجزة الروح متى كان الإنسان في لَذَّةِ روحه مرتفعاً

عن طبيعته الأرضية

و كما نوه إلى ذلك الفيلسوف :

مصطفى صادق الرافعي

البهاء

و أنا أسافر إلى كلماتك

أحسني هُلام 

أضمحل على وقع شدوك و أنت تعزف ناي 

الجمال

و شدو التدبر 

و لحن الخشوع 

و ما عدا ذلك لهي لذة مزيفة ، و متعة هي للنفس

دون الروح ..؟!

شتان ما بين لذائذ الروح و متع الهوى !!

الأديبة الشاعرة GUL

تعليقاتك على النصوص الأدبية نصوص أدبية تحتاج إلى تعليقات تثني على جمالها، وتشيد برونقها، وتشهد بحلاوتها..

دعيني أنقل إليك ما أتخيله وأنا أقرأ نصوصك الأدبية نثرا وشعرا..

أتخيل فراشة ازدهى جناحاها بكل تدرجات ألوان الطيف، فإذا طارت رسم خفق جناحيها في الفضاء لوحات متلألئة بغنى الألوان المنسجمة المتآلفة المتعانقة..

لك مني الشكر الجم والتقدير الأتم.

حينما قرأت هذا الرد للأديب اللغوي ، صاحب البيان الرفيع

د بهاء الدين

و هو يعبر بتواضع الكبار ، و خلق المفكرين العظماء

بأن ما تخطه أناملي من حروف

و نظرة من بيانه يراني من خلالها ( فراشة )  تهيم في ملكوت الكلم

و مزن من ألوان الطيف أتركها هنا ، و أضعها هناك

كاد جمال التصوير يأخذ بأقطاب النفس

إلى جانب سعادة الروح

و هو الذي رسم لوحة و لا أمكن منها

أحسستني من وقع هذا الديم و هو ينهمر على أعطافي

حقاً فراشة حالمة

كيف لا و هي شهادة راقية من قرين البيان

و جار البلاغة و هي أصيلة نقية

كلماته التي أراها أخذت نسقاً خاصاً ، و تناولاً غير مطرق قمة في

الإضاءة

و هي التي دلت على نضج شاعريته ، و استواء ملكته .

و الراحل قبالة ما ينثره الشاعر

لا مراء يجد متعة الفن و جلاله ،

و عمق الفكرة ، و اتساعها

و قد أجاد في الصناعتين ، و برز في الفنين

أعني بذلك انه يقرض الشعر الفصيح ، إلى جانب نظم الكلمات

و هي منثورة

درر فنية تشع منها مضامين روحية

متصلة بكل أمر عظيم

 مناطها السماء ، و عروجها آفاق الفضيلة

يضعها ها هنا

تحت أنظارنا ، و عند ناصية إعجابنا ...

لا مناص أن

 الشاعرية الفذة هي تلك التي

تحلق بالمشاعر و الأحاسيس إلى عالم أرحب

و الشاعر المجيد ( شعلة ) لا تنطفئ أبداً

و لا تتغير مهما دارت حولها الدوائر ...!

بل تكون أكثر قوة و صلابة

و الموهبة الشعرية ملكة تسمو بالإنسان إلى أعماق الكون النفسي

فتسبر اغواره ، و تغوص في بواطن ذراته

فتستخرج ما يكتنف هذا العالم من غموض ، و تستلهم رموزه التي

تنتظر من يذكي أنينها

و للشاعر الموهوب

آهات حرى

و دموع ثكلى

و أنين و سهر و مثل ،

و آلام تنوء بحملها الجبال

* * *

فلكم الشكر حيث أقصى منتهاه .....

و أنا خجلة حدَّ أن طأطأت بهامتي

إذ وضعتني و كما دائماً في صف الأدباء

فسامحك الله

و هو

كرماً منك

و لطف غمرتني به

و إلا فأنا تلميذةُ ثقافةٍ بسيطة جداً ..

ليس إلا

....‏... حيث الرياحين فاحت من ندى الطلل
‏_‏ _ _ _ _ _ _ _ _
و ها أنا ذا هنا أحتسي من كأس خمرتكم أيها الشاعر المفكر المجدد
الدكتور بهاء
الذي جدد في تصوير الحالات الصوفية النفسية و سار في
هذا التيار شوطا بعيدا
فجئت بالرمز الذاتي الوجداني في حلة لم ترد في الشعر الصوفي من قبل ..
و هذا إن دل على شيء فإنه يرمز إلى علو كعب ثقافتك
الأدبية و الفكرية مع إغراق في الاتجاه الروحي السامي في
عبارات غزلية حسية تفتن و تغري و تؤدي المعنى برمز شفاف ..

سلمت لنا و دمت بخير

مرحبا أخي عماد

أعجبتني هذه الدرر النقدية التي رصعت بها خلفية هذا النص

نعم إنه تصوف بمعنى مختلف، تصوف دون شطحات لا أساس لها من كتاب أو سنة..

أردت أن أبين أن بين خمرة ابي نواس (وداوني بالتي كانت هي الداء) وخمرة ابن الفارض (سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم) منازل فلا هذه ولا تلك خمرتي.. وإنما خمرتي أن أناجي الله خاليا..ولكل إنسان خمرته.. كما أن لكلٍ منهم  ليلى.. و(كل يغني على ليلاه متخذا***ليلى من الناس أو ليلى من الخشب)

دمت ناقدا أريبا أيها الفاضل..

شتان ما بين الخمرة والخمرة ............ وهل اطيب من خمرة تملأ القلب خشوعا .............. وتضفي على النفس نقاء وصفاء .

حلاوة لا يعرف طعمها الا من ذاقها ........ حلاوة تزيد في ظلمة الليالي ...... حين يشعر الانسان بضآلته وضألة كل مشكلاته امام قدرة الله وعظمته ...... فينشرح صدره ..... ويطمئن قلبه .

وبارك الله فيك دكتورنا القدير وجزاك خيرا ...... ولك باقة من زهور الياسمين .

رونيدا

بعض كتبي إلى الآن بين صفحاتها بتلات من الياسمين وبتلات أزهار أخرى مما كنت أتلقاها في الرسائل الواردة إليّ قبل نحو ثلاثين سنة..

يا أيها اللهب الذي في حره اختنق السلام

وامتد في لؤم التمادي حارقا عشب الوئام

ما زالت الأزهار عندي في اشتياق نحو  برد الثلج لا تخشى تحاريق الضرام

شكرا على مرورك العذب الزلال

السلام عليكم ورحمة من نورالله وبركاته
عليكم استاذنا

" الدكتور بهاء الدين"
 وعلى كل من يقرا حرفي
سعيدة بوجودي بينكم

اقول
حمدا لله"

وجدت الملجاء العذب

فيه تجتمع ارواح مؤمنة بروح الملهم الابدي

على حب الخالق ونوره

فتخلو مع الرحمن ونوره

تحتسي تسبح تتامل.

روج دا:)