غَثٌّ وغُثاءٌ

4 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

 

 الغثُّ ضد السمين، يقال : غثَّت الشاة، أي: هزلت، وغثّ الحديث : فسد وردؤ، وكذلك: أغثّ في منطقه، ورجل غثّ، أي: رديء.، وقوم غَثَثَة.

أما الغُثاء فهو ما يحمله السيل من القُماش الذي هو فتات الأشياء المختلط بالزبد الذي يعلو السيل، وفي الحديث:

يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ. قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.

وفي الغثّ قال الشاعر طالبا من صاحبه اختيار أحد أمرين: التآخي أو التعادي:

فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ***فَأَعرِفَ مِنكَ غَثّي مِن سَميني

وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني***عَدُوّاً أَتَّقيكَ وَتَتَّقيني

واحتار آخر فيمن يخاطبه بألقاب فيها مدح وثناء، ثم يعقبها بشتم وافتراء، ونفاق ممزوج بالهجاء، فقال له وهو لا يدري أيّ صنف من البشر يكون:

احترتُ في تلقيب ما تأتي به من غثاثة البيان

احترت في غثائك المرميّ في أندية النكران

احترت في هذا الذي أراه في فُقّاعة الهوان

احترت في نسبك المدسوس في ذاكرة النسيان

احترت في مكانك المُنساح في عوالم البهتان

احترت في جنس نُمِي لدوحة الإنسان

تصنيفُك المسكوبُ في نعلٍ به الثقوب

خالٍ من العنوان..

***************

لقَّّبتَني ورفعتَني في قبّة مُعَنْكِبة

تجتابها الأرياح تسفي نَوْحَها المُزْجى بسود الأتربة

تنساب تحت أديمها

ساقية مياهها مُعَقْرِبة

ويحتبي الزُّور على كرسيّه في جلسة محدّبة

والحقد في جواره سَوْءاته مُضبَّبة

ثمّ انهوتْ في وَهْدة

فانزاح عن دعواك كل الأنقبة.

*********************

ربِّ زدني علما

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 25 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

د بهاء الدين

و أنا ألج رحاب هذه الكلمات لا شك ستقع على ( الغث ) دون السمين ..!

فما أنثره هنا هو ( الغثاء ) بعينه

مقارنة بما تقوم به من رص للكلمة و هي بليغة أصيلة ..

معافاة مكينة

و على الرغم من ذلك أراني هنا و قد تلبستني الرهبة 

و غلفني التوجس من الإقدام نحو عتبات عوالمكم ...؟!

لطالما قطعت ما بين الإقدام و الإحجام شوطاً كبيراً و أنا أهم بمداخلة ما !!

و لشدَّ ما أحسست  بوطأة الحمل و نداء في سري : إلى أين أنت راحلة ؟

فزوادتي واهية ، و بضاعتي مزجاة ..

لذا لا أوصيك الرفق بنا و : gul بعد طرية العود ، و الإهاب منها غض

لست هنا في معرض الثناء بقدر ما هو إغتباط و أنا أرى هكذا نماذج يكونوا لنا خير ملاذ ، و نعم

المنهل نعب منه المفردة النادرة ، و القول الحصيف

هذا هو البهاء

الواجهة المشرقة لنا نحن أمة الكورد في حقلها المعرفي و الإبداعي

هذا هو الحكيم أجزم متيقنة أنه لا يكتب إلا عندما يخترق ببيانه حصون ألبابنا حتى يسيل دمه

و دم الإبداع معه ، ثم يختلطان في القلم و يبدأ الرعاف ..و كأنه القائل :

( أنا بعض الحبر ، ما عدت دارياً ..... حدود حروفي من حدود أصابعي !! )

لست مغالية و أنا هنا أحتفي !!

فقط لو نظر القارئ من نفس منظوري لتدبر أنني أعطي صاحب الحق حقه

فمع  كثرة التصفيق ( للغث )  منيط بنا أن إرجاع ذاك التصفيق لموضعه الأصيل 

ما عدا ذلك نكون مع هذا ( الغثاء )

أتذكر و أنا  أمارس حروفي الأولى ، و أخطو خطواتي البكر نحو مفاوز الكتابة ، إذ بوالدي يصر

 أن أقتني معجم عله يكون السند لو عزَّ الفهم أو أظلمت المفردة ..

فاجأني على حين غرة و بيده أي الوالد المعجم و ثمة كلمات من لدن بيانه سطرها على

الحاشية ، أحببت أن أنقلها لكم و لغاية في نفسي

هذا لو اتسع صدر القارئ :

فيا بنيتي ( .... ) الكتابة فن صعب المراس لا تسلس لكاتبها إلا بمراجعة كتب الأدب الرصينة

التي تستقي معينها من آداب القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف ، و لا يعزب عن خلدك

أن الكاتب عندما يرتشف من هذا السلسل عليه أن يَلِجَ مع ذلك أبواب و مسالك المعاجم

و قواميس اللغة

فما لم يصحبها و يراجعها لا تنضج له عبارة و لا تؤتي أكلها ، بل تظل كالطعام الذي لم يُدرِك

إناه ، و مما يؤسف له أن معظم الكُتّاب و المثقفين لا يدور بخلدهم أن يدعموا كتاباتهم بالأسلوب

الأدبي الجَزل  ، ذي السبك الرفيع

فمن الجهل و الغرور أن يكتفوا بما تجمع في وِفاضهم من ( غُثاء ) ما اكتسبوه خلال دراساتهم

من لدن الابتدائية إلى نهاية الدراسة الجامعية

إذ يكاد يكون كل ذلك نسيجاً واهياً و ذوقاً مضطرباً كما يُشاهَد في تآليف هؤلاء و كتاباتهم و من

خلال ما تنشر لهم الصحف و المجلات و ما يذاع في التلفاز

فهذه هي مواردهم التي يردونها ، فيأخذون من بعضهم ضعف الأساليب و ركاكة التراكيب

و يظلون يدورون في حلقة فارغة ، يتناقلون الجهل و السطحية

فلكي أنزهك عن هذه الأساليب أضع بين يديك هذا المصباح الذي ينير لك إن شاء الله مسالك

رياض اللغة ، و يمهد لك سُبُل المعرفة ، و تستأنسين به في مجالات الإثراء

فلا تقتحمي مهاوي التيه ، و راجعيه فيما لست على يقين من ضبطه أو معناه و اعتمدي

عليه في التقاط جواهره و لآلئه ، فإنني أرى لديك قابلية الإجادة و الإبداع

( شباط . 1999 ) والدك

و أنا آتي بهذه الكلمات إلا من منطلق أنني وجدت في مقالات الأخ الفاضل د بهاء

بغيتي و أنا أضع نصيحة الوالد نصب عيني

عفوكم مرامي و أنا أتوه عني

 

مشترك منذ تاريخ: 30/11/2009

أشكرك أستاذة البيان الشكر الجمّ الجزيل الوافر ، على هذا الثناء العطر الباهر، وما أجدر كاتبته بأن تثنى عليها في الإفضال الخناصر، وقد بان بيانها وذاع، فعرفه كل باد وحاضر.. لا زال عطاؤها درّ السحاب المُلثّ، مبرأ من الغثاء المُغثّ..

أبنت اليوم عن أصالة المنبت وعراقة المحتد، فتذكرت قول زهير:

فَما يَكُ مِن خَيرٍ أَتَوهُ فَإِنَّما ***  تَوارَثَهُ آباءُ آبائِهِم قَبلُ

وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وَشيجُهُ***وَتُغرَسُ إِلّا في مَنابِتِها النَخلُ

حفظ الله لك الوالد الأديب الذي أحسن تعهد الغرس حتى آتى أكله بإذن ربه ، وجعلك قرة عين له..

مع التحية الطيبة والتقدير العميق


ربِّ زدني علما

User offline. Last seen 4 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

حديثكم  هذا  حديث فيه من البيان ما فيه ..  ولكن للاسف يصعب  عليّ ان افهم القليل منه فما بالكم لو كان سيل كلامكم  لا غثاء فيه

 

اسعد الله اقلامكم بالخير واليمن .. وزاد في طيب فكركم  ما يريد .. وهو القادر على كل شيء وهو ارحم الراحمين

User offline. Last seen 11 سنة 9 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/08/2010

 

شكرا على هذا الموضوع الجميل