احلام الناي

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

انتهيت منذ قليل من قرائة رائعة اخرى من روائع هرمان هسة (احلام الناي )
وكعادته يبدع الكاتب في مقاربة الثنائية التي تتجاذب الانسان فيبدا من احدها تواقا الى الاخرى حتى يحصل عليها ثم ينتهي الى الاولى في دورة مغلقة متجددة تجمع طرفي الحياة في وجوه تستقر في طرفي الحياة وتبادل للادوار تضيع معه الحدود بين المتكلم والمخاطب بين الساعي والمعلم ....
يتكلم عن الشاعر الذي يتجاذبه الحنين الى ارضه واسرته وعروسه وعشقه الى موسيقاه وشعره ورويته لحقائق الامور من وراء الصور الظاهرة

(فلما اخذ يقارن بين هذه الاشياء التي كان يراها راي العين بالصور الذهنية التي رسمها اثناء حنينه الى وطنه ,اصبح من الواضح بالنسبة اليه انه خلق ليكون شاعرا , وادرك ان في احلام الشاعر يكمن جمل وسحر يبحث عنهما المرء عبثا في عالم الواقع )

ويتكلم عن ذلك الشاب الذي احبه الجميع ولكنه كان غير قادرا على محبة احد والاستمتاع بكونه محبوبا ...اخذ دائما ولم يعط يوما ...حتى انتهى بان يحب الجميع دون ان يحبه احد ومع ذلك كان سعيدا

وصف الدموع وصفا خلابا

(ايتها الدموع ,ايتها الانهار العذبة .ايها الذوبان السعيد ...ان كتب العلم مجتمعة الزاخرة بلافكار والاشعار ليست شيئا يالقياس الى لحظة واحدة من البكاء عندما يفيض الشعور في موجات ...وحين تدرك الروح وتجد نفسها في الاعماق ...ان الدموع هي جليد الروح المذاب والملائكة جميعا قريبون من الشخص الذي يبكي )

راى كل ظاهرة من الكون استعارة ومدخلا الى مكامن الروح حين تذوب الحدود والتصنيفات ويكون التوحد يدركه الاطفال ثم يضيعونه مع الانهماك بتفاصيل الحياة ..وحدهم الذين يحملون طفولتهم معهم يحتفظون بهكذا اسرار

(كل ظاهرة على الارض ليست سوى استعارة ...وكل استعارة عبارة عن بوابة مفتوحة يمكن ان تجتازها الروح ان كانت على استعداد الى باطن العالم حيث اكون انا وانت والليل والنهار شيئا واحدا ...والاطفال جميعا طالما ظلوا داخل هذا السر يشغل ارواحهم هذا الشيء الفريد بلا انقطاع ...اعني انشغالهم بانفسهم وصلتهم بالعالم الخارجي التي تتسم بالمفارقة ...والباحثون والحكماء يعودون الى هذا الشاغل في اعوام نضجهم )

هذه شذرات من احدى رواياته الرائعة