حياة سليم بركات

2006-09-23

agni writes, "  ضننتُ العاصمة قصيدتي الضائعة. ركبت الباص من القامشلي الى دمشق و أنا في التاسعة عشرة، سنة 1970. عام واحد، لا غير ، أدركت بعده أن القصيدة ليست هناك. ركبت سيارة أجرة الى بيروت سنة 1971، وفي جيبي إحدى وثلاثون ليرة سورية. تهدمت المدينة.تهدمت قصيدتي. تهدم المكان الشفيف و الكثيف معاً. خرجت على متن باخرة من بيروت الى لارنكا سنة 1982، ومن لارنكا، في اليوم ذاته، الى صحراء البربر في الجزائر، على متن طائرة عسكرية بلا مقاعد. تهتُ خمسة عشر يوماً في ظلال سور مقفل،  لأعود على متن طائرة ياسر عرفا الى تونس. بعد شهرين عدت أدراجي، بأوراق مزورة الى قبرص لأدخلها من البوابة الدبلوماسية شريكاً لشعب يبحث مثلي عن قصيدتي. في الطريق أضعت حقيبتي التي حوت ممتلكات أعماقي المنقولة وغير المنقولة، وبضمنها مجموعة شعرية عن الحيوان لم ينج منها إلا أربعون سطراً. في السنة الثانية عشرة من إقامتي  في نيقوسيا عدت الى بحر التيه بلا عمل. انتظرن معجزة فلم تحدث المعجزة. كنت منسياً من أخمس قدمي حتى قمة الجبل الذي يشرف من بيدر الله على ألمي. شجرات البيت وحدها كانت تدون الوجود المتقوض: أي قلب للسماء أن ينام المرء كل ليلة بقلب مكسور ؟"لا معجزة. حملت حقيبتي الى صخب القوانين في ستوكهولم، مطلع سنة الإشفاق على القرون 1999. أمرٌ مضحكٌ: أعلنتني بلدية العاصمة، باشتراك (نادي القلم / PEN ) مواطناً أولَ منذ تم الإعلان عن المدينة، هذا العام مملكة حرة ل ( الكتاب المجروحين). لم أكن مجروحاً، لكنني تتبعت الأصول في المعارك الخاسرة / أين تستلقي بعد فناء الجيش.ها أنا على مرمى اليقين المتقوض، الممسك برسن الحمار. قوانين كبصر الله.لا فائدة. سأتدبر شيئاً ما لطفلي قبل أن أنتهي. لقد أسلمت العجلة الى الكتابة في انحداري الساحق من المعنى الى المعنى. كوني قوية، يا عضلة التيه الباقيةكوني قوية، يا عضلة الضلال الأمين. وداعاً.

MAS


Re: حياة سليم بركات

آن يتخذ سياف الغيب كمالاً ككمال الظلام و تركع الرياح الأسيرة تغرورق عيناك يا هادئاً ترى الذي ترى و تكفيك من الأبد قضمة واحدة فلماذا تأسى للوقت و لماذا تضرب بحافريك على رخام بطشنا .
يا حمار
يا جدال الكسل المربك تلفت بعينيك الناعستين إلينا و اطبقهما فإنك لن تظفر برؤى مثلنا قط رؤىً تمضي على زحافة تجرها ديكة الثلج.
يا حمار, يا شظايا كأس ارتخت يد النديم عليها فهوت في الفراغ مائة عام قبل أن تتشظى أضرب بحافريك , اضرب بأذنيك اضرب بالكسل المربك هذه اليقظة السارحة تحت خوذاتنا و أغف فقد أغفى الوقت ترجمانك الغاضب وديع أنت و تغرورق عيناك
سليم بركات

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.