المناطق الكردية الأفقر في سورية

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 02/04/2007

آزاد برازي

نتيجة التعاون بين الحكومة السورية و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئات معنية قومية و دولية صدر عنها تقرير خاص بالفقر في سورية ، وحسب ما ورد في مقدمة التقرير أن الهدف من التقرير هو رسم إستراتيجية للحد من الفقر في سورية .
وقد تبين من خلال نتائج التقرير أن عدد الفقراء في سورية 5.3 مليون شخص أي حوالي 30 % من الشعب السوري و 68 % من فقراء سورية يعيشون في المناطق الكردية في شمال سورية . و السؤال هو : لماذا هذه النسبة المرتفعة في المناطق الكردية ؟ على الرغم من غنى المناطق الكردية بالثروات الباطنية وعلى رأسها النفط ، و توافر الموارد الزراعية حتى أنها تتصدر محافظات القطر من حيث الإنتاج الزراعي ( القمح ، الشعير ، القطن ............) .
ومما لا شك فيه أن الاضطهاد المزدوج الذي يعانيه الإنسان الكردي سياسياً و اجتماعياً خلق ظروفاً اقتصادية سيئة ، و لكننا لا نستطيع أن ننظر إلى ما جرى من إفقار للشعب الكردي السوري بحسن نية ، إذ لم تكن العملية عفوية كما تصور البعض ، بل أخذت شكلاً ممنهجاً خدمة لأهداف سياسية معروفة من قبل عموم الشعب الكردي السوري .
أحياناً يختلط علينا الأمر هل نناقش الموضوع من وجهة نظر المنطق الأرسطي السليم أم نناقشه من و جهة المنطق الحكومي السوري الأعوج ، المناطق الغنية بالموارد هي الأفقر ، و المناطق الفقيرة بالموارد هي الأغنى فالنفط في الجزيرة و المصفاة في حمص ، طبعا المصفاة الوحيدة في سورية ، و القمح و القطن و الشعير ..... في الجزيرة و المعامل في حلب و دمشق . هذا على المستوى الاقتصادي . أما على المستوى الاجتماعي فحدّث و لا حرج فالوعي الاجتماعي متدني في مناطق شمال سورية .
فهل تساءل واضعوا التقرير بعد التشخيص عن الأسباب التي أدت إلى هذه الظروف الاقتصادية و الاجتماعية السيئة حقيقة و إن أتحفنا الأستاذ زياد الأيوبي ( وزير الأوقاف ) في لقاء تلفزيوني وذلك يوم الجمعة 16 /9 / 2005 في معرض حديثه عن العمل و ضروراته و تطويره و تحقيق تكامل الإنتاج ، حيث بادر بالشرح عن كيفية أن المحافظات الشرقية غنية بالمياه و القطن و القمح و الغاز و البترول و خاصة محافظة الحسكة و رأى أنه ، على الرغم من ذلك فإن الفقر يتجلى في هذه المحافظات و في معرض تطرقه للأسباب ، ذكر(( أن السبب الأول يعود إلى اكتناز الأموال و هذا ما نهى عنه رسول الله ، أما السبب الثاني يعود إلى أن الأكثرية تفضل الاتكال على السؤال و عطاءات المحسنين من الأغنياء)) . لا أعرف إذا كان هذا التقرير هو لمعرفة مدى النجاحات التي حققتها سياساتهم من إفقار وتجهيل تجاه الشعب الكردي ، ربما الأمر يكون مغايراً و الله أعلم بما في الصدور .
و الآن يتم الحديث عن تنمية المناطق الشمالية ذات الغالبية الكردية و يذكرني الأمر بمشروع الإصلاح الزراعي الذي فقد الكرد بموجبه أراضيهم لصالح العرب القادمين من محافظتي الرقة وحلب ، فكان الحزام العربي من بنات أفكار الإصلاح الزراعي ، والله يسترنا من بنات أفكار تقرير الفقر و تنمية المناطق الشمالية .

منقول ..

rojava.net