دجلة تغمر ديريك حزناً

2006-08-23

منطقةٌ طافت فيها أمواج الذعر والرعب ..... مدينة خيمت عليها ظلال الكد و التعب قرية منها أعاصير اللقاء والفراق تهب ..... عائلة جداول عيونها جفت من البكاء لرحيل الأحبة والغوالي. مرةً أخرى نهر دجلة تغدر بعائلةٍ كرديةٍ كادحةٍ من مدينة ديريك وتبتلع منها أربعة من أحبتها دفعةً واحدة وذلك في يوم الأربعاء 9-8-2006 حيث كانت العائلة تقوم برحلة مرحٍ تلبيةً لرغبة ضيوفها القادمون منم دمشق إلى قرية ( عين ديوار) القرية الكردية التي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من سورية على بعد مئات الأمتار من حدود كردستان تركيا والمطلة على نهر دجلة المعروف بسرعة جريانه وشدة أنحدارهِ. هذه العائلة التي ارادت أن تبتعد قليلاً عن آلام اليأس وهموم النفس ومرارة حرارة آب اللهاب ... نعم لقد حاولوا الهروب من الهم والغم ولو لساعاتٍ محدودة دون أن يعلموا بأن الحزن والاسى بأنتظارهم على ضفاف نهر دجلة الاسطورة , دجلة التي كتبت عنها الكثير من قبل الشعراء وأدباء الكرد وتغنى بها العديد من الفنانين وكأن قدرهم المحتوم اراد منهم ان يكونوا من ضحايا الطبيعة ,طبيعة كردستانهم الخلابة لأن القدر يعلم جيداً بأنه لاأحد يستطيع ان يثأر لنفسه من نفسه فحملهم هذا القدر اللعين على بساطٍ مزيينٍٍ ببريقٍ من الامل وأرتجل بهم على دوامة النهر الدائر لتبدأ العناق الابدي بينهم وبين أشقائهم وأصدقائهم ومناصري حقهم الذين ابتلعهم نهر دجلة من فبلهم سواء كانت ذلك بقوة الارادة ام بإرادة القوة . فهذه هي الحياة قدوم وممات ومهما يكن صفتهم بالنسبة لعائلتهم ... انهم رحلوا ... غادروا... ولم يبقى منهم سوى الذكرى والصور الجميلة المطرزة بأسمائهم وأعمارهم الذي قضوها بكل مشقةٍ وأضطهاد وهم ( صبري عطار الذي يناهز عمره 38 سنة , وفاطمة علي عطار عمرها 18 سنة ورمضان علي عطار وعمره 16 سنة وزوجة خالهم الضيفة القادمة من دمشق وسام موفق عمرها 25 سنة ) أجل ... ان هؤلاء لم يكونوا أول من غرقوا في هذا النهر الظالم والمظلوم ... ولن يكونوا أخر القرابين وسيليهم الكثيرون وستتكرر هذه المأساة والويلات لأبناء شعبنا لطالما أن السلطات المحلية المعنية بذلك منذ القديم وحتى ألان لم تتحرك ساكناً ولم تخطو بخطوةٍ واحدة تجاه الحفاظ على حياة المواطنين وحمايتهم من الغرق والانزلاق نحو المجهول في تلك المنطقة . ومن هنا نطالب الحكومة والسلطات المحلية العمل الجاد على توفير مستلزمات الراحة و الامان للمواطنين وأتحاذ الاجراءاة المناسبة بذالك والاهتمام اللائق بهذه القرية الجميلة من كافة النواحي كونها قرية سياحية وأثرية تتردد عليها سنوياً الآلاف من المواطنين بقصد التنزه والتمتع بمناظر طبيعتها الخلابة وخاصة في فصل الربيع وفي الأعياد والمناسبات الوطنية والقومية .alizagroz

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.