اتحدى ، الارجنتين بطلة كأس العالم في القارة السمراء

قد يظن البعض ان البطولة العالمية القادمة في جنوب أفريقيا هي أصعب البطولات بالنسبة لمنتخب الأرجنتين وتكمن صعوبة مهمة الأرجنتينيون بسبب المستويات الضعيفة التي قدمها الفريق الأرجنتيني في تصفيات هذه البطولة وحسم الموقف في المباراة الأخيرة من التصفيات عكس المنتخبات الأخرى التي حسمت التأهل مبكرا كالبرازيل العدو اللدود لفريق مارادونا ، إلا ان التاريخ يقول من يتأهل بصعوبة سيحرز اللقب على غرار ما فعله المنتخب البرازيلي في بطولة العالم 94 وما فعله المنتخب الدنماركي في بطولة أوروبا 92 والمنتخب الارجنتيني بالذات عندما توج باللقب عام 86 كان قد تأهل بصعوبة بالغة وظن الجميع انه سيخرج بسهولة من الادوار الاولى الا انه خالف التوقعات واحرز اللقب العالمي الثاني له.

وها التاريخ يعود مرة اخرى ويتاهل المنتخب الارجنتيني بصعوبة الى النهائيات والجميع وضع الارجنتين خارج الترشيحات لاحراز اللقب وهذه النقطة مساعدة للمنتخب الارجنتيني لانه لاول مرة منذ عدة سنوات سيصبح المنتخب الارجنتيني خارج الترشيحات وبالتالي سيلعب بدون ضغوطات ولا يوجد عنده ما يخسره لذا فانه سيلعب باريحية تامة وسيحرز اللقب وهذا من خلال رائي الشخصي ومن خلال مراجعتي لتاريخ بطولات العالم وخبرة المنتخب الارجنتيني في التعامل مع مثل هذه الظروف ولأنه يملك لاعبا وصف بانه الافضل في الكوكب على مر العصور الا وهو ديجو ارموندو مارادونا الذي سيقود الفريق.

المنتخب الارجنتيني بدأ يثبت للجميع بانه يعمل بصمت مع مدربه مارادونا وانه قادم بقوة رويدا رويدا وهذا عامل مساعد لهذا المنتخب عكس السنوات الماضية كان ينطلق المنتخب الارجنتيني بقوة وبسرعة البرق يكتسح الفرق حتى يختفي بريقه في بطولة العالم الا ان هذه المرة ومع مارادونا بالذات سيكون لهذا المنتخب اتجاه معاكس حيث بدأ يسير في الخط التصاعدي وأكبر مثال اداءه القوي ضد المنتخب الالماني وقهر الالمان في ارضهم وعقر دارهم بهدف هيجواين اللاعب الذي اثبت لمارادونا بانه يستحق مكانا اساسيا له في البطولة العالمية، وبهذه المباراة كشر المنتخب الارجنتيني عن انيابه واسكت مارادونا كل منتقديه خاصة الاعلام الارجنتيني وبدأ النقاد يقتنعون بكلامه وبعمله حيث ذكر مارادونا مرارا وتكرار بأنه يعمل من اجل بناء منتخب ارجنتيني قوي يستطيع الفوز باللقب العالمي ولم يعتمد على منتخب جاهز بل عمل بنفسه وكون منتخبا جديدا للارجنتين بلاعبين صغار في السن مع اصحاب الخبرة مثل فيرون ومارتن باليرمو وصامويل وغيرهم واعتمد وجرب مارادونا خلال هذه الفترة 104 لاعبا ووصل الى التشكيلة المناسبة في مباراة المانيا واكد بعد المباراة بانه وصل لمرحلة 80% من اختيار اللاعبين لبطولة كأس العالم.

مارادونا ما يميزه انه لم ولن يمنح الفرصة لاحد التدخل في عمله وهو يرفض تماما ان يتحدث معه احد بشأن المنتخب حتى الاتحاد الأرجنتيني يخشى التدخل في شئون المنتخب في ظل وجود العملاق مارادونا وقد اكد مارادونا هذا الكلام وقال هذا منتخبي فأنا المسئول الأول والأخير على هذا المنتخب ولن اتيح الفرصة لاحد التدخل في عملي وقال دعوني اعمل وحيدا لاني انا المسئول هنا وهذا منتخبي وليس منتخب احد.

الشخصية القوية لمارادونا جعله يسكت من ينتقده واصبح الجميع في الارجنتين يخشى مارادونا في ظل تصريحاته النارية القوية ضد من يتهمه ويحاول التدخل في عمله وهذا ما يتميز به مارادونا وهي صفة قلما وجد في مدربي المنتخبات العالمية الذين يقعون تحت ضغط الجمهور والإعلام عكس الأسطورة ديجو الذي بقي مسيطرا على الأوضاع في بيونيس ايرس الأرجنتينية .

الارجنتين اليوم وضعها أفضل مما كان عليه في التصفيات، حتى الجوهرة البرازيلية بيليه رشح الارجنتين والبرازيل للفوز بكأس العالم المقبلة، وهناك ايضا ميزة أخرى لمنتخب بلاد التانجو وهي ان هذا المنتخب يملك أقوى خط هجوم في العالم والدليل على كلامي ان الهدافين في الدوريات الاوربية ارجنتينيون وهم في صدارة قائمة الهدافين في اقوى الدوريات الاوروبية حيث يتصدر ليونيل ميسي ترتيب هدافي الدوري الاسباني وخلفه زميله هيجواين وفي الدوري الايطالي يتصدر ديجو ميليتو قائمة الهدافين وهناك في انجلترا يواصل تيفيز احراز الاهداف وينافس على صدارة الهدافين ، ومارادونا الآن أصبح في موقف صعب حول اختيار المهاجمين في التشكيلة الاساسية وهي ميزة التي يمتلكها مارادونا وفي حال تألق هؤلاء اللاعبون في المنتخب فأن المنتخب الارجنتيني سيكون رقما صعبا بلا شك في المونديال القادم في القارة السمراء.