بسم الله الرحمن الرحيم
الحسكة
الحمد لله و الصلاة والسلام على خير رسل الله , أما بعد :
تلك المدينة التي لا نعرف عنها إلا القليل القليل تقع في شمال شرق سوريا اشتهرت بربيعها الجميل وبأشجارها الخضراء وبينابيعها التي تنعش الفؤاد قبل أن تنعش الأجساد , مدينةٌ عريقةٌ فيها من الآثار ما لذا و طاب ,
أرض معطاءة وشعب ٌ كريم , تعتبر المورد الرئيسي للبترول في سوريا كما أن لها الصدارة في مجال الزراعة ,
** ينابيعها و أنهارها :
1- نهر الخابور : طوله 320 كم ينبع من الحدود السورية التركية كما أن له بعض الينابيع من منطقة رأس العين يجتاز مدينة الحسكة بلطف لينعش أراضيها ثم يندمج مع نهر الجغجغ في مدينة الحسكة ليصبان في نهر الفرات قرب مدينة دير الزور ولكن للأسف الشديد تكاد مياه هذا النهر أن تجف وذلك بسبب السدود القائمة عليه وبسبب حفر الآبار العشوائية , وهناك مشروع لفتح قناة من نهر دجلة للخابور .
2- بحيرة الخاتونية : بحيرة طبيعية مياهها مالحة تبعد عن الحسكة 60كم شرقاً تحيط بها غابة يوجد بها الكثير من الأعشاب الطبية و العطرية كما يطل على هذه البحيرة جبل السنجار
3- نبع قطينة : ويمتاز بمياههُ الكبريتية وبأشجارهُ المثمرة وبهوائه العليل ويبعد عن رأس العين 10كم يصب هذا النبع في نهر الخابور ليجعل المكان أكثر جمالاً .
4- نبع عين الزرقاء : ويمتاز بنفس الصفات التي يمتاز بها نبع قطينة .
5- نبع السفح : ويقع جنوب غرب الحسكة بحوالي 75كم ويبعد عن رأس العين 15 كم ويجوبه السواح للعلاج نضراُ لأهمية مياههُ المعدنية فهي تحتوي على29 عنصر معدنياُ وتصل حرارة المياه إلى 29 درجة وتستخدم في علاج الأمراض الجلدية و المفاصل .
6- نبع السويدية : يبعد عن المالكية حوالي 10كم ويمتاز بجمال الطبيعة ونقاوة الهواء ويعتبر من المواقع الرائعة الجمال حيث يشمل وادي بداخله غابة كثيفة تتفجر الينابيع من خلال أشجارها .
كما يوجد بعض السدود المصطنعة منها سد الثامن من أذار و سد الباسل الجنوبي وسد الجوادية وسدود المالكية وغيها من السدود ,
"هذا ما أعلمه عن الينابيع في مدينتنا أرجو من الأخوا الكرام أن يفيدونا بما لديهم "
كما تحيط بمدينتنا ثلاث جبال جبل عبد العزيز الذي تحيط به غابة مغلوجة ذات المحمية الطبيعية
وجبل كوكب في شرق المدينة وهو تل مرتفع جداً ذو فوها بركانية خامدة منذُ مئات السنين ,
وجبل سنجار على الحدود السورية العراقية ,
** التاريخ :
تشير المصادر التاريخية إلى أن الأستقرار البشري في الحسكة يعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد , وقد لعبت جغرافية المنطقة دورها في اجتذاب الشعوب السوبارتية و الآكادية و الحثية و الميتانية و الآشورية و الآرامية و الكردية و العربية هذا ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة على ضفاف نهر الخابور و التي تعد من أقدم الحضارات في العالم .
فإن المنطقة قد خضعت للحثيين الذين استولوا على القسم الغربي من سوبارتو ( وهي مملكة كانت تمتد من مدينة عيلام في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس) ثم حكمها الميتانيون الذين أسسوا دولة لهم في المنطقة وكانت عاصمتهم واشوكانى فقام الآشوريون بتدمير دولة المتانيين ولكنهم لم يتمكنوا من الأستقرار بسبب الحروب القائمة في المنطقة مما أدى لظهور الدولة الآرامية وكانت مدينة كوزانا في تل حلف عاصمة لهم ,
ثم قام الآشوريون بثورة ضد الدولة الآرامية وأخضعوا المنطقة لهم مرة أخرة إلى أن جاء الفرس عام 606 ق م
وبقيت هذه المدينة تحت سيطرتهم إلى عام 332 ق م فجاء الأسكندر المقدوني وتمكن من هزم الفرس وأقام لليونانيين دولة هنا , فجاء الرومان عام 64 ق م وقضوا على دولتهم في عهد الأمبراطور تيودور يوليوس وبقيد بأيدي الرومان حتى نزول المسيح عليه السلام وأصبحت الدولة الرومانية تدين بالنصرانية وبقيت على هذا الحال حتى جاءتها طلائع الفتح الإسلامي وأصبحت ولاية تابعة للدولة الإسلامية وأطلق عليها بلاد ما بين النهرين وأزدهرت في هذا العصر بالسياحة و النهضة العمرانية كما أزدهرت بالعلم ,
وها هي الآن تشهد نهضة عمرانية وبالرغم من موقعها التجاري وثروتها الزراعية و النفطية و المائية إلا أنها تعد من المدن النامية !!!!!!! وذلك لعدم الأهتمام بها ,
سأقوم عما قريب بجمع بعض المعلومات عن المواقع الأثرية في هذه المدينة وأنقلها لكم فأرجو أن تساعوني ,
والسلام عليكم و رحمة الله