عزيزي القارئ ما هو مفهوم النقد عندك,وكيف تنظر لدور النقد وكيف تفسر دور النقد؟..ثم أنا معك مهما كان رأيك, بأننا لا نستطيع إيجاد تفسير علمي له, لكن النقد علم مثل غيره من العلوم و هو أعظم أنجاز بشري لتفسير الفنون وغيرها من الأعمال البشرية,وهو حوار بين وجهات النظر المختلفة..ووظيفته العظمى صنع الوعي وتمكين المعرفة ومحاولة الفهم والشرح والتحليل ..وهو يحتاج بدوره إلى مجموعة من المعاير والمقاييس وجملة المعارف الإنسانية ليختبر على ضوئها العمل الإبداعي ويقومه سلبا أو إيجابا ويحتاج ذلك أيضا إلى خطوات عملية وبالتطبيق العملي لا النظري والممارسة لا بالتعلم....... والكمال لله وحده وهذا موضوع مفرغ منه على الأقل عندي,..وكل إنسان معرض للخطيئة حسب ما قلناه سابقا سواء اتفقنا عليه أم لم نتفق…والخطأ أمر لا مفر منه منذ الخطيئة الأولى" التفاحة "وحتى اللحظة الراهنة,الخطأ..النسيان ..السهو..اللامبالاة..القصد..الخوف..المحاولة ..الرقابة..المقدس ..وربما الضمير أحيانا..وأسباب أخرى تخول دون طرح الفكرة المراد طرحها شفهيا أو كتابيا…فتتراكم في الذاكرة كل ما هو محظور… ويستمر التراكم حسب الزمن ليولد الانفجار ,والذي بدوره يصبح تراكما بصورة انفجار…ولكن خلال هذا التراكم والانفجار تهرب أمور بسيطا لتؤكد ذاتها بعيدا عن الرقابة ..ولكنها تعبر عن ذاتها بصورة خاطئة فتصطدم بزجاج النافذة بالرغم من أن الأبواب مفتوحة على مصراعيها…وهكذا وأكثر فتخرج لنا قصيدة ساذجة وفكرة مر عليها الزمن وموضوع لا يقدم ولا يؤخر و لا حتى يحرك شيء...ثم ما هو النقد ؟أليس الوسيلة المثلى لتحقيق غاية ما؟.. وهو في النقد الوصول بالناقد والمنتقد إلى بر الحقيقة المنتظرة ,والنقد لا بد له من أن يتصف بالواقعية والأمانة والمرجعية والنزاهة ووجوب تواجد الضمير اليقظ ...فليست الغاية من النقد تجريح الآخر ولا توبيخه ولا التشهير السلبي له..ولا تدميره معنويا أو جسديا,...فإذا تمعنا قليلا بمن نحبه من المشاهير ولو في نطاق يخصنا سوف نجد العديد منهم قد تلقوا نقدا لاذعا في حياتهم ,فمثلا الشاعر الكردي جكرخوين قيل فيه أنه غير مجرى حياته وأفكاره فهو في بداية عمره درس علوم الدين وفي ما بعد انتسب للحزب الشيوعي أي إلى صفوف الإشتراكية وهذا قمة التناقض ..حتى الأحزاب الشيوعية لم تسلم من النقد ,كالقول أنها طرأت عليها تحريفات عن مجرى النبع الأصيل للماركسية,,وكذلك إدانة الأحزاب التي سارت في خطا ستالين ولم تسر في خطا ماركس ولينين.. .وقيل في شفان برور أيضا أنه مع التيار أين ما يتجه التيار يتجه هو ..وهذا كلام مجاز لا أساس له من الصحة ..,وقيل نقدا مجرحا في جوان حاجو ...حتى رد عليهم بإبداع من خلال أغنيته الرائعة"دعوا غيري يغني..من أجل السلام.."فالتحديات دروس جديدة نتعلمها من الحياة,فلا يهم عدد المرات التي فشلت "حسب المنتقد"فيها في الماضي ..وانتقدت على أساسها بل هو كيف نستفيد من هذه التجارب..وعلى كل حال النقد لا يأتي من عدد من الأشخاص "النقاد"واحدا متحدا ..بل فيه الكثير من التنافر والتباعد ..فالرؤى متباينة لأبعد الحدود..و بذلك كل أسلوب خارج السرب لا يكون مصيره إلا النبذ و الإهمال..وإذا تألق لفترة فالزمن كفيل بنقده فهو الناقد الوحيد بكل تأكيد. وأخيرا وليس آخرا..أرجوا ألا تمدحوني كثيرا فتأخذوني للغيوم ...وحين تنتقدوني.. ترموني من هناك
-------------------------------------------------------------------------------------
كل عام وانتم بألف خيييييييييييييييير.
____________________________________
جربت ساعات العالم كلها..لكنني لم أجد أجمل من الساعة التي كانت ترسمها لي أمي بأسنانها على معصمي...