ينبغي للتربية أن تكون في جو من التواضع ...

يجب أن لا يكون في التربية الحقيقية أعلى ولا أدنى , وانما يجب أن يكون فيها تعاون تام , فاذا عهد الينا مهمة تربية شخص من الأشخاص تعلمنا منه بمقدار ما يتعلم منا , ان التربية تبادل دائم في وجهات النظر , فكثير من المربين يشعرون بأنهم أعلى من أولئك الذين عهد اليهم أمر تربيتهم , أن ذلك لخطأ على وجه الأطلاق بل أن الأمر لعلى العكس من ذلك غالبا .
فالطفل والمراهق يرغبان في ان يتعلما ويوسعا وضوحهما , ولكن كثيرا من المربين كفوا عن التعلم وتجمدوا .

لا بد للمربي من أن يستغرق في تواضع عميق , ألا ينبغي له أن يتعلم هو أيضا , هذا التواضع هو وحده الذي يتيح له أن يحتفظ بذهن منفتح جاهز , فتربية الطفل ( أن يضع المربي نفسه مكانه )

المربي الحقيقي غني داخليا .. أنه يعطي ولا يفكر بأن يأخذ , فالأمجاد والسلطة والأعتراف بالجميل ينبغي لها أن لا تكون ذات معنى بالنسبة اليه , ولا يشعر بالتفوق أطلاقا , ولا يرغب في أن يفرض أي شيء قطعا , انه يقتصر على اعتبار أن قدره الراهن هو أن يربي وأن تلقي التربيه هو قدر الطفل .

على التربيه أن تهدف الى كمال الملكات واتساعها , وأن تمنع الأحكام المسبقة والشعارات الداخلية والتبلرات والمخاوف , يقضي الواجب أن نكرس من الزمن ليعرف الطفل نفسه أكثر مما نكرس بقليل , بدلا من أن نفرض عليه كمية هائلة من المعارف .

نيسان كوليلك .....