هذه حياتي!

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 47 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

منذ أربع سنوات , وأنا أعيش متنقلاً بين الحسكة و حلب, لم أحدد في أي من هاتين المدينتين تكون روحي طليقة أو مقيدة , في أي منهما يكون خيالي حراً أو منفياً ...
سفرٌِِ ..و سفر.. ومن ثم سفر ,وفي كل سفر حلم جديد ,و قصة عشق جديد..بطليها إحدى الجميلات و خيالي المسافر معي..
قصص و أشعار و أغاني تتردد على ذهني ..وبين هذه و تلك, مناظر تمتد أمامي كبساط لا متناه في الطول ..تشعل ذاكرتي و توقظها ثم تتعبها و ترحل...
في شوارع حلب أمشي , و تلحقني كل كائناتي , أقف برهة أتأمل نفسي
لأتأكد بأني لا أقلد أحداً من المشاهير, وفي هذه الحركة شيء كبير من الثقة , و رغبتي الطفولية في أداء دور البطل في كل مشكلة تعترضني..
الكابتن ماجد..دايسكي ..ماوكلي..كلها أدوار قمت بتمثيلها في محاولة مني
للمزج بين الواقعي والخيالي..
هكذا بدأت.. أشعل سيكارة , وهنا في حلب أجاهر بها الشوارع و الأزقة والأسواق, أعيد علبة السجائر إلى جيب الجاكيت..وأمضي ..
و كثيرة هي المرات التي أمضي فيها دون أن أدري إلى أين أنا ذاهب, فالباعة و السماسرة سيتكفلوا لك بهذا الشيء ,ما إن يروا غريباً حتى يهاجموا عليه ويعرضو له قائمة المبيعات.. جينز , كنزات , جوارب
تفضل استاذ, تفضل ابن عمي....
في شيخ مقصود , أعرف أصحاب المحلات واحداً واحداً, أسلم عليهم
و يردون سلامي بدعوة كريمة,فأنظر لساعتي فإن أسعفني الوقت جلست مع أحدهم لأسرد شيئاً من حنين المسافات...
و أينما أكون في حلب ..في الميدان أو الأشرفية ,أو الجميلية..
فليس لي في النهاية سوى عالمي الصغير ..غرفتي في المدينة الجامعية
أدخل لأجد شريكي في الغرفة يأكل ,أحياناً كثيرة أجده جائعاً ..
أسرع إلى دفتر اليوميات لأكتب شيئاً فأكتشف بأنه لا جديد لأضيفه إلى سطوري المتشابهة , فأقف هنيهة أمام بياض الورقة الحاد, لأكتب في النهاية بضع كلمات تعبر عن فشلي بأمتلاك حلم أنثى تلون لي دفتري هذا وحياتي أيضاً...
و في الكلية , حيث الدراسة والواجب الدراسي يلاحقني في كل زاوية,
تسألني الدكتورة عن شيء ما , فأقف و أتأمل ما حولي, وتتابع الدكتورة
وين قلمك؟ لشو القلم وين الدفتر؟..
أجد نفسي في نهاية المحاضرة ,آه كم تغيرت! هل هذا أنا؟
ويوم آخر يمر .. وهكذا أجد نفسي على أبواب سفر جديد إلى مدينتي الحسكة..
على الأغلب أصل الحسكة في وقت متأخر فتستقبلني أشجار الكينا
المنتشرة بغزارة هنا ..
أصل البيت بعد نقاش حزين مع سائق التكسي الذي يشرح و يأسف لغلاء أسعار المواد الغذائية , فأوافقه الرأي دون أن أفهم بالضبط قصده ,هل فاتحني بهذا الموضوع لأنه ما من موضوع يحكي فيه؟
ما أعلمه أن الناس التي لم تتعرف على بعضها بعد تتحدث عن الطقس و أحواله و المنخفضات و المرتفعات الجوية....المهم ,أصل البيت و بعد سلام و عتاب أجد نفسي مستسلماً لحلمي الأول..
فهنا في هذه المدينة(الحسكة) التي أرجح أن تسميتها جاءت من الحسحسوك(بالتأكيد تعرفونها) كان حلمي الأول..هذه المدينة غسلت خيالي بكاءبتها و خيالها المتعب...
أمشي في شوارع الحسكة لا كغريب , بل كأبن لهذه المدينة و بثقة عمياء بأني يوماً ما سأعود الى جوف رحمها منتصراً ..
أمشي في السوق و أسلم على الباعة و أصحاب المحلات الذين يختلفون عن باعة حلب حيث لا صياح هنا..
أمر من ساحا ختو باتجاه تل حجر لأقابل أحد الأصدقاء ممن أنهكتهم الحياة, فنمضي معاً في جولة فنعرج جنوباً باتجاه كلاسة(كه لاسي)
فإن صادف و كان يوم الخميس أجد نفسي و قد دخلت سوق الخميس (سوكا بينشمي) لأجد الفقراء يتهافتون على شراء الخضار و الفواكه والتي تكون بأسعار زهيدة...يحزنني أن الواقع لم يتغير ..فنمضي إلى الناصرة ,لننطلق منها إلى الصالحية التي لا تستطيع أن تكون محايدة أبداً
أقف أمام إمام جامع أعرفه يفتح باب الجامع ليؤذن المغرب , نسلم عليه يخبرنا آخر ما فكر به و يسند كلامه ببعض آيات الله و أحاديث رسوله,
أقابل أصدقائي هناك, نتبادل المحبة و الكلام,و بعد ساعات نعود..
وفي طريق العودة تستوقفنا فلافل الحمرة فنأكل , أتامل الورق الذي لف به
أجدة أبيضاً يذكرني بصفحاتي عند بدء الكتابة...
محلات الفلافل تبيع الصندويش ملفوفاً بصفحات الكتب في حارتنا بالناصرة, تأكل الفلافل و تقرأ الشعر أو تقرأ قصة...
و أدخن سيكارة سراً , و أعود في ساعة متأخرة الى البيت و أمر من أمام بيوت أحببتها...
وأحصي كم يوم بقي لي لأسافر....
من ثم أنام على حلمي الأول.. أو لا أنام

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

هذه هي الحياة ..
سر ٌ ...
حلم ٌ ..
أسفار ..
و أماني تنتظر .... الإنطلاق .

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .

User offline. Last seen 12 سنة 37 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/12/2005

مرحبا أخي بيمال ,
و كل الشكر